الجلسة الحوارية 15 حزيران 2019: الأستاذ صالح مسلم في منتدى المواطنة

استضاف منتدى المواطنة عبر السكايب السيد صالح مسلم الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الرئيس الحالي لمكتب العلاقات الخارجية، في ندوة حوارية تحت عنوان ” إضاءة على مناطق شرق الفرات وشمال سوريا، تجربة الإدارة الذاتية، الإمكانات والوقائع، الأفق والتحديات “.

بدأت الجلسة بالترحيب بالسيد صالح مسلم، والترحيب بالحضور المشاركين في الندوة. تلاها نبذة تعريفية بالسيد صالح مسلم.

استهل السيد مسلم حديثه بالقول: يسعدني أن أكون بينكم للحديث عن الشأن السوري، وأن أروي عما في جعبتي من تجربة وخبرة وعن الأوضاع في شمال وشرق سوريا.

كما تعلمون قضيتنا جميعاً متشابكة وجميعكم تعيشونها منذ البداية، وهي تجربة فريدة وهي نضالنا ولنقل صراعنا مع النظام السوري والذي لم يبدأ مع الثورة السورية، ولكن كان قبل ذلك بكثير وعلى الأقل مذ تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي في 2003 ونحن في صراع مستمر مع النظام، ثم جاءت فرصة الثورة السورية لنكون جزء من المعارضة السورية، ولكن الحسابات والمراهنات كانت كبيرة جدا مما اضطررنا إلى تنظيم وجهات نظر شعبنا المختلفة، ورؤيتنا كانت مختلفة فقد وجدنا أن الثورة السورية أقرب ما تكون إلى ثورة شعبية نابعة من وجدان ومعاناة الشعب السوري كانت تشبه إلى حد ما الصراع على السلطة، ولذلك نحن كان لدينا توجه آخر، ولذلك استمرينا كجزء من المعارضة، ولكن تم استبعادنا بقدرة قادر من بعض الجهات التي تبحث عن حل للملف السوري سواء في جنيف أو ما إلى ذلك، فأسسنا بدءا من المناطق التي استطعنا  تحريرها بدءا من كوباني ثم عفرين فمنبج والجزيرة ودخلنا في صراع مرير مع الفصائل المرتبطة بالخارج سواء تحت المسميات المختلفة وكان آخرها داعش، ونحن اعتمدنا على أنفسنا على تنظيم صفوف الشعب وعلى التحليلات السياسية العميقة التي نعتمدها ولهذا كانت أخطاؤنا قليلة كما نعتقد، فاستمرينا وصمدنا إلى أن وصلنا إلى يومنا هذا واستطعنا إلحاق الهزيمة بداعش التي كانت الأداة الإرهابية الأولى التي سعت إلى تدمير المنطقة. والآن نحن بصدد تأسيس نموذج ديمقراطي بعد ما تم تحريره في مناطق الجزيرة ونحن بصدد ترسيخ ما أقمناه من إدارة ذاتية ديمقراطية معتمدين على أنفسنا وما نتوجه إليه من الديمقراطية الجذرية التي تعتمد على الشعب بمؤسساتها وتنظيماتها وما إلى ذلك.

الآن الوضع القائم  نحاول تجذير هذا النموذج لأننا نعتقد أن سوريا لا يمكن أن تعود إلى سابق عهدها قبل 2011، ولذلك لا بد من البحث عن حل ديمقراطي يلبي طموحات جميع المكونات السورية سواء كانت مكونات إثنية أو عقائدية أو قومية أو أقلية، فالسبيل الوحيد كي تعيش هذه المكونات في بوتقة واحدة هي سورية وهي أن تكون ديمقراطية جذرية ونحن طرحنا حل اللامركزية الديمقراطية ونحن نسعى إلى ترسيخه في جميع أنحاء سوريا في المناطق التي تصل إليها أيدينا في شمال وشرق سوريا رغم الأخطاء والمعيقات الموجودة وقد نجحنا ولاسيما على سبيل الاستقرار النسبي، وخاصة بعد إلحاق الهزيمة العسكرية بداعش في آخر جيوبه في شرق الفرات، ونحن لازلنا نكافح الخلايا النائمة وما إلى ذلك.

التهديد الأكبر الذي نراه اليوم هو القادم من تركيا، ولا سيما كونها متورطة في الشأن السوري منذ البداية، فهي التي دعمت بعض الفصائل وخاصة هذه الفصائل الجهادية التي كان لها النصيب الأكبر في تدمير سوريا، وهي تحتل الآن جزءا مهما من سوريا بدءاً من جرابلس وكان آخرها  كارثة عفرين، وتواجدها في إدلب، استطاعت أن تجمع جميع هذه الفصائل التي تأتمر بأمرها في إدلب ولاتزال موجودة، ونحن نعتقد أن تركيا كانت أكبر كارثة بحق الشعب السوري من خلال تدخلها واحتلالها وفرض مشاريعها على السوريين من خلال مشروع ميثاق الملّي، الذي كانت ومازالت تركيا تحلم به.

لدينا ثلاثة أقاليم أو إدارات، وأربعة مجالس محلية، الأقاليم هي (الفرات، الجزيرة، عفرين المحتلة الآن ولكن الشهباء لاتزال موجودة)، والأربعة مجالس هي (منبج – الطبقة – الرقة – دير الزور)، وهؤلاء تم اختيارهم من أبناء المنطقة وستجري انتخابات لاختيار هذه المجالس لتكون نابعة من الشعب، هذا ما نسعى إليه ولكن لايزال الأمن غير مستتب على الشكل الذي يساعدنا على انتخابات ديمقراطية يشارك فيها الجميع، من ناحية أخرى نحن نحاول أن نرسخ هذا النموذج الذي من الممكن أن يكون لكل سوريا.

شكرا لسماعكم لي وأنا بانتظار أسئلتكم واقتراحاتكم.

الأسئلة والمداخلات:

السيد صالح شكرا جزيلاً لك أولاً ولدينا بداية أربعة أسئلة أعدت من قبل إدارة المنتدى، لاحقاً سوف نترك المجال للمشاركين بالمداخلات والأسئلة.

السؤال الأول: هناك مقولة رئيسة يتبناها بعض المعارضين ألا وهي: أن سيف قسد مع الأمريكان وعقلها مع الروس وقلبها مع نظام الأسد؟

السؤال الثاني: هناك سؤال جزء منه اتهام يقول إن (PYD) هو فرع من حزب العمال الكردستاني (pkk)، وهو يعتبر أن سوريا -شمال سوريا- منصة ضد تركيا في صراعها الرئيسي هناك، وهناك استدلالات من ذلك صور السيد عبد الله أوجلان، صوره على أكتاف الأساييش، الاحتفال بتأسيس حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا إلخ؟

السؤال الثالث: حول الاستبداد وهو سؤال كردي بامتياز، ويقول: أن حزب العمال الكردستاني المنظومة الأم يقطع مع ماضي الكردي، عبر اعتبار تاريخ الكرد يبدأ من تأسيس حزب العمال الكردستاني ويتحكم بحاضر الكرد في شمال سوريا وكردستان تركيا ويصادر مستقبله عبر إيديولوجيته القاسية على مجتمعات مدنية ناشئة بعيدة عن العسكرة؟

السؤال الرابع: ماهي فرص وجود شراكة حقيقية مع قوى في الإدارة الذاتية، ونقول شراكة حقيقية بعيدا عن فكرة الولاء والوصاية أو حتى الاحتواء؟

السيد مسلم: شكرا جزيلاً على هذه الأسئلة، وأعتقد أنها أسئلة شاملة تتناول كل الموضوع الذي نحن بصدده.

بالنسبة للسؤال الأول: الذي يدعي أن قسد سيف أمريكي وعقل روسي وقلب الأسد، عليه أن يدرك أو يقرأ كيف نشأت قسد، وأود أن أقول إن تأسيس قسد كان نتيجة، فمنذ البداية ألمحت إلى بداية الثورة السورية، نحن كنا ندرس [الوضع] عندما بدأت الحركة في تونس وليبيا ومصر وما إلى ذلك، نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي كقيادة كنا نعقد اجتماع أو اجتماعين كل اليوم لنتدارس ماذا يجري في الشرق الأوسط وهل ستصل هذه الموجة إلى سوريا؟ وماذا يمكن؟ ومن جملة ما توصلنا إليه أن الصراع سيصل إلى سوريا، وهذا الصراع ولاسيما بعد تواصلنا مع الكثير ممن لنا علاقة معهم في سوريا ومن جملتهم الإخوان المسلمون، توصلنا إلى أنه صراع على السلطة وليس للديمقراطية التي ينشدها الجميع، ومع مناقشاتنا توصلنا إلى أن هذا النظام لن يرحل كما رحل النظام التونسي أو المصري ، وإنما سيقاوم لوجود أسباب وقد قمنا بدراستها، وهي ليس الجيش هو الذي سوف يحمي النظام، وإنما المنظومة الأمنية الكبيرة والتي يزيد عددها عن 150 ألف عسكري ، وهي قادرة على حماية النظام لمدة شهرين أو على الأقل سنتين ، ولهذا ماذا يمكن أن نعمل؟، وهذا الصراع على السلطة ليس شيء آخر ، ولهذا ارتأينا أن ننظم صفوفنا، وأن الشعب المنظم هو القادر على كل شيء، ومن جملة ما ارتأينا هو تنظيم منظومته الدفاعية، عندها بدأنا بتأسيس وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، وبدأنا بتدريبها وتوسعت وكل خطوة اتخذناها كنا مرغمين عليها ، نحن وهذه الوحدات لم نقم بأي عمل إلى أن جاءنا تحرير المناطق من النظام وذلك أن من جاؤوا بالكفاح المسلح بدأوا يستهدفون النظام وكانوا سببا لمهاجمتنا لذلك اضطررنا إلى تحرير مناطقنا، عين العرب  ثم عفرين ثم ديريك وهكذا بدأنا، من منظومة دفاعية، ثم تطورت وتوسعت وانضمت إليها قوى عربية إلى أن تحررت كوباني وتل أبيض وزاد العنصر العربي والسرياني، ولذلك اضطررنا إلى تسميتها قوات سوريا الديمقراطية، فهي نابعة من الحاجة ومن صميم الشعب السوري .

كيف تعاملنا مع الامريكان: نحن لم نتعامل معهم ولم نتطلع إلى التعاون ولم نسأل إلى حمايتهم ولكن عندما كان الأمريكان يقومون بتدريب فصائل في الخارج لمحاربة النظام هؤلاء كانوا يأتون وينضمون إلى داعش وإلى جبهة النصرة وإلى أحرار الشام ولهذا الأمريكان كانوا يرون المشهد ونحن كنا نرى ذلك، ولذلك في يوم من الأيام أيام المقاومة في كوباني اتصل الأمريكان بنا وقالوا: نحن نرى أنكم تحاربون داعش في الصميم وأنتم صامدون في نضالكم، هل يمكننا أن نتعاون؟  وهكذا بدأ التعاون في مصلحة مشتركة مع التحالف الدولي هم لم يصنعونا، ونحن لم نلجأ إليهم وإنما الضرورة اقتضت لأن نتعاون معهم، ولذلك نرى أننا لسنا سيف أحد ولم نكن سيفاً لأحد، هذا التعاون الذي حصل بيننا كان مفيدا جدا لأننا تعلمنا أن لا نستطيع النصر في كوباني وعين العرب مادام داعش في الرقة مثلا ، ونحن كنا مضطرين لأن نلحق داعش إلى الرقة ونحررها، ولكن لو أننا فعلنا هذا بجهودنا الذاتية ربما لاستغرق ذلك خمس سنوات، ولكن بالتعاون مع التحالف الدولي استطعنا انهاء هذه المسألة خلال خمسة أشهر ولهذا كان لصالحنا ولصالحهم، وهذا لا يعني أننا لم نتحرك إلى الرقة والطبقة ودير الزور بناء على أوامر أحد، بل لحاجتنا لذلك، للدفاع عن مناطقنا لهذه الغاية ولازال تعاوننا قائم على ذلك، وهذا ما ذكرناه مرارا وتكرارا ولسنا سيفاً لأحد، وربما هناك مصالح أمريكية أخرى في المنطقة ولكن عندما يكون في صالحنا وصالح الشعب السوري نستطيع القيام به وعندما لا نراه في خدمة الشعب السوري نحن نرفضه ولا نقبله.

أما بالنسبة لعقل الروس فهم يعرفون الموضوع الكردي جيداً، وكذلك سوريا، ونحن لجأنا إليهم عام 2012 قبل أن تقع هذه الكوارث وقبل أن يظهر تنظيم داعش، وقلنا لهم أنتم تدركون الأمور في سوريا ونحن مشروعنا في سوريا كذا وكذا، وأنتم علاقاتكم جيدة مع النظام هل تستطيعون فرض هذه الحلول على دمشق؟ وعدونا وقالوا لنا نعم مشروعكم مقبول ولاسيما عدم تقسيم سوريا، لكنهم بالرغم من ذلك رفضوا ونحن إلى الآن نعتبر أن السياسة الروسية في سوريا هي سياسة براغماتية مئة في المئة وتطلع من خلالها إلى مصالحها وتجارتها وهي غير جادة في ذلك ودليل ذلك ما شهدناه في إدلب وقضية أستانة وجمع الجهادين في إدلب كلها كانت لعبة روسية تعتمد مصالحهم، ولذلك باعتقادي فقد الروس مصداقيتهم.

أما قلبنا مع الأسد فهو مرفوض تماماً! وقد كنا في صراع دائم  مع النظام منذ 2004، منذ أحداث القامشلي، ولكننا نحن سوريون في النهاية يجب أن نجد حلا سوريا ومحاولاتنا يجب أن لا تنقطع والحوار السوري- السوري لازال مستمرا ونحن نرحب بأي طرف سوري لأجل النقاش حول مسائلنا، ومانزال نؤمن أن السوري الحر هو الذي يستطيع إيجاد الحل، أما السوري المرتبط بمصالح خارجية الذي لا يملك إرادته الحرة لا يستطيع التوصل إلى أي حل في سوريا لا بإيعاز من إيران أو تركيا أو روسيا ولا أمريكا، وبالتالي نحن مرتبطون بسوريا نعم، ولكننا لسنا مرتبطين بالنظام السوري ولا بحكم البعث، وسياستنا تدل على ذلك، ولكن  نحن في بعض الأحيان لن نرسل قوات سوريا الديمقراطية إلى دمشق ولكن إن كان هناك أناس جادين ويؤمنون بسوريا الديمقراطية والمشروع الذي نتفق عليه عندها تكون المسألة مسألة أخرى، أما في هذا الوضع فإن النظام مرفوض تماما ولن ندخل معارك جانبية بهذا الصدد .

أما حول السؤال الثاني وعن العلاقة مع حزب العمال الكردستاني: أعتقد أن الإيديولوجيا والفلسفة والأفكار هي عالمية وليست حكراً على أحد، أما عن صور السيد أوجلان فهو تحول إلى رمز للتحرر وهذا ما يربطنا معه، لا أكثر، وهذا لا يعني أننا مرتبطون فعلاً بحزب العمال الكردستاني أبداً، وكذلك نحن لسنا مرتبطين بأي حزب آخر، ولكن كون انتمائنا الكردستاني نحن لسنا على استعداد على ان نعادي أي حزب آخر أو نتقاتل معهم أو نتصارع معهم، الخلافات السياسية قد تكون لدينا أفكار أو تجاذبات وما إلى هنالك، ولكن الصراع المسلح مستبعد ولن ندخل فيه مع أي طرف، ولكن الطرف الكردي وبعض الأطراف الأخرى لم تقتنع بذلك إلا إذا حملنا سلاحنا وركضنا وراء الدبابات التركية واتجهنا لمحاربة حزب العمال الكردستاني حينها سيقولون أنتم أكراد جيدون، ونحن لا نستحق ذلك، وفلسفة الأمة الديمقراطية التي نعمل بها ونحاول تطبيقها في مناطقنا هي مستمدة من فكر أوجلان ونستطيع  كأحرار رفع أي رمز آخر غيفارا ، لينين …والخ،  فإذا كانت هناك بعض الصور واللافتات في بعض الإدارات لعبد الله أوجلان فهي بسبب كونه أسيرا لأكثر من عشرين عام، موجود في جزيرة منعزلة والشعب الكردي يحترم هذا القائد، ولكن نحن نعمل بفلسفته وأفكاره ليس معيباً ذلك، فالأحزاب  الشيوعية كانت تعمل حسب الأفكار التي تستمدها وكانت تطبقها حسب واقعها ونحن نعمل نفس الشيء وهذا حق لنا، ولا نعادي لخاطر تركيا أي حزب كردي آخر .

عن السؤال الثالث عن  الاستبداد  هذا اتهام نحن نرفضه لأن الإدارة الذاتية ديمقراطية لديها مجالس ولديها تشريعات ولديها مجالس تشريعية وهي أسست ما نسميه بالعقد الاجتماعي، وفيه قانون الأحزاب  السياسية وهناك 22 حزبا مرخصاً ويتلقون  الدعم من الإدارة الذاتية وهؤلاء أغلبهم مشاركون في الإدارة الذاتية وفيها الأخوة السريان والعرب، والنظام الآخر الرئاسة المشتركة ولربما إذا كان أحدهم كرديا سيكون الآخر سريانا أو عربيا في المجالس، ونحن لا نحتكر وإذا كان في فترة الحروب والمعارك  إذا كان هناك تصرف عسكري خاطئ نحن نعتذر ولكن الأمور  ستتعدل والتصرفات الفردية، التوجه العام هو ترسيخ الديمقراطية الجذرية التي تنبع من الشعب ولذلك المجالس قائمة ونحن نجري الانتخابات كلما استطعنا إلى ذلك سبيلا، و المجالس الموجودة الآن في الفرات وحتى في إقليم عفرين جاء أعضاؤها بالانتخابات أما في المناطق التي لا تتوفر شروط لإقامة انتخابات عادلة وحرة عندها يتم الاعتماد على استطلاعات الرأي للشعب حتى يتم اختيار وانتخاب الشخص المناسب في الموقع المناسب، وأعني أنه إن كان هناك بعد التصرفات الضرورية لمرحلة الحرب فهذا مستثنى، وما دون ذلك نحن نحاول قدر الإمكان تطبيق الديمقراطية وهذا ما نشهده في المجالس المحلية القائمة والكل يشهد على ذلك ممن جاؤوا إلى الأرض واجتمعوا وتكلموا كلهم يتحدثون عن هذه التجربة ولاسيما مشاركة المرأة في كافة المجالات، ولكن من لا يريدون لهذه الديمقراطية أن تتأسس ولا يريدون لهذا النظام أن يكون نموذج لكل سوريا يرمون الاتهامات، اليوم الكل يقول حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) هو الذي يتحكم بكل شيء.. الحقيقة ليست كذلك جميع المجالس الموجودة  والمناصب لدينا في حزب الاتحاد الديمقراطي حيث أن أي أحد يتولى أي منصب تنفيذي يجرد من عضوية حزب الاتحاد الديمقراطي، وهذا هو الشرط لدينا، ولهذا الحزب ليس لديه سيطرة ولسنا استبدادين، ولكن كما نقول كلها مرحلة انتقالية وهذا يعتمد على تغيير التفكير الذهني للشعب والجماهير كي تؤمن بالديمقراطية وتمارس حقها بالديمقراطية وسيكون هناك الكثير من النواقص ولا يمكن أن تكون مثالية ولهذا نحن نرفض هذا القول بالاستبداد وربطه بحزب العمال الكردستاني وهو حزب إيديولوجي موجود ولا يمارس العمل وربما من يتحدثون عن الديكتاتورية لا يعرفون أنه تشكل عام  (1979) ودخل في حرب شرسة مع عدو شرس الذي جميع الشرق الأوسط تعاني من كل كوارثه ومصائبه، ونحن لا نتحمل مسؤولية ما فعله (العمال الكردستاني) في الماضي ما يفعله في الحاضر أو المستقبل، ولكن أعتقد أنه مبالغ به جدا.

بالنسبة للسؤال الرابع حول فرص المشاركة، نحن نرحب به بل ونبحث عنه وندعو القوى أن تتقدم وتشارك في بناء الوطن الذي يتعرض للتدمير، نحن بحاجة لذلك، والكفاءات التي لدينا لا تكفي ولهذا نحن بحاجة للمشاركة فعلا، ولهذه الغاية نحن نظمنا إلى الآن ثلاث حوارات سورية – سورية بهدف تعريف المشروع لجميع الأطراف ، والآن نحن نرحب في مناطقنا في شمال وشرق سوريا بالمعارضة السورية أن تأتي وتناقش وتحاور إذا كانت لديها الجرأة او لا تخاف من قطع أرزاقها فليأتوا إلى المنطقة وسنتقاسم معهم كل شيء، إذا جاء إلى الداخل يمكن أن نتفاهم على كل شيء ونتقاسم كل شيء، ولكن يجب أن  نتفق على خريطة الحل الديمقراطي السوري، ومؤخرا قدمناها إلى موسكو لتعرضها على دمشق منذ سنتين، وإلى الآن لم نستلم رد، ومن يرد الاطلاع عليها يمكنه التواصل مع الإدارة الذاتية وإذا توافقنا عليه نحن مستعدون للمشاركة، ولكن يجب عليهم أولا أن يثبتوا أنهم سوريون أحرار في قرارهم وكلمتهم ورغبتهم لبناء سوريا، وأن يعترفوا بوجود الشعب الكردي ، وحقوقه وألا ينكروا الاختلاف .

الأسئلة والمداخلات من الحضور:

سؤال:

شكرا أستاذ صالح أولا، أعتقد أن ما قلته  أن على الحر أن  يعرف مخاوفه ويحددها ، لذلك دعني أبدأ من حيث انتهيت، إذا كنتم تبحثون عن الأحرار، ألا تعتقد معي أن المخاوف المتراكمة لدى الأطراف الثلاثة  والتي سوف أحددها، الطرف الكردي المتعلق بالإدارة الذاتية، الطرف الكردي المتمثل بالمجلس الوطني الكردي وبتركيا كطرف رئيس في الصراع في منطقة الجزيرة ألا تعتقد أن هذه المخاوف لا تتيح لهم أي درجة من الحرية بالعمل ، ومن حيث كلامك ، -عدو وحاسم-الوجود التركي في المنطقة أو تركيا كدولة في الوقت الذي يشكل وجود تركيا عنصر مهم وقوة أمر واقع حتى لو كرهناها أو أحببناها ، يجب أن نجد طريقة للتعاطي معها، هذا من جهة  أولى، من الناحية الثانية الوجود الأمريكي في الجزيرة والداعمة لمشروع الإدارة الذاتية أعتقد أنه يخيف الترك بنفس الطريقة بل أكثر، ويخيف الكرد المتحالفين معها كذلك، من جهة أخرى إذا أدخلنا النظام وحلفائه والمعارضة العربية الديمقراطية والإسلامية في المعادلة نجد لدى الجميع مخاوف لا تجعل أحد حراً ، لذلك أريد أن أقول  ما هو رأيكم في مستقبل العلاقة الكردية – الكردية ، ورأب الصدع ومحاولة وجود تفاهمات لها أرضية قابلة للحياة في منطقة الجزيرة وباقي المناطق ، والعلاقة العربية – الكردية من جهة كون الجزيرة السورية جزء مهم الآن وقد تكون قاعدة انطلاق لحالة ديمقراطية في سوريا ، إذا اعتبرنا سوريا الآن ثلاث مناطق ، منطقة النظام ، منطقة المعارضة المسلحة ، ومنطقة الإدارة الذاتية وهي أفضل المناطق، وبالتالي هي منطقية للتعاطي معها بالقوى المسيطرة فيها وأنتم الجزء الأساسي منها ؟

رد وجواب السيد مسلم:

شكرا لكم على السؤال، بالنسبة للحر والمخاوف، الحر يجب أن يكون جريء، والمخاوف قد تكون هواجس، ويمكن تضخيمها وتصغيرها حسب نمط تفكيرنا، المخاوف التي تكلمت عنها، يمكن شرحها كالتالي:

هي سوريا كانت ولازالت تحتاج إلى الديمقراطية وإلى عقد اجتماعي جديد، منذ منتصف القرن الماضي كانت هناك أمور خطأ يجب البناء على أسس جديدة، تركيا لديها أطماع وهي لا تخفيها وميثاق ملّي واضح، هي تريد حلب وضم جميع المناطق الكردية وصولا إلى كركوك وهذا ما يسعون إليه وتركيا تحاول تطبيق ميثاق الملّي من خلال التغيرات الجارية في الشرق الأوسط وقد استغلت الفرصة.

هذا الكلام الذي تكلمتم به عن العلاقة مع  المجلس الوطني الكردي مع المعارضة العربية، أنهم كانوا كلهم أدوات تحت الطلب حيث أريد أن يقوى حزب الإخوان المسلمين في سوريا وأن يمنح بعض الفرص والإمدادات بالسلاح وعندما تعذر خلقوا أدوات أخرى مسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام انتهاء بداعش، والتي هدفوا من خلالها إلى التخريب ، ولذلك برأي أن الطرف الرئيس لتحريك هذه الأدوات هو تركيا،  الآن بالنسبة ل (ENKS)المجلس الوطني الكردي إن خرجوا من أحضان تركيا وعادوا إلى سوريا ليس لدينا أبدا أي مشكلة معهم، وليمارسوا النشاط الذي يريدونه، ونحن عرضنا عليهم كثيرا وكانت هناك اتفاقيات هولير 1، وهولير 2 ، ودهوك واجتمعنا ووافقنا على بنود تلك الاتفاقيات، ولكن اسألهم  ماذا فعل السيد أوغلو عندما جاء وقال لهم ” يجب أن لا تنضموا إلى هكذا مشروع “؟ هم يرفضون أي مشروع ديمقراطي في سوريا ولهذا رأس العلة في تركيا، ومن النظام المستبد الديكتاتوري، وعندما أردنا التخلص منه لبناء سوريا المستقبل وقعنا في شباك تركيا. أعتقد أنه من الضروري أن يتوحد الآن الشعب السوري سواء ضد هذه الفصائل وضد النظام ولكن يحتاج إلى وحدة عمل ووحدة تنظيم وجرأة، وعندما يعودون ونتفق وإذا كانت لديهم الكفاءات فليتصدروا المشهد ولكن الشرط ألا يكونوا في استنبول مع أعداء الشعب السوري.

سؤال: مساء الخير، لدي مجموعة اسئلة:

  • ماهي مصلحة السورين من التخندق ضد تركيا، وتحويل الصراع السوري الكردي إلى تركيا، مع العلم أن تركيا ليست من وضعت الحزام العربي وليست تركيا الوحيدة التي أنجزت تغيرات ديمغرافية أو نزعت الجنسية، مشكلة السوريين مع نظام الأسد، وأكراد سوريا كذلك وليس مع تركيا؟ سؤالي الآخر ما صحة أخبار أن قسد سوف تشارك في مؤتمرات جنيف القادمة؟
  • الفدرالية الديمقراطية لا تتحقق إلا في نظام برلماني تعددي على أساس المساواة التامة في الحقوق، سيد صالح وأنت تعتبر أن الثورة بدأت من تموز 2012 انطلاقا من كوباني، كيف هذا الأمر؟ حيث يتم عزل ثورة الكرد عن الثورة السورية في 15آذار 2011، والعدو الرئيس إذا اعتبرت أن هناك ثورتين هو النظام السوري، السلطة السورية المهيمنة والتي تسمونها الدولة السورية ذات القطب الواحد؟
  • القائد عبد الله أوجلان المعتقل هو القائد الملهم لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو كان جالسا في دار أعتى الديكتاتوريات في المنطقة دار الأسد وعلاقته بحزب طائفي مثل حزب الله في لبنان؟

مداخلة من أحد الحضور:

 الأعزاء لدي مداخلة صغيرة : أعتقد أن تجربة حزب الاتحاد الديمقراطي من أنجح التجارب في سوريا وليس لأنها تجربة ملائكية وليس فيها أخطاء ولكن بفضل فداحة انتهاكات النظام والمناطق التي سيطرت عليها المعارضة ، ولكن هي تجربة استنتاج لتجارب شمولية في العالم واستحداث أساليب شمولية واستبدادية جدية عن طريق تجربة الكومونات على سبيل المثال ، السيد مسلم تحدث عن العقد الاجتماعي، للمعلومة العقد الاجتماعي كتبه حزب الاتحاد الديمقراطي نفسه، والبرلمان تم تعينه، وعن الحق بالتظاهر موجود بالعقد الاجتماعي ولكن أبدا لا يتم الالتزام فيه حتى الجنازات يتم الهجوم عليها من قبل أطراف تابعة  لحزب الاتحاد الديمقراطي مثل عوائل الشهداء، وتقوم الشبيبة الثورية بالاعتداء عليهم ، أما عن القانون فهم قد كتبوه دون عرضه على أي أحد حتى القانون الذي هم كتبوه فإنهم لا يطبقوه ، على سبيل المثال قانون الأحزاب: أنه سيتم إغلاق مكاتب الأحزاب غير المرخصة، كيف نفذوا القرار؟ عن طريق عصابات تابعة لحزب الاتحاد قامت بإحراق المكاتب والاعتداء على أعضائها كذلك هناك انتقائية غريبة في تطبيق القانون، أما عن المجالس التي تحدث عنها والانتخابات: إن الانتخابات التي جرت في المناطق الكردية لا تتوفر فيها أدنى شروط الانتخابات. وأنا لا أتحدث عن أخطاء فردية ولكن عن ممارسة ممنهجة لإخضاع كل العملية بشروط   PYD لقتل أي حراك مدني لاستنساخ تجربة حزب الأمة في تركيا.

رد السيد مسلم:

ماهي مشكلة الكرد وتركيا، بمراجعة بسيطة للتاريخ سيعرف أن تركيا هي سبب كل المشاكل للكرد سواء في سوريا  أو إيران أو العراق بسبب تدخلها، وهي لديها هاجس حيال الكرد أنه كلما ظهر أي كردي في العالم يقفون ضده وهم من دمروا كردستان الحمراء، غير المظاهرات التي قامت لديهم والتي أخمدوها بالقمع والدم وهم الذين أنهوا ثورة كردستان مهاباد وهم من وقفوا وراء اتفاقية الجزائر، ونحن لا  نضع الأكراد في مواجهة تركيا ونحن أعلنا أكثر من مرة ، وأنا كنت في استنبول وقابلت شخصيات في وزارة الخارجية في أعوام (2012-2013-2104)، وقلنا لهم دعونا نكن جيران، ولكنهم هم من رفضوا وهم من يعادوننا وهم من يعطل مشاركتنا في جنيف، وهم من يعادوننا في عقر دارنا، إذا السوري إلى الآن لم يصل إلى قناعة أن سبب كل مآسينا من الترك عليه أن يراجع حساباته . الصداقة التي جرت بين بشار الأسد وأردوغان من 2002 -2012 كانت تمهيد لتخريب سوريا والنظام السوري زاد استبداده عندما أقام العلاقات معهم، وتحديدا ككرد حيث أصبحنا عندما نعتقل نسأل الأمن السوري إن كان سوف يسلمنا لتركيا، والأمن السوري كان يتلقى الأوامر من تركيا. الناحية الثانية الوثائق موجودة حول العلاقة مع داعش، وسوف تكشف وكيف ربوها وكيف دربوها وأرسلوها عبر الحدود، وقد كان الهم الأول لداعش محاربة الكرد، وفي مكان ومساعينا سواء في أوربا أو المنطقة العربية نجد تركيا قبل أن نجد النظام السوري في وجهنا، مسألة اللاجئين التي يتم المراهنة عليها مسألة الحزام العربي، أسماء القرى التي تتغير أليس تركيا المسؤولة عنه.

 نحن لم نكن يوما بصدد الحوار أو المصالحة مع النظام ولكن مشاريعهم وممارساتهم هي التي تدفعنا لذلك، اليوم لا وجود لسلطة النظام في مناطقنا، ولكن المتنفذ الأخير تركيا وهي المؤثرة في المنطقة، وأنت في صراع يجب أن تمنح هذا الصراع حقه.

حول السؤال الثاني، المشاركة في جنيف، منذ البداية جنيف هي المنصة الدولية التي ينبغي أن يشارك فيها الجميع، في آخر لقاء لنا كان مع الفرنسيين وقبله كان مع ؟؟، وكذلك الروس وعدونا، أن عدم مشاركتنا في جنيف هذا يعني نقص في جنيف، نحن ينبغي أن نكون موجودين، وينبغي أن نكون مشاركين ولكن هذا الأمر مرتبط بالقوى التي كانت ومازالت تعرقل هذا الأمر، ونحن سنشارك أم لا هو أمر مرتبط بالقرارات الدولية، ولسنا إلى الآن متأكدين من الأمر.

بالنسبة للسؤال عن الفدرالية : ا حين نكون تتحدث عن منطقة آمنة وقائمة وهادئة، نحن لم نقل بالفدرالية بل طرحناها كمشروع، ولكن نحن نطالب بسوريا لا مركزية ، وبالتالي ممكن تكون حكم ذاتي ، إدارية ، مقاطعات ، فدرالية ، والتسمية ليست هي المهمة، بقدر أن تكون سوريا لامركزية، ويحق للجميع حرية الممارسة سواء التنظيم في الثقافة في ترتيب الأحوال عامة، وموضوع اللامركزية هي قيد النقاش، ولا سيما مؤتمرات الحوار السوي – السوري ، نحاول توسيعها، والجميع مدعوين للمشاركة فيها والحضور إلى مناطقنا أيضاً، أما حول البرلمان وما إلى ذلك، فإننا نتحدث عن دستور جديد، عقد اجتماعي جديد، هذا لا يعني أن أحدا سيضع لنا دستور جديد ،نتفق عليه ، كيف يمكننا أن نعيش ضمن البيت الواحد .

أما عن قضية أننا نعزل الثورة السورية عن الثورة الكردية ، نحن نقول أننا بدأنا بتحرير مناطقنا في 19 تموز2012، هذا لا يعني عزل، وقد ذكرت في بداية حديثي أننا لم نر َ ما يجري في سوريا ثورة ولا تنطبق عليه معايير الثورة ، بل رأيناه صراعا على السلطة، وأدوات تستخدم لهذه الغاية تحت اسم الثورة، الثورة الحقيقة هي عندما تأتي لتغيير العلاقات الاجتماعية الموجودة ضمن الشعب، تغير عادات، أفكار ، فنحن حين نقول 19 تموز فإننا نقصد أننا تخلصنا من النظام في منطقة كوباني، وبدأنا بـتأسيس مؤسسات مجتمعية تعتمد على المجتمع، لذلك نحن نعتقد أن الثورة المجتمعية بدأت معنا، ونحن لا نبتعد عن الثورة السورية في 15 آذار نحن نراها أنها كانت صراع على السلطة أكثر مما هي ثورة شعبية تتطلع إلى تغير المجتمع وعلاقاته، ونحن جزء منها ولا نفصل عنها، ولكن المعارضة السورية التي تأسست في الخارج، غيرت مفهوم الثورة بالكامل.

بالنسبة للسؤال حول السيد أوجلان وكان جالس في دمشق، دعنا نقول الحقيقة، الحقيقة ليست كذلك أنا مطلع على هذا التاريخ ، أوجلان دخل إلى  سوريا عام 1979 وكانت له علاقات مع المنظمات الفلسطينية، وهو لم يثبت علاقته مع النظام السوري، ولم يستطع الخروج من سوريا إلى أن جلب له هوية للمنظمات الفلسطينية، وكان معه في البيت نفسه أعضاء للمنظمات الفلسطينية ،سواء فتح  أو الجبهة الشعبية ، ولكن في 1982 عندما وقع الاجتياح الإسرائيلي للبنان تصدى الذين كانوا يقيمون في معسكرات التدريب في لبنان لهذا الاجتياح وقد استشهد بعضهم) .ولذلك عندما جاء السوريون طلبوا منهم الخروج لكنهم رفضوا وقالوا أنهم دفعوا دما، ولذلك اضطر النظام السوري بالقبول ببقاء معسكراتهم ، ومن ثم فكر الأسد الأب بأن يستفيد منهم وقامت علاقات، وهي علاقات كانت لصالح الطرفين، حيث استطاعوا أن يثبتوا أماكن المعسكرات ويستمروا في التدريب ، ومن الناحية الأخرى استخدمهم الأسد كورقة أخرى للتفاوض في يده، ولكن هذا لا يعني أن يكون هناك تخطيط تكتيكي بينهما ، بالنسبة لنا كحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا رأينا هذه الجماهير، ونحن استفدنا من هذه القاعدة وأنشأنا حزبنا كتجمع في البداية، ثم حولناه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003 وهذا حقنا، وبعد تدهور العلاقة بين حزب العمال الكردستاني والنظام السوري بعد تحسن العلاقات السورية-التركية عام  2002 سلموا- النظام السوري – حوالي  200 كادر كانوا يمروا عبر سوريا إلى تركيا ولازالوا موجودين هناك، وبالتالي تم قطع العلاقات مع حزب العمال الكردستاني ، حزب العمال الكردستاني خسر كل كوادره الموجودة في سوريا حيث أصبح يتم ملاحقتهم فردا فردا ويتم تسليمهم إلى السلطات التركية. فقضية إقامة العلاقة السابقة مع النظام لا، إن هذا الأمر غير موجودة الآن.

