بيان مشترك حول الحراك السلمي في السويداء

جاءت قرارات السلطة/الطغمة برفع الدعم عن شرائح واسعة من الشعب السوري، الذي أمسى بغالبيته في وضع اقتصادي ومعاشي مزرٍ، حيث صنفت سوريا بأنها الدولة الأكثر فقراً على مستوى العالم، فكان حراك السويداء إدراكاً من أبناءها، مثل غالبية السوريين، أن سلطةً قد انتهجت الحل الأمني، في مواجهة المطالب الشعبية المنادية بالحرية والكرامة، لن تجد حلولاً حقيقية لمشاكل المجتمع، بل هي من أوصلت البلاد إلى التدمير شبه التام للمناطق المنتفضة، وتسببت بتهجير ملايين السوريين، وخراب البنى التحتية للاقتصاد والمجتمع، مع تغوّل منظومة الفساد وأمراء الحرب وغياب الأمن وانتشار المخدرات، وغياب أو تغييب مؤسسات الدولة ودورها في مواجهة تلك الظواهر المنفلتة من كل عقال.
إن السلطة/الطغمة، التي انتهجت القمع، معززةً بالدعم الروسي والمساندة الإيرانية والمليشيات الطائفية، إذ تستغل الصمت الدولي وتراجع الاهتمام بالمسألة السورية، وبالتالي عدم فرض الحل السياسي، إنما تراهن -كعادتها- على الزمن وتعتقد أنها تستطيع إسكات أي صوت احتجاجي. ومن هنا تأتي أهمية ما يجري بالسويداء من مواقف ووقفات احتجاجية، كانت قد دعت إليها مجموعات شبابية بعضهم من الذين رفضوا الخدمة في جيش النظام تجنباً لقتل إخوتهم السوريين، ولا توجد فرص لهؤلاء للعمل وتأمين الاحتياجات الأساسية للحياة فهم لا يستطيعون التنقل بحرية لطلب الرزق كونهم مطلوبين أمنيأ، مقابل هذا مورس تشكيك وتقليل من دور هؤلاء وغالباً ما صدر عن منابر كانت قد اعتبرت نفسها ثورية ومعارضة، في خطاب طائفي بغيض يفوح منه عفن الكراهية وأثر الإديولوجيا المتطرفة.
لقد تميزت مظاهرات السويداء هذه المرة بعفويتها واتساع شرائح المحتجين مع غياب تام للتشبيح الذي وظفته السلطة لقمع مظاهرات الأمس القريب، وشهدت دخول الشرائح المفقرة والمهمشة الى الحراك ، كما لم تقتصر شعاراتها والكلمات التي ألقيت على الأمور المعيشية والمطالبة بمحاسبة الحكومة والفاسدين واللصوص -على أهميتها- بل استطاعت أن تسجل مجموعة من الرسائل السياسية المؤكدة على التمسك بالوطنية السورية ونبذ الخلافات بين مكونات الشعب السوري على أمل انتفاضة عارمة تعم أرجاء البلاد تضغط وتدفع للمضي بالحل السياسي .
كما واسقط هذا الحراك مقولات ومزاعم النظام عن حماية الاقليات وكشف زيف ووهم أن يعيد هذا النظام المستبد تأهيل نفسه.
ولذلك تتزايد المطالبة والدعوة إلى انتفاضة شاملة على مستويات أوسع تطال جميع المناطق السورية يوم الجمعة القادم، الذي سيكون اختباراً حقيقياً لقدرة المنتفضين ولإمكانية توسيع حراكهم ليشمل الساحة الوطنية السورية كلها من خلال تجاوب جماهيري أوسع في السويداء وفي المحافظات الأخرى، ومواجهة تحدي استعادة دور السوريين في الداخل وعدم الاكتفاء بمطالب اقتصادية بل توسيع آفاق الحراك للضغط على النظام وأيضاً على المجتمع الدولي لتحريك عجلة الانتقال السياسي اعتماداً على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
إن القوى الموقعة على هذا البيان إذ تؤكد تضامنها المطلق ومشاركتها لأهلنا في السويداء بموقفهم ومطالبهم المحقة والعادلة، تحذر السلطة/الطغمة من مغبة انتهاج العنف المفرط مع الحراك، كما تناشد أهلنا في السويداء التمسك بسلمية حراكهم والاستمرار بمطالبهم، ونناشد السوريين جميعاً الاستجابة لنداء التضامن، من أجل السوريين جميعاً، ومشاركة إخوانهم في السويداء، بكل أشكال الحراك الممكنة وفي كل مكان، ضد أشكال الفساد والتجويع والمهانة التي تفرضها و تمارسها السلطة بحق شعبنا، كما نطالب المجتمع الدولي الحر بالضغط على النظام السوري وحلفائه لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 وإنهاء معاناة السوريين. .
كل التضامن مع حراك السويداء..
عاشت سوريا وطناً ومواطنين…
القوى الموقعة على البيان:
تيار مواطنة – نواة وطن
تيار مستقبل كردستان سوريا
المجلس السوري للتغيير
منصة عفرين
الحركة السياسية النسوية السورية
10 شباط/فبراير 2022