كتائب من "الحر" تساهم بإطالة عمر النظام ـ جفرا بهاء

مقالات 0 admin

 يقول المثل السوري “ما بين حانا ومانا ضيعنا لحانا”، ويبدو أن اللحى المنتشرة حالياً في سوريا، والتي أصبحت الهم الأول لكل من يتعهد بمساعدة السوريين، هذه اللحى من الهشاشة بمكان بحيث أنها مرشحة للسقوط أخلاقياً من نسمة هواء صغيرة،

وما بين التصريحات والإعلام لتلك الدول ولبعض تشكيلات الجيش الحر وبين الحقيقة والواقع يطبخ مستقبل سوريا الأسود، فلا الدول ساعدت ولا بعض اصحاب اللحى صدقوا ما عاهدوا الله والشعب عليه.

حقائق ربما يكون بعضها متداولاً دون أن يمتلك الكثيرون معلومات أو أدلة، فما كان غامضاً من حرب الدول على اقتسام سوريا أصبح واضحاً ومكشوفاً وبمساعدة بعض أبناء سوريا أنفسهم.

وبعيداً عن النظام الأسدي وما فعله ويفعله بالشعب السوري، فإنه وبعد تشكيل هيئة الأركان بمؤتمر انطاليا في تركيا في كانون الأول 2012، وتحت وصاية ومباركة دولية وبهدف توحيد الجيش الحر تحت قيادة واحدة، وبعدما انتخب العميد سليم إدريس رئيسا لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، من قبل مختلف فصائل “الحر” ، واستمعت تلك القيادة الجديدة للجيش الحر إلى وعود الدول بتقديم مساعدات قريبة من الخيال وتكفي لإسقاط عدة أنظمة إلى جانب نظام الأسد، وجرى ذلك قبل أيام من المؤتمر الذي ضم ما دعيوا بـ”مجموعة أصدقاء سوريا”، والتي يضم عشرات الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري في الغالب للجيش الحر لإسقاط نظام الأسد.

وكما تقول القاعدة “اللي بيدفع بيتشرط”، أبدت تلك الدول تخوفاً من ذهاب السلاح إلى كتائب ومجموعات تتبع لإتجاهات معينة ولها اغراض اخرى بالمستقبل.

وبدأ مسلسل اللعب من تحت الطاولة، فلا المساعدات وصلت لهيئة الاركان، ولا الدول أوفت بتعهداتها، ولا بعض كتائب الجيش الحر ظلوا أوفياء لهدف إسقاط النظام.

تبنت كل دولة كتيبة أو فرقة وبدأت تمدها بالسلاح بدون علم هيئة الاركان، وبحسب معلومات مؤكدة من داخل الجيش الحر وهيئة الأكان فإن الكتائب التي تلقت الأموال لك تكن حميدة السمعة ، فاستلم لواء التوحيد التابع للأركان وبالتالي لقيادة جبهة حلب ما يزيد عن 10 اضعاف ما قدّم لهيئة الأركان نفسها، ووصل لكتيبة احفاد الرسول “والتي تعد لاعب مهم على الأرض من حيث القوة” أيضاً وصلتها مساعدات تعادل ما وصل لعدة كتائب مجتمعة، وهذا على سبيل المثال فقط لا الحصر.

وتحول الهدف من إسقاط نظام الأسد، إلى إطالة عمر النظام، وتنفيذ مخططات تلك الدول “الصديقة” بإنهاك سوريا والعمل على بقاء الوضع كما هو لأطول فترة ممكنة.

دول داعمة إعلامياً تطيل عمر النظام عملياً، وكتائب ناشطة بنظر الشعب على الأرض تنفذ سياسات تلك الدول، وهي المعادلة الثابتة إلى الآن في سوريا، ليبقى الموت علناً وعلى الهواء مباشرة وتحت أنظار العالم ليس أكثر من مشهد “أكشن” يرونه على شاشة العالم الفضائية دون حتى أن يفقدهم شهيتهم لتناول طعام العشاء.

السبت, 04 مايو 2013 ـ الشبكة العربية العالمية

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة