في تشكل القضية الكوردية …….!!
اكرم حسين
(خاص مواطنة )
2016-03-14
توزع الكورد في بلاد ما بين النهرين، واستخدمتهم الامبراطوريتان العثمانية والصفوية لضمان امن حدودهما، كما تعاونت هذه الامبراطوريات مع كل المجموعات الكوردية المتمتعة بنوع من الادارت الذاتية وفق ما اقتضته مصلحة الامبراطورية ،ويرجع تاريخ بروز المشاعر القومية لدى الكورد في العقد الاول من القرن العشرين حيث حملت معها هواجس الاستقلال والدفاع عن الارض الكوردية، ونتيجة لذلك قامت العديد من الثورات كثورة الشيخ عبيد الله النهري ومحمود الحفيد والشيخ سعيد واحسان نوري باشا وسيد رضا واحمد البارزاني ومن بعد الملا مصطفى وكان يقود معظم هذه الثورات قيادات دينية او عشائرية .ومع اتفاقية سايكس بيكو 1916 تشكلت القضية الكوردية ، خاصة بعد ان اتخذت طريقها للتطبيق العملي في مؤتمر سان ريمو 1921 حين كلفت بريطانيا بالانتداب على فلسطين والعراق وتراجعت الدول العظمى عن قرارها بإعطاءالكورد دولة ،خوفا من تداعياتها على بقاء العراق كدولة بسبب حقولها النفطية الشمالية والاحتياطي النفطي العالمي من جهة ،وعلى التوازن الاقليمي و معارضة كمال اتاتورك وحساباته الخاصة وموقع الدولة التركية وما تمثله هذه القضية من انعكاس في الداخل التركي بالإضافة الى انقسام الكورد وعدم اتفاقهم على مطلب موحد وتخليهم عن حق تقرير المصير وتأسيس دولة كوردية مستقلة بذاتها ولذاتها ،الامر الذي دفع بهم للتوزع بين سوريا والعراق وتركيا وايران وظهور قضية كوردية اخذت في كل جزء ابعادا مختلفة وتسميات محددة بحسب تناولها !! فقد سميت بالمشكلة حين كان نضالالكورديهدد الدول التي يعيشون فيها او مصالح القوى الاقليمية والدولية ، او حين يحدث اقتتال داخلي بين الكوردانفسهم نتيجة صراعات بينية جهوية منعتهم لاحقا من تحقيق اهدافهم او طموحاتهم القومية ،واتخذت طابع المسألة عندما كانت هذه الدول تستخدم الكورد في مواجهة بعضها البعض ونتيجة لذلك برز الكورد كلاعبين اساسيين في السياسة الدولية لانتشارهم في كل دول العالم وتأثيرهم في مراكز القرار والسياسة الدولية ،وتشعب وتشابك القضية الكورديةوارتباطها بأكثر من دولة لتشتتهم وتوزعهم بين اربع دول ، لذلك برزت عدة قضايا كوردية تتميز كل منها بخصائص معينة وتتطلب مقاربات مختلفة بحسب المطالبات الكوردية لكل قضية من هذه القضايا ، بدءا من الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية وصولا الى الديمقراطية وحق تقرير المصير ! من الادارة الذاتية الى الحكم الذاتي الى الفدرالية و الاستقلال! حسب الوضع وميزان القوى في كل جزء وتبعا لطبيعة النظام القائم وتوفر الحريات وميزان القوى على الارض لكن هذا الاختلاف ابرز في الفترة الاخيرة تشابها وتكاملا في القضية الكوردية بمحملها من حيث المطلب الفيدرالي والحلول الاستراتيجية المطروحة للقضية الكوردية بما هي قضية شعب عانى ما عانى وحرم من اقامة دولته المستقلة ،كوردستان الكبرى الموحدة التي حلم بها منذ عهود طويلة ؟ ومع صعود تورغوتاوزال الى السلطة في تركيا في ثمانينات القرن الماضي حدثت نقطة تحول حقيقية وانعطافة مهمة باعترافه الرسمي بوجود مشكلة كوردية في تركيا حيث قال (علينا ان نكون اصدقائهم – اي الكورد 0 –لاننا ان اصبحنا اعداء يمكن للاخرين ان يستخدموهم ضدنا ) وفي العراق عقدت اتفاقية للحكم الذاتي لكن صدام حسين انقلب عليها عام 1975 وعانى الكورد الويلات بعد ان تخلى الشاه عن دعم الثورة الى ان اطاحت الولايات المتحدة الامريكية بنظام صدام حسين وصار الكورديديرون مناطقهم ويعيشون في اقليم فيدرالي يمارس صلاحيات الدولة بينما تراجعت ثورة الملالي في ايران عن وعودها السابقة وطاردت نشطاء الكورد وعلقت الكثير منهم على اعواد المشانق ، اما في سوريا فقد اتاح زمن الثورة السورية فرصة تاريخية للكورد من حماية مناطقهم وادارة شؤنهم وبناء مؤسساتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية بعد ان ضعفت الدولة وتخلت عن اداء وظيفتها ودورها الاجتماعي والخدمي فبات الكورد يحكمون انفسهم بأنفسهم رغم كل ما يمكن ان يقال هنا او هناك!!
خلاصة القول هو ان القضية الكوردية هي واحدة من اعقد القضايا المطروحة في المنطقة لكنها متعددة الابعاد والحلول نتيجة انقسام الكورد وتشتتهم ومن هذا الانقسام والتشتت تبرز مشكلات متنوعة ومختلفة تتعلق بالوجود والبقاء والحريات وتتطلب معالجات جدية وحقيقية لحل القضية الكوردية على اسس وطنية وانسانية عادلة !!.