الثامن من آذار – اليوم العالمي للمرأة

اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة سنوية للتعريف بحقوق المرأة وللتذكير بالنضالات النسوية العالمية التي خاضتها وتخوضها النساء مع الأحرار في كل أنحاء العالم من أجل إدراك هذه الحقوق. كما إنه يوم للتفكير في التحديات التي تواجهها النساء وكل المناضلات والمناضلين من أجل حقوق المرأة التي هي ”حقوق الإنسان” في طريقهن/م الطريق الطويل والشاق نحو الحقوق المتساوية لكل البشر والعدالة الجندرية على وجه الخصوص والتي تعني حقوق وفرص متساوية لكل البشر، لا تعتمد على ما ولدوا/ن عليه ذكوراً أو إناثاً، بل تعتمد على الإنصاف في المعاملة للنساء والرجال والتكافئ بالحقوق والواجبات والمزايا والفرص.

في هذا اليوم يجدر بنا أن نذكّر ونتذكر التضحيات الكبرى التي قدمتها النساء السوريات خلال السنوات العشرة الماضية والثمن المضاعف الذي دفعنه ويدفعنه نتيجة استبداد النظام وجرائمه المتعددة، قتلاً واعتقالاً، وتهجيراً، وقمعاً وتفقيراً وتجويعاً، والثمن الكبير الذي دفعنه ويدفعنه تحت سلطات الأمر الواقع المتنوعة، وصولاً إلى نضالهن الدؤوب ليكنّ شريكات في العملية السياسية والتغيير الشامل الذي يضمن السلام المستدام وبناء دولة المواطنة المتساوية والعادلة.
تسعى النساء السوريات جاهدات بوصفهن جزءا ًمن حركة النساء في العالم أجمع ليكن فاعلات ومؤثرات وذوات صوت مسموع ولا سيما فيما يبذلنه للوصول إلى المساواة في الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية على الرغم من كل المحاولات التي تنتهجها مختلف الأطراف لإقصاء دور النساء ووضعه في إطارٍ شكليٍ بعيد ٍ عن الفعالية الحقيقة.
في هذا اليوم لابد أن نؤكد على أن الوصول إلى دولة المواطنة لا يمكن أن يقوم إلا بوجود طرفين هما المرأة والرجل معاً، ومن خلال دورهما الفاعل ومساندتهما بعضهما البعض، كما ينبغي أن نؤكد على ضرورة دعم النساء والحركات النسوية عبر تحقق المجال الكامل لهن ودعم نضالاتهن ضد كل أشكال القهر القائمة بفعل التهميش التاريخي والظرف المجتمعي والبنى القانونية التمييزية والتي يكرسها الاستبداد بكافة اشكاله ومسمياته اليوم.
المجد للنساء السوريات، المجد للشهيدات والحرية للمعتقلات والمغيبات قسرياً، للنساء المنسيات اللواتي يناضلن يومياً لمواجهة تداعيات الحرب على أسرهن وأحبتهن، المجد للنساء المؤمنات بالحرية والكرامة والعدالة لجميع السوريين والسوريات في كل أماكن تواجدهن.

تـــيار مواطنــة

8 آذار/مارس 2023