أما عن العلاقة من البعث، هو أمر غريب نحن حزب الاتحاد الديمقراطي خلال انتفاضة قامشلو دفعنا عشرات الشهداء ولا زلنا وكنا نعاني إلى حين قيام الثورة السورية، وأنا شخصيا كنت ملاحق ل عام 2010، وما أريد قوله إننا لم نكن أبدا يوما على وفاق مع النظام السوري.

أما بالنسبة للمداخلة الأخيرة ثمة الكثير من  الاتهامات التي في الغالب يسردها (أشخاص) تشبه اتهامات من هم في الخارج والذين لم يروا أرض الواقع، أنا أرفض تماما كل هذا جملة وتفصيلا فنحن لسنا حزب استبدادي ولا مشاركين في أية سلطة تنفيذية على الأرض، وقدر الإمكان أقول أن الانتخابات التي حدثت كانت غير مثالية، ولكنها بقدر المستطاع جيدة، وكان هناك أحزاب وقوى شاركوا في المجالس التشريعية، كذلك قضية المظاهرات، تقوم مظاهرات وهم ينددون ويطالبون ويتحدثون، ولكن ثمة أحزاب لا تريد أن تأخذ أي إذن  ولا تريد الاعتراف بأي سلطة قائمة، والآن بعيدا عن حزب الاتحاد الديمقراطي، ثمة مؤسسات قائمة من هذه المؤسسات مؤسسة الأساييش والتي هي مؤسسة الشرطة وموجودة في كل مكان، فيها العرب فيها الكرد فيها السريان، هل كل هؤلاء حزب الاتحاد الديمقراطي؟  المؤسسات القائمة كلها لها قياداتها وحرياتها ولها القائمين عليها، ثم إنهم يقولون إننا نعتقل الناس العادين، هناك أناس من حزب الاتحاد معتقلين، ثمة شباب يقولون حرقوا وفعلوا، كلها أمور مبالغ فيها ولا يخلو الأمور من أمور فردية. الكثير مما سمعته غير صحيح، حزب الاتحاد الديمقراطي غير مسيطر على كل شيء ولدينا إدارات ومؤسسات، وإن كان ذلك فليذهبوا إلى مناطق الإدارة الذاتية وعين عيسى ويلتقوا بالرئيس المشترك المهباش، هل هذا أيضا حزب الاتحاد الديمقراطي؟ إن اتهامات من هذا القبيل لا تصنع شيء، ونحن لا ننكر أن يكون هناك أخطاء ونواقص من هذا القبيل بالنسبة لظروفنا، ومن لديهم نقد بدلا من الإساءة فليأت ويشارك ويساهم في تطوير وتصليح ما هو قائم، ولا أحد يستطيع منعه.

مداخلات وأسئلة:

1- الحر يؤمن بأن سوريا للسوريين جميعا، وطالما أنك ترى أن الثورة السورية هي صراع على السلطة وليست بثورة ألا يتنافى هذا مع الكم الهائل من الشهداء والذي يقدم كل يوم على تراب الوطن وهدر لهذه الناس حقها؟ ولا يعني تكاتف أهل الوطن في وجه تركيا أو إيران أو أي دولة للتدخل في الشأن السوري؟

2- أولا مساء الخير، كنت أود أن أتحدث عن الجوانب المعيشية والإدارية في المنطقة وبناء على ما يقوله أصدقائي الأكراد الموجودين في المنطقة، ولكن الحديث أخذ طابع سياسي ولذلك بداية لماذا الإدارة الذاتية تبقي على المربعات الأمنية للنظام السوري مثل القامشلي والحسكة؟ كنت أود أن اشير أيضا إلى أن هذه المنطقة تعتبر الآن من أفضل المناطق في سوريا قياسا بالحالة السيئة لباقي المناطق، كما كان يمكن أن تكون بتضافر الجهود السوريين الأحرار وهذا يعني أن نضع بين قوسين الحالة الاستثنائية التي تعيشها سوريا وحجم التدخلات الخارجية، بما فيها منطقة الإدارة الذاتية، هل يمكن إنكار التدخل الفرنسي والأمريكي هناك بشكل مباشر، وهو مفهوم وليس تهمة؟  النقطة المثيرة للجدل الأخرى في مداخلته أنه يدعو الأخرين  للذهاب إلى مناطقنا دعونا نتوافق على رؤيتنا السياسية، أي على رؤيته السياسية هو لهذا الموضوع وهذا الطرح  فيه من الاجحاف للسوريين، ربما لا يوجد احد من السوريين اليوم يمتلك مسودة سياسية متكاملة  ويقول لهم تفضلوا وافقوا على هذا المبدأ ، وهذا يعني علينا أن نتواضع سياسيا اليوم في الحالة السورية بمافيها منطقة الإدارة الذاتية ونرى إمكانيات التوافق التي ممكن أن تحدث بين السوريين ، الأمر الآخر أن التوافق السياسي يجب أن يبنى على العداء لتركيا ، أنا عدو لكل القوى المتدخلة في الشأن السوري، وتركيا ليست الوحيد الواقف أمام إمكانية تحقيق ديمقراطية لسوريا إيران كذلك وروسيا وأمريكا وإلخ، فإذا كنت سأذهب بالعداء نحو هذه الجهات كلها جملة وتفصيلا  يعني أنني سوف ندخل  بحروب تبدأ  ولا تنتهي .

من خلال أصدقاءنا المتواجدين في المنطقة إن المنطقة تعاني من مشاكل إدارية حقيقية في التعليم وغيره، مكافحة الحرائق الفترة هذه والتي عجزت الناس عن مواجهتها، وإلخ القضاء، المدارس غير الشرعية، عدم القدرة على طرح المناهج الحديثة، كما أن المناهج التي تدرس في هذه المناطق شبيهة بمناهج البعث وتقوم على التربية القومية وكأننا في مرحلة الأربعينيات من القرن الماضي مرحلة الشوفينية القومية.

3- أشكركم على هذا اللقاء: بالعودة إلى المقدمة التي ذكرها السيد مسلم، إذا اعتبرنا من البداية أن البيدا PYDK، يعتبر أن الموضوع ليس ثورة شعب وإنما صراع على السلطة، وقال اضطرينا إلى تحرير مناطقنا السؤال متى وكيف حررتم مناطقكم؟ متى كان  بينكم وبين النظام معارك لتحرير مناطقكم، ما أعرفه وكنت شاهدا عليه، تم تسليم المناطق ل PYD، أنا أريد أن أذهب في الأسئلة بالحديث بعيدا عن الدبلوماسية، أنا أعرف أن السيد صالح دبلوماسي جدا، ويحاول الإجابة بدبلوماسية ، وأتمنى منك الآن الصبر ، متى كان هناك تحرير ، لم يكن هناك أبدا معركة بين البيدا والنظام السوري  في كل المناطق ابتداء من ديريك إلى المالكية وانتهاء بالحسكة وهو كلام مثبت ، كان هناك مناوشات خفيفة تحل مع المخابرات الجوية، ومازالت المربعات الخضراء قائمة وكل التعامل الاقتصادي قائم مع النظام ، والرجاء أن تحترموا عقولنا قليلا.

كان هناك سؤال لتيار مواطنة مطروح منذ البداية أن قلبكم مع الأسد وعقلكم مع الروس وسيفكم مع الأمريكان أنت قلت اليوم عن العلاقة مع الروس تواصلتم معهم وشرحتم لهم مشروعكم كذا وكذا، ليتم عرض هذا المشروع على النظام. أنتم متهمون بالانفصال عن سوريا، ولديكم هذا المشروع، لم يحصل إلى تاريخه أن يكون البيدا أصدر بيان واضح عن مشروعه السياسي بالنسبة لسوريا، ماهي المشكلة أن توضحوا مشروعكم كذا؟ غير مشروع الإدارة الذاتية ، في الإطار العام أدارة لا مركزية ، ذاتية ، لكن مشروع  البيدا لم يسبق أن يكون هناك أدبيات سياسية واضحة تطرح على الشعب السوري ، نحن معكم ، لا نريد الانفصال ، نريد أن نعمل معكم ، أضف إلى ذلك موضوع الرقة تم تحريرها من داعش، لا يكفي أن ننفي أحيانا أن البيدا لا يتحكمون ونحن نرفض هذا الكلام ، المطلوب براهين ، الناس لديها تواصلا ت  مباشرة مع الرقة والقامشلي وغيرها والجميع يعرف أن البيدا لديها تدخلات مباشرة في كل الأمور ، وحاليا لقصر الوقت لا يمكنني ذكر أمثلة، لدي اعتراض  على كلامك  عن معارضة الخارج  الاتهامات والتخوين يشبه نفس أسلوب النظام ، وهناك الكثير من السوريين المقيمين في الخارج التي من الممكن أن تطرح رأيها بشكل مختلف، هل يوجد خطة واحدة لإعادة أبناء الرقة إلى مدينتهم وتسليمهم إدارتها متى؟ وكيف؟

 

ردود وإجابات السيد مسلم:

نحن نحترم دم الشعب السوري وشهدائه، ولكننا لا نحترم أولئك الذين استغلوا دم الشعب السوري، هناك متاجرة بمئات الآلاف من الشعب السوري، وهناك الألوف ممن استشهدوا دفاعا عن الحرية والديمقراطية، ولكننا لا نحترم هؤلاء الذين تسببوا بذهاب هذه الدماء سدى ودون أي نتيجة، فهم قد استغلوها، ووجهوا الثورة التي انطلق بها الشعب السوري عام 2011 في سبيل مآربهم الشخصية، في سبيل السلطة، وكنا نعرف الأطراف التي كانت تتهيأ لذلك، وكنا على تواصل معهم قبل بدء الثورة وتنسيق ولا داعي لذكر الأسماء، ولهذا نحن أبناء منزل واحد ونعرف بعضنا جيدا، ولذلك نحن نحترم الشعب السوري ، وكل من خرج واستشهد ورفع شعارات الحرية والديمقراطية.

بالنسبة للسؤال عن المربعات الأمنية في القامشلي، أريد أن أشرح شيئا واحدا، نحن عندما تركنا هذه المربعات الأمنية في الحسكة والقامشلي كانت لخدمة شعبنا، وليس لأجل النظام والتعاون معه، وبالتالي فإن هيئة الأمم المتحدة عندما تتعامل معنا تأتي للقاح  الأطفال، واليوم لا يوجد غيرها، وهي تريد  التعامل مع جهة رسمية ولولا وجود هؤلاء  الشرطيين الموجودين على الباب هيئة الأمم المتحدة لن تعطينا هذه اللقاحات، هذا مثال وما إلى ذلك، المطار، مطار القامشلي كان هو البوابة الوحيدة التي يستخدمها الناس للذهاب إلى الجامعات وغيرها ، وربما القضاء عليهم شيء صغير يتطلب جهد صغير، ولكن للحفاظ على مصالح الناس المتواجدين في هذه المناطق لأجل أمور معينة تم الحفاظ عليها، ولو نحن قضينا على الجيب الموجود في الحسكة  أنا الآن موجود في الخارج جواز سفري  هو جواز سفر سوري، الآن أي واحد يريد أن يخرج هل هناك أية جهة أخرى تمنحني جواز سفر للحركة؟  هل نحن جهة لتنظم بقوة جوازات السفر كما فعلها الإخوان المسلمون في قضية جوازات السفر المزورة؟ وهذا عندما تحافظ على أمور معينة لأجل خدمة الشعب، لا ندعي الانتصار، ونحن السورين سوف نتوصل إلى حل ما لسوريا، نحن منذ البداية فرقنا بين مؤسسات النظام ومؤسسات الدولة فعلى سبيل المثال مؤسسة المياه هي لخدمة الشعب وليس لخدمة النظام، دائرة النفوس لخدمة الشعب وليس للنظام والعديد من المؤسسات التي تقدم خدمات للشعب وبالتالي هي مؤسسات الدولة وليست مؤسسات النظام، ومؤسسات النظام الجميع يعرفها الأجهزة الأمنية، حزب البعث، وكذلك التنظيمات الاستخباراتية وغيرها هؤلاء هم الذين يحافظون على النظام وأجهزته، يعني الوالي أو مدير المنطقة الذين يحافظون على النظام ؟ ولم نرد إحراق منذ البداية مؤسسة البريد أو الكهرباء أو المؤسسات الزراعية والتي تعمل للشعب، رؤيتنا كانت مختلفة عدم تدمير كل شيء وإنما المحافظة على ما يدخل في خدمة الناس، وقضينا على كل ما يمت للنظام. المحافظة على المربعات الأمنية لأجل خدمة الناس .

بالنسبة للقول حول مشروعنا ومشروعكم، نحن لا نقول للناس تعالوا لنتحاور على مشروعنا، وإنما نقول لنضع مشروع ما هو صح للسوريين، لدينا مشروع، ونضع المشروعين ونخرج منهما النقاط المشتركة، جميع المشاريع يمكن أن تناقش، نحن لا نتمسك بمشروع واحد ونريد الاستفتاء عليه نعم أو لا، وإنما نقول تعالوا لنتناقش وهذا ما حدث في مؤتمر الحوار السوري – السوري الأول والثاني والثالث، ولازلنا نحن نقوم بذلك ، وبالتالي إذا كان مشروعك أفضل من مشروعنا سنقبل بمشروعك ، ولكن لا يوجد أي طرف آخر لديه مشروع آخر ديمقراطي بالنسبة لسوريا. ونحن لا ندعي أن مشروعنا مثالي ولا يمكن مناقشته مطلقا.

بالنسبة للنقطة حول العداء من تركيا، نحن لا ندعي أننا نريد للجميع أن يعادي تركيا ، ولكن تركيا لديها مشروعها ولا نطلب من الجميع محاربته، حتى نحن لا نقول إلى محاربة تركيا، أو لنعادي تركيا ، ولكن أنا أقول هذه الممارسات وأنت حر في عدائك أو لا ، وهو يحدده موقفك السياسي، مخططات تركيا واضحة واحتلالهم واضح وما يقومون به واضح ، ونحن لا نقول  لنتوحد على أساس العداء لفلان أو فلان ، ولكن من ناحيتنا أنا أقول : نعرف أن تركيا هي التي تعادي جميع السوريين هذا موقفنا ، وقد لا يكون موقفك ، ولكنني أيضا لا أقول أو أدعو إلى أن نتوحد على أساس العداء لتركيا.

بالنسبة للتساؤلات عن كيف حررنا، كما ذكرت سابقا أننا نظمنا أنفسنا، ومن جملة ما نظّمناه هو هذه الوحدات، أما أنه لم يحدث هناك معارك ، ففي 19 تموز عندما بدأنا من كوباني لم يكن هناك جيش على الحدود  في سوريا حسب الاتفاقيات السابقة بين تركيا وسوريا، وإنما كانت هناك مفارز أمنية، شرطة وقيادة الشرطة، ومدير المنطقة هؤلاء جميعا تم اعتقالهم، من أراد الخروج خرج، وبعضهم تم اعتقالهم وخلال ليلة واحدة تم اخراجهم جميعا من كوباني، بالنسبة للاشتباكات حدثت، في القصف الذي حدث بديريك وذهب بها أناس، القصف على حاجز الأشاييس في الرميلان والتي ذهب بها رفاق، الاشتباكات التي حدثت بالقرب من المخافر على الحدود العراقية من عندنا خسرنا تسع شهداء وأكثر من 27 عسكري، تل عدس التي حوصرت لمدة أسبوعين وغيرها، أما عن قضية استلام وتسليم لم يحدث، نطلب منهم أن يرحلوا ولا أعرف إن كان قصدك من هذا السؤال أن هناك تنسيق بيننا  وبين النظام السوري، النظام أكثر ما يخاف منا، لأنه يدرك كيف أننا نفكر وأننا نعتمد على أسس سليمة ووجهات نظر، والآن إخواننا العرب مشاركون في الإدارة وأنا الآن موجود هنالك وساهمت في تأسيس لجنة الأعيان وكل الشيوخ موجودين هنالك ومشاركين في الاجتماعات الموسعة وأقمناها في الداخل في عين عيسى وشارك بها 5 آلاف من وجهاء المنطقة من العرب والكرد والسريان والأثوريين ، والجميع تحدثوا بأريحية مطلقة وعبروا عما أرادوه.

بالنسبة للرقة ودير الزور والعودة إليها، هي مفتوحة لمن يرغب في المجيء والعودة، مؤخرا دير الزور تحررت ولكن مازال هناك أمور أمنية وإزالة الألغام بالإضافة إلى وجود بعض الخلايا النائمة ومازال البحث عنها جارياً، حتى في الرقة لا بد أنكم تسمعون عن انفجارات تحدث من بقايا داعش، والحطام لازال موجوداً.

مداخلات وأسئلة:

  • أنتم حققتم إنجازات وانتصارات بأي وسيلة كانت، وبالتالي ينبغي عدم استئثار هذه الإنجازات وإنما ينبغي أن تتشاركها مع الشعب الذي كان سيدفع التكلفة معكم لو أنكم فشلتم، وبالتالي يجب أن يكون شريككم في هذا النصر، أنتم تحدثتم عن تركيا وخطرها وعن داعش، وعن المخاطر الحقيقية لخلايا داعش، ولكن هناك شيء حقيقي يهدد الأمن في المنطقة هو احتكار الحياة السياسية والاقتصادية، وذلك عند احتكار هذين الجانبين وجميع مفاصل الحياة إنك تدفع الأخر إلى حضن التركي وإلى النظام السوري. في خصوص الحرائق التي حدثت الإدارة الذاتية مقصرة ، هل هناك آلية ديمقراطية لمحاسبة هذه الإدارة على سبيل المثال ؟

2- شكرا أستاذ صالح ومنتدى مواطنة، لدي فكرة قد تكون عامة، من أهم المشاكل التي عانينا منها في سوريا خلال 8 سنوات الماضية أن القوة المؤثرة بالصراع، ولاسيما أن الصراع تحول إلى عسكري كانت قوى غير مطابقة لسوريا وللشعب السوري الذي يتم التكلم باسمه، القوى الفاعلة الأساسية كانت تنطلق من هم أقل أو اكثر من سوريا، وليس من هم مطابق لسوريا ، لا الهم السني هو مطابق لسوريا وهو الهم الذي انطلقت منه كل الفصائل الجهادية في سوريا وكذلك ليس الهم  الكردي مطابق لسوريا، لم نشهد في سوريا قطبا فاعلا مؤثرا من الهم السوري العام موحدا، ولعل النظام من باب الصدفة كان يرى العلاقة العربية- الكردية بما أننا نتحدث مع أحد الأطراف الكردية المؤثرة ، كان يرى هذه العلاقة خطا أحمر وكنا نواجه بالتحقيق مشكلة بسبب موقف حزب العمل الشيوعي من الأكراد والقضية الكردية ووجود عدد من الأكراد في الحزب، كنا نواجه في التحقيق أن هذا الأمر غير مسموح به، الأكراد قضيتهم كردية ، وشائج بين العرب والأكراد غير مسموح بها ، الآن يبدو لي مما ظهر من سياق الثورة السورية من تسامح مع الإسلاميين وتساهل مع الأكراد كان ينبع من هذه النقطة ، نقطة ألم النظام بأن لا يوجد قطب سوري موحد، وهو ما شكل ما يشبه الثقب الأسود للطاقة الثورية في سوريا وكما قلت هناك دماء كثيرة ذهبت سدى.

3- منذ بداية الثورة لم يتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي مع الثورة لمقاتلة النظام ، كون الأسد كان ولا يزال يهمش الأخوة الأكراد ، بدعم من تركيا ، وذلك لشل  الحركة الكردية .

 

ردود وإجابات السيد مسلم:

بالنسبة للمداخلة الأولى يغلب عليها الشكاوي من الوضع، ولا سيما أن السيد قال أنه مقيم في القامشلي، قد تكون هناك أخطاء، يمكن أن يتم محاسبة الأفراد، ولا أحد فوق القانون، ويمكن للجميع أن يلجؤوا للقانون والمحاكم ، والذي يدعي بأن حزب الاتحاد الديمقراطي يتحكم  بكل شيء، هذا افتراء ونحن لا نتحكم بأي شيء ولكن نحن نحترم جميع المؤسسات التي تأسست، وشعارنا حتى لرفاقنا في حزب الاتحاد الديمقراطي وفي الآخرين كل من يرى الخطأ ويسكت عليه هو شريك فيه لهذا لا نريد لأحد أن يسكت، وليرفع صوته، من أجل الإصلاح وليس التلطيخ، نحن نعرف الأصوات التي هي لأجل التلطيخ التي أسسها النظام والأتراك ومؤخرا الروس.

بالنسبة لقضية القمح، وهي قضية هامة وتمت مناقشتها حتى على التلفاز، ومؤخرا تم رفع سعر القمح إلى 160 ل.س، ولكن النظام لعب لعبته، أما بالنسبة للحرائق فكلنا نعرف أنها متعمدة والتدابير التي اتخاذها كان هناك إطفائيات وكان هناك إصدار للتعليمات والحصادات وتقليديا كان هناك الحرائق تبدأ من الحصادات أو التركتورات، وربما الخطأ الأكبر أنهم لم يتوقعوا، تكون هناك حرائق متعمدة تبدأ من الأربع جهات في نفس الأرض والمنطقة، وهي مسألة قضائية وجرى اعتقال العديد من هؤلاء الذين أشعلوا الحرائق.

بالنسبة للهم الكردي في سوريا،  كان دائما هما سوريا، ولم يكن عابرا للحدود، أما بالنسبة لللهم السني فإنني أتفق معك، فقد كانوا يطمحون لأن ينشؤوا إمارة إسلامية على الأقل، ولازالوا في بعض المناطق، أما نحن كأكراد سوريون فإننا نتطلع – وهذا حقنا – نحن موجودون في سوريا عبر التاريخ أن نطالب بحقوقنا الديمقراطية، ونحن لم نطالب بأي حق، الأكراد في العراق موجودين ولديهم مشاكلهم مع النظام القائم، أكراد إيران وهم موجودون مع حكم الملالي ولهم عداءاتهم ومشاكلهم، اكراد تركيا لديهم حزب العمال الكردستاني ولديهم مؤسساتهم وتكتلاتهم، أما نحن لدينا هم الكرد السوريين لم يخرج عن نطاق ذلك.

لم يخرج الهم الكردي عن سوريا، ومنذ بداية الثورة كنا من مؤسسي هيئة التنسيق السورية، وكنا في سجال  دائم عندما تأسس المجلس الوطني، ولكن نتيجة ضغط بعض الأطراف في المجلس الوطني رفضونا، ونحن كنا نريد إقامة علاقة مع إعلان دمشق منذ 2005 واعترض عليه الإخوان المسلمون، وجودهم داخل هذه الحركة منع من انضمامنا وكذلك حاربنا النظام وحال دوننا ودون انضمامنا إليه، وقبلوا ببعض الأطراف الكردية  التي تروقهم ولكنهم منعونا لهذا بحثنا عن تحالفات، ولهذا تحالفنا مع حزب العمل الشيوعي  ووجدنا معهم خير الرفاق وأسسنا معهم هيئة التنسيق، ولم نترك هيئة التنسيق إلا عندما انضمت إلى مؤتمر رياض مع الائتلاف، الذين تخلوا عنا وعقدوا اتفاقيات مع الائتلاف ليمنعونا من أي حل، نحن بحثنا عن صلة تواصل بشكل مباشر، ولكنهم كانوا يعترضون وذلك أن بعض الأحزاب كانت لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع النظام، وإما بعض  الأحزاب لهم علاقة مع تركيا، ونحن كنا دائما في عملية بحث دائمة عن الشريك الأفضل الذي يؤمن بالحقوق الديمقراطية للكرد، وهذا ما وجدناه لدى هيئة التنسيق السورية التي تأسست في 30 حزيران 2011 وكنا منذ البداية ولكن للأسف سارت الأمور بغير ما نشتهي، نحن إلى الآن ما زلنا نتطلع، واقولها هنا كانت لدينا علاقات ودية  مع جميع المعارضة، يلتقون سرا ويطلعونا عن رغبتهم بالتعاون ولكن لا يستطيعون التخلص من علاقاتهم السابقة أو خوفا من الجهات التي تدعمهم ونحن لازلنا ومازلنا نؤمن أننا نمثل المعارضة الحقيقية في شمال وشرق سوريا، والإدارة الذاتية قادرة على احترامهم  وان تكون منطلقا للمعارضة الشريفة وتريد التخلص من التأثير الخارجي، لازلنا نرحب بهذه المبادرة ونريد من جميع الأطراف أن ينضموا إلى الحوار السوري – السوري.

 

 

مداخلات وأسئلة:

1-سوريا الآن في 2019 ليست سوريا 2011، والاصطفافات والتقسيمات والتقييمات الكثيرة أجاب الواقع عليه، ولم يعد مفيداً طرح الكثير مما طرحه الرفاق، لم تزيلوا المربعات الأمنية وما إلى ذلك، إن لم تكن مفهومة حينها الأن لم يعد ذات قيمة، تقديري الشخصي أن هناك واقع تعيشه سوريا، والمطلوب أن نجيب في هذا اللقاء ولقاءات أخرى على تساؤلات هذا الواقع، أين نحن من مشروع سوريا ديمقراطية؟ ماهي الاصطفافات التي نتجت عن تنطح قوى المعارض لمشاريع متباينة؟ لا بد من التذكير ببعض النقاط أن يميز البعض من الرفاق بين التنظير السياسي والممارسة الميدانية على الأرض من مهام الدفاع عن الإدارة، هذ التمييز ضروري جدا، من الصعب أن أفصل واقع من باريس واستنبول وجنيف وأطبقه بالواقع. كل تجارب الشعور تقول أن ثمة فوارق بين التنظير والتطبيق على الأرض، الأمر الآخر وضع المعارضة التي مجمل الرموز الآن الموجودة أجزم أنها تشترك لأجل هدف خلاص الاستبداد ودمقرطة سوريا ، كما أنني  أجزم أن الموجودين الآن ليس لهم أي توجه شوفيني اتجاه القضية الكردية، ورغم ذلك لم يحصل هذا اللقاء منذ 2011، المسألة التي أريد أن اذكر بها البيدا من 2011 طرح الثورة السلمية ولم يدع لحمل السلاح . ما أريد قوله ، الموجودين في هذا اللقاء لديهم الرغبة في جواب مصدري وعملي هل يمكن للقوى الديمقراطية اليسارية العلمانية الليبرالية التي ترى بعد 7 سنوات أن كل المشاريع التي تنطّحت لها المعارضة في سوريا سارت في اتجاهات رجعية ما عدا تجربة الإدارة الذاتية التي أنتجت تجربة مقبولة من وجهة نظرهم، يخشون من عدم إمكانية ممارسة عمل سياسي ديمقراطي في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، ويعتبرون أن الحوار السوري- السوري القائم الآن مشروع لإلحاق الآخرين في التجربة ، وليس مشروعا حواريا للوصول إلى رؤيا مشتركة ؟ السؤال هل يستطيع صالح مسلم أن يقدم رؤية للمشاركة السياسية في المنطقة المسيطر عليها من قبل الإدارة الذاتية ، وفي المناطق المسيطر عليها من قبل النظام.

