«إعادة اكتشاف» دور روسيا في سوريا ـ مازن حماد

مقالات 0 admin

من خلال مراقبة تبعات ونتائج ما يجري في سوريا من قتال ومآسٍ إنسانية ودمار غير مسبوق، تظهر في الأفق مؤشرات ذات طبيعة مختلفة دون أن يعني ذلك ــ حتى الآن ــ أن الأزمة أصبحت على طريق الحل.

ولعل أهم تطور في هذا الإطار تحقق عبر مكالمة هاتفية بين أوباما وبوتين اتفقا خلالها على متابعة الأحداث السورية بما فيها مسألة الأسلحة الكيماوية، وإحالة الملف إلى وزيري الخارجية كيري ولافروف للغوص في تفاصيله.

وإذا كان هناك من علامات على احترام دور روسيا في صناعة القرار المتعلق بسوريا، فإن ذلك يتجلى في توجيه الكرملين دعوة صارمة إلى حزب الله لسحب قواته التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا، وذلك درءاً لتوسع الحرب إلى لبنان.

في الوقت نفسه يعتقد الكثير من المراقبين أن الحذر الأميركي في التعامل مع الأزمة السورية يعود إلى ضرورة أخذ الرأي الروسي بعين الاعتبار وعدم الإقدام على تصعيد عسكري قد يغضب الروس ويقطع في النهاية شعرة معاوية مع الأميركيين.

وإذا نظرنا من ناحية أخرى إلى نتائج الاتصالات بين طهران والقاهرة، نلحظ أن القيادة المصرية قد تبنت موقفاً أقرب إلى وجهة النظر الروسية من الأزمة السورية مما يشكل أول انتقال هادئ في المواقف العربية تجاه الملف السوري.

ويضاف إلى ذلك كله أن روسيا ستوفد مساعد وزير خارجيتها إلى عدة عواصم عربية لبحث إمكانية التفاهم على خطوات معينة لفتح الباب المقفل على الأزمة السورية. وبكلمات أخرى فإن ثمة توجهاً واضحاً في المزاج الإقليمي والدولي لعدم تجاهل مصالح روسيا ورأيها في الأحداث السورية.

وعلى ضوء ذلك ليس من المستبعد أن تفاجئنا هذه الاحتكاكات السياسية الجديدة، بتطور مهم قريباً تجاه بدء رحلة الخروج من المأزق السوري الذي دمر وقتل وشوه وهجر وشرد الملايين من المدنيين.

 2/5/2013 – الوطن القطرية

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة