مبروك سوريا الحرة
شعبنا الشعب السوري العظيم،
يا أحرار سوريا في الداخل وفي الشتات والمهاجر،
اليوم، يسجل التاريخ انتصاراً عظيماً لإرادة الشعوب على الطغيان، انتصاراً لصوت الحق على آلة القمع، وانتصاراً للحرية والكرامة على الظلم والاستبداد. نقف الآن من دمشق رمز الحضارة، قلباً نابضاً بسوريا الجديدة الموحدة – سوريا المواطنة المتساوية لكل السوريين.
نشهد معاً سقوط نظام الطاغية بشار الأسد، ومعه نودع حقبة كأداء من الدماء والدمار والاستبداد. اليوم، تستعيد سوريا أبناءها، وتعود إلى شعبها الذي عانى وقدم التضحيات على مدار السنوات الطويلة من النضال والثورة. هذا الانتصار ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة دماء الشهداء، وآلام الجرحى، وصمود المعتقلين، وصبر الأمهات والثكالى، وتضحيات كل فرد رفض الاستسلام للظلم.
أيها السوريون الأحرار،
لقد وصلت فصائل التحرير إلى أبواب دمشق، بعد تحرير حلب وحماة وحمص ودرعا والسويداء ومختلف المناطق والمدن ودخلوها آمنين ليس كغزاة أو منتقمين، بل كأهل ومهجرين عادوا لبيوتهم وحاراتهم، دخلوها كأبناء وطن حريصين على أمنه واستقراره ومستقبله. ومع هذا النصر العظيم، فإننا نؤكد:
أولاً: ضرورة إدارة شؤون البلاد كحق أصيل لأهلها من أهلها. وقد بدأ السوريون المدنيون بالفعل في استلام زمام الأمور في مختلف المدن والمناطق المحررة، كخطوات أولية خلال المرحلة الحالية من تطهير البلاد وتحريرها، وبقاء المظاهر المسلحة خارج الحواضر والمدن.
ثانياً: المرحلة المقبلة هي مرحلة انتقال سياسي، تقوم على التوافق الوطني، وتنقل البلاد إلى نظام نريده ديمقراطي علماني، تنتقل نحو برلمانها وعقدها الاجتماعي الجديد، بفصل تام بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وإعلامها الحر وجيشها وأمنها المهني والوطني الجديد يحترم حقوق الجميع دون استثناء، ويضمن العدالة والمساواة لجميع أبناء الشعب السوري دون أي تمييز عرقي أو إثني أو جنسي.
ثالثاً: نؤكد على ضرورة الاستمرار بحماية المدنيين وممتلكاتهم، ورفض أي انتقام أو تصفية حسابات. ونؤكد على ضرورة حماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة فالثورة قامت لتحقيق العدالة والكرامة لكل سوري، ولن تحيد عن مبادئها.
رابعاً: نريد سوريا الجديدة كدولة حيادية تحترم القوانين الدولية، وتلتزم بالقانون الدولي وقواعد حسن الجوار، وتسعى للسلام والتعاون مع كافة شعوب العالم.
يا أبناء سوريا الحرة،
المسؤولية اليوم عظيمة، والتحديات كبيرة. نحن أمام فرصة تاريخية لبناء وطن يليق بتضحيات شهدائنا وبأحلام أجيالنا القادمة. دعونا نوحد صفوفنا ونضع مصلحة سوريا فوق كل اعتبار.
نقول نحن في تيار مواطنة أننا مع كل مخاوفنا المشروعة من القادم –فلسنا بوارد التحليل والتنظير السياسي الآن– كان لا بد أولاً من كسر هذه السلطة الطغمة وهي تنكسر اليوم، بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا على هوية السلطة التالية، وسنتابع مسيرة التحرير بعد انفتاح أبواب الصيرورة مجدداً وسنتابع إعادة البناء المجتمعي في فضاء الديمقراطية والتنوع واحترام الاختلاف والتعددية بالتوازي مع اعادة البناء للبنى المادية.
كلنا أمل الاستفادة من دروس الماضي القريب وأن نمضي باتجاه سورية الديمقراطية الموحدة لجميع أبنائها.
ختاماً، نتوجه بتحية إجلال وإكبار إلى كل من قدم وضحى في سبيل هذا النصر.
تحية إلى شهدائنا الذين عبّدوا بدمائهم الزكية طريق الحرية.
تحية إلى جرحانا ومعتقلينا وأسرانا الذين حملوا آلام الوطن على أكتافهم وفي افئدتهم.
وتحية إلى كل سوري وسورية صمدوا وآمنوا بالنصر رغم كل الصعاب.
عاشت سوريا وطناً ومواطنين/ــات!
المجد للشهداء وايقونات الحرية!
تيار مواطنة – ٧–١٢–٢٠٢٤
اترك رداً