رغم كل ما سيأتي، أنا علماني!
02/2016
ميخائيل سعد
قررت وأنا شاب أن أكون علمانياً. ولكن، لسوء حظي، الظروف لم تخدمني. أولى العقبات كانت ان قلبي تعلق بفتاة علمانية أيضاً. ولكن من أسرة علمانية مسلمة، وعندما قررنا الزواج اكتشفنا أننا لا نستطيع ذلك، إلا اذا اعلنت إسلامي، فرفضت التضحية بعلمانيتي من أجل الزواج بمن أحب.
عندما وجدت فتاة علمانية، ولكن من أسرة مسيحية، اشترطتْ أسرتها أن يكون زواجنا في كنيسة كاثوليكية، فرفضت تغيير ارثوذكسيتي أو مسّها، بالكاثوليكية، رغم انني علماني، واعتبرته تعدياً على علمانيتي، وانتهى الغرام مرة اخرى.
في المرة الثالثة، قررت دراسة موانع الزواج قبل الاقدام عليه، فوجدت الفتاة الارثوذكسية المناسبة، وتزوجنا كنسياً، ثم سجلنا زواجنا في دائرة الاحوال المدنية. ورغم اننا علمانيان فقد كنا مجبرين على اتباع هذه الخطوات،كي نكون زوجين شرعياً، او نبقى بلا زواج، ويرجمنا المجتمع.
وجدت بيتاً جميلاً في حي إسلامي فاستأجرته، وبما أنني علماني، فلم أتوقف كثيراً عند هذه النقطة، ولكن مع الوقت بدأت زوجتي العلمانية، تشكو من نظرات شباب الحي الفضولية، وعندما قلت لها إنه يجب عليها أن لا ترتدي ثيابا قصيرة استفزازية، قالت: هل تريدني أن أتخلي عن علمانيتي؟. وقررتْ تغيير الشقة، وهذا ما كان.
عندما رزقنا بولد قررت تسميته عمر، لأنني احب التاريخ العربي ولاسباب أخرى، احتج أبي وزوجتي وبعض أصدقائي على ذلك، رغم انهم جميعا يعرفون أنني علماني، ولم أستطع أن أخلص من بين أيديهم الى أن اقترح صديقي العلوي تغيير اسم الولد الى عمرو، وهذا ما كان.
قرر رئيس فرع فلسطين اعتقالي بتهمة طائفية، رغم انني علماني، وعندما ذهب أحد أصدقائي للتوسط عنده، قال له: إن ميخائيل رجل علماني ولا ديني، فكيف تعتقله بتهمة التعاطف مع حزب الكتائب اللبنانية، والدليل ان ابنه اسمه عمرو؟ فقال السيد مظهر فارس وكان وقتها رئيساً لفرع فلسطين: لو أن اسم ابنه عمر لكنت صدقت انه علماني.
خرجت من السجن، وقررت حفاظا على علمانيتي، الهرب من البلد، وهذا ما كان. سافرت الى كندا، وتقدمت بطلب لجوء فقبُلت لأنني كنت سجينا سياسياً في سوريا، وليس لأنني علماني وفي كندا عشت حياتي كاملة كعلماني، رغم أن أحدا لم يسآلني ذلك، واكتشفت أن علمانيتي تساوي صفراً، اذا لم يصنع شعبي ثورته الديمقراطية أولا.
عندما وجدت فتاة علمانية، ولكن من أسرة مسيحية، اشترطتْ أسرتها أن يكون زواجنا في كنيسة كاثوليكية، فرفضت تغيير ارثوذكسيتي أو مسّها، بالكاثوليكية، رغم انني علماني، واعتبرته تعدياً على علمانيتي، وانتهى الغرام مرة اخرى.
في المرة الثالثة، قررت دراسة موانع الزواج قبل الاقدام عليه، فوجدت الفتاة الارثوذكسية المناسبة، وتزوجنا كنسياً، ثم سجلنا زواجنا في دائرة الاحوال المدنية. ورغم اننا علمانيان فقد كنا مجبرين على اتباع هذه الخطوات،كي نكون زوجين شرعياً، او نبقى بلا زواج، ويرجمنا المجتمع.
وجدت بيتاً جميلاً في حي إسلامي فاستأجرته، وبما أنني علماني، فلم أتوقف كثيراً عند هذه النقطة، ولكن مع الوقت بدأت زوجتي العلمانية، تشكو من نظرات شباب الحي الفضولية، وعندما قلت لها إنه يجب عليها أن لا ترتدي ثيابا قصيرة استفزازية، قالت: هل تريدني أن أتخلي عن علمانيتي؟. وقررتْ تغيير الشقة، وهذا ما كان.
عندما رزقنا بولد قررت تسميته عمر، لأنني احب التاريخ العربي ولاسباب أخرى، احتج أبي وزوجتي وبعض أصدقائي على ذلك، رغم انهم جميعا يعرفون أنني علماني، ولم أستطع أن أخلص من بين أيديهم الى أن اقترح صديقي العلوي تغيير اسم الولد الى عمرو، وهذا ما كان.
قرر رئيس فرع فلسطين اعتقالي بتهمة طائفية، رغم انني علماني، وعندما ذهب أحد أصدقائي للتوسط عنده، قال له: إن ميخائيل رجل علماني ولا ديني، فكيف تعتقله بتهمة التعاطف مع حزب الكتائب اللبنانية، والدليل ان ابنه اسمه عمرو؟ فقال السيد مظهر فارس وكان وقتها رئيساً لفرع فلسطين: لو أن اسم ابنه عمر لكنت صدقت انه علماني.
خرجت من السجن، وقررت حفاظا على علمانيتي، الهرب من البلد، وهذا ما كان. سافرت الى كندا، وتقدمت بطلب لجوء فقبُلت لأنني كنت سجينا سياسياً في سوريا، وليس لأنني علماني وفي كندا عشت حياتي كاملة كعلماني، رغم أن أحدا لم يسآلني ذلك، واكتشفت أن علمانيتي تساوي صفراً، اذا لم يصنع شعبي ثورته الديمقراطية أولا.
الرابط المختصر:
http://goo.gl/hh9vQi
http://goo.gl/hh9vQi