أعلن النظام السوري رسمياً بدء عملياته العسكرية في الجنوب مدعوما بالميليشيات المتحالفة معه ومدعوماً بقوات السلاح الجو الروسي، وتأتي هذه العملية العسكرية استكمالاً للعمليات التي بدأها منذ ٣٠ أيلول 2015 وهو التاريخ السافر لدخول القوات الروسية إلى سوريا، التي غيرت موازين القوى لصالح النظام
رغم مرور العمليات العسكرية والسياسية بمنعطفات عديدة إلا أن المسار العام بقي في اتجاه دعم النظام من قبل حلفائه وتراجع الدعم عن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري لأسباب متعددة، ربما أهمها الحزم والدعم الروسي للنظام في مختلف المحافل الدولية وتقاطع المصالح الدولية مع الرؤية الروسية للحل في سوريا.
هذا التصعيد الأخير من قبل النظام في الجنوب لم يكن مفاجئاً، ولم يكن بحاجة إلى المبررات التي ساقها الروس في بيان تبرير إلغاء اتفاقية خفض التصعيد التي كانت سارية منذ أكثر من عام في الجنوب، والتي تمت برعاية أمريكية- أردنية- روسية وبقيت من أكثر المناطق هدوءاً والتزاماً بها من قبل الفصائل رغم وجود بعض الخروقات من بعضها المتشدد. ويعتبر هذا التصعيد الأخطر في سياق الحملات العسكرية للنظام، فقد سحب الثقة من كل مسارات الحل السياسي بما فيها اتفاقية خفض التصعيد التي تمت في استانا، وأفقدت واشنطن مصداقيتها التي يراهن عليها قسم من السوريين، ووضعت المدنيين في وضع صعب جداً وكارثي بعد أن أغلقت الأردن حدودها في وجههم فلم يبقَ أمامهم غير التوجه إلى الحدود مع إسرائيل!
إن اتفاقيات خفض التصعيد والتوتر التي عولنا وغيرنا عليها لم تكن إلا خدعة روسية للاستفراد بكل منطقة على حدة، كما لم تكن الدول الضامنة لها سوى شهود زور، وبالتالي فإن النظام وروسيا وإيران ذاهبون معا إلى إنهاء كل فعل عسكري معارض.
في هذا الوضع الكارثي الذي تواجهه المعارضة السورية عموماً وفصائل الجنوب خصوصاً، وبناءً على الفصام الحاصل بين الحالة السياسية والعسكرية للمعارضة السورية، يرى تيار مواطنة أنه بات لزاماً على المعارضة الفصل بين المسار السياسي والمسار العسكري لحل القضية السورية،
وثانياً، تشكيل قيادة عسكرية موحدة لكل منطقة تقود العمليات العسكرية وفق الظروف والشروط التي تناسبها،
والخروج من المدن والتحول إلى العمليات العسكرية الخاطفة ضد قوات النظام وحلفاءه.

المكتب التنفيذي لتيار مواطنة 27/06/2018