2-سمعت كما هائلا من التهم والتي قالها السيد مسلم اتجاه المعارضة الخارجية مع كل الود للمعارضة الداخلية، وأقتبس رأي أحد الأصدقاء عن مبدأ معاداة الكردية التي توازي معادة السامية، كل من يختلف معي داعش فورا، وأنا لدي ما قد يخرج عن إطار ندوة ، وأن يكون حوار حقيقي،  ركز السيد عن سورية حزب الاتحاد الديمقراطي، ولكن ثمة الكثير من الوقائع التي تثبت عكس ذلك، ولا أحتاج  على أن ادلل عن رفع لأعلام وصور ، وجود شخصيات غير سورية في مراكز صنع القرار وأتمنى المرور على هذا الأمر وأختتم قولي بأن مفتاح العلاقة في المعارضة سواء داخلية أو خارجية هو الاستبداد سواء كان من داعش  أو غيرها، بشكل أو آخر مؤشر إلى عودة انفلات أمني جديد ونحن نأمل أن تكون نقطة مؤسسة للانطلاق، وكذلك أن نرى فعلا حقيقا من إجراءات الثقة مع المعارضة بعيدا عن رمي الكرة على المعارضة الخارجية وتركيا.

3-ما أود أن أسأله وبشكل مباشر ويشكل هاجس لكل قوى المعارضة السورية، اليمين واليسار، وليس النظام، والحقيقة أن الأكراد يتهمونكم بأنكم لستم أكراد وليس لديكم مشروع كردي وتحديدا ENKS، والمعارضة العربية بما فيهم تيار مواطنة يتهمونكم بحاملين لمشروع قومي، وتعملون للتعزيز عليه، أتمنى أن توضح هذه النقطة. النقطة الأخرى أنت ذكرت في معرض حديثك أن كل المعارضة تتواصل معكم وأنا واثق من هذا الأمر، والمطلوب ينبغي أن تفكروا كيف تنزعوا هذا الهاجس الذي لدى المعارضة التي تتصل معكم في الخفاء ولا تستطيع أن تتصل معكم بالعلن وماذا لديكم؟

ردود وإجابات السيد مسلم:

بالنسبة للعملية من شارك بمؤتمرات الحوار السوري- السوري يدرك أننا نترك المساحة لقول ما يراد، ونعم هناك اختلاف بين التطبيق النظري والعملي، الضمانة العملية أننا نتحاور بمطلق الحرية بكل شيء، ومن يرغب يستطيع النزول إلى سوريا، وما نتوافق عليه نحن نلتزم بتنفيذه بإخلاص، ضمانات أكثر من ذلك ليس لدي معرفة، بالنسبة لليسارين والديمقراطيين الذين يعملون على قضايا حقوق الإنسان والشعوب: كل فرد يستطيع أن يساهم بحسب قدرته ونحن مستعدون لكل شيء.

نحن نريد الحقوق للكرد ضمن سوريا، نعم صحيح يأتي الكردي ويتهمك بعدم الانتماء، ويأتي العربي ويتهمك بالانفصال وكلها أحكام مسبقة، ونحن نريد الحقوق الديمقراطية لكل المكونات السورية، أن يكون الجميع حرا على الأقل، وبالتالي أن ينال الكردي نفس الحقوق التي ينالها العربي وهذا ما نقصده بالمواطنة المتساوية، لذلك عندما نطالب بذلك يأتي الكرد ويقولون أنتم لا تطالبون بدولة كردية، وذلك حقيقة نحن لا نطالب بذلك، وكذلك الأخوة العرب يتهموننا بالانفصال.

بالنسبة للسؤال عن المعارضة التي تتواصل، ليس لدي الرغبة بذكر أسماء، أركان المعارضة الذين يتحدثون باسم المعارضة ويحركونها، جميعهم لديهم قنواتهم السرية معنا، في أوربا وأطراف معينة، وجميعهم يخافون من التكلم كي لا تزعل تركيا منهم، ومنهم المجلس الوطني الكردي، وأسماء كبيرة قد لا تكون بواردكم، ومنهم مكتب مبعوث الأمم المتحدة مثلا ….

مداخلات وأسئلة:

1-أستاذ صالح كان هناك الكثير من الإنشاء ومحاولة التبرير للكثير من التساؤلات التي طرحت وأتمنى أن تتم الاجابة عنها، رفضت أنها ثورة ولم تقبل في مداخلة أخرى أن هذه الثورة وهي مفارقة هي ثورة حقيقة دعك من الإخوان ومن الدول هي ثورة شباب غير مؤدلج، كمجلس دير الزور المحلي نساعدك أمنيا ولكن القضايا المدنية دعوها لنا نحن أدرى بشعابها. كذلك مسألة تجنيد الأطفال من القضايا الوطنية والإنسانية والتي لا يمكن تبريرها.

في موضوع الديمقراطية التي كنت تتحدث عنها وأهمها الاعتراف بالآخر المختلف دون اتهامه بالخيانة، وبالتالي تقديم الناس بالمستندات للمحاكم ؟ على أي أساس من الشرعية القانونية تستندون إلى سيطرتكم على المناطق مع أنك تقول أن  مقرات النظام الباقية لان الدول لا تتعامل إلا مع دول هذا إقرار بسيادة سوريا كدولة والتي يمثلها النظام ؟

2-مساء الخير أولاً، أتمنى أن نتكلم كأحرار ولأنك قلت إن الأحرار يكونوا جريئين لذلك دعنا نضع بعض النقاط على الحروف: أولا، أن ما يحدث في سوريا هو صراع على السلطة، لا يوجد فعل سياسي في العالم ليس صراع على السلطة، وبالتالي لا يعيب الثورة أن تصارع على السلطة، وبالتالي الأمر ليس هنا، هي ليست ثورة قد تكون شيئا آخر وبالتالي قد أتفق أو أختلف معك من حيث المبدأ صراع على السلطة أو ثورة الثورة هي الصراع الحقيقي على السلطة من اجل إحداث تغيير حقيقي في المجتمع والأحزاب كلها موجودة كي تتصارع على السلطة.

النقطة الثانية أنت تدري جيدا لدينا الجزيرة وإدلب لن يتم التعامل معها كم تم التعامل مع الغوطة أو درعا أو القلمون أو حمص، مستقبل سوريا سوف يصنع في الجزيرة وإدلب وحلب طبعا، إذا كان هذا صحيح، لنخرج من قضية أحرار ومرتهنين…. وإلخ هذا صراع سياسي وكل طرف له وجهة نظره، ولو كانت القوى السورية وطنية في سوريا كان الحل أسهل، من يقف مع تركيا لديه قناعة مئة في المئة أن تركيا هي التي ستحل له المشكلة في سوريا، ومن يقف مع الولايات المتحدة الأمريكية هي من ستحل المشكلة في سوريا ومن دونها ليس للجزيرة وجود، ولنضع جانبا تضحيات الكرد وقسد ومسد….والخ  ونحترمه جيدا جداً، ولولا أمريكا لأكلته تركيا في أسبوع كما حدث في عفرين، ولولا تركيا لأكل النظام حلب وإدلب إن لم نقل في  أسبوعين في شهر كما حدث في المناطق السابقة، لذلك افضّل أن  يقوم الصراع اليوم على سياقات مختلفة، مثلا الوضع الكردي في سوريا سياق الكرد في سوريا لديهم قضيتين في سوريا منذ 1957 الديمقراطية للبلاد والحقوق القومية للأكراد، وإذا أردنا وضع النقاط على الحروف السياق الكردي في سوريا اليوم سمح أن يكون لهم علاقة مختلفة مع النظام، ولم يقطع، السياق المتجه لتركيا والسياق المتجه إلى أمريكا والمتجه إلى روسيا والسياق الذي يحاول أن يجد لنفسه طريقة ضمن هذه السياقات ولذلك لا يمكنني أن أحل المعضلة السورية هكذا وأعتبر باقي السياقات ثورة مضادة وأنك لست ثورة مضادة ، كيف سوف أحل المعضلة السورية دون الاعتراف بأن هناك ثلاث دول هم سوف يحددون مستقبل سوريا هم أمريكا، تركيا، روسيا، وهؤلاء الدول لهم حلفاء حقيقين في الداخل وليسوا انتهازيين.

ثانيا :القوى المحلية الفاعلة في سوريا الكرد وكذلك  الفصائل  الإسلامية المسلحة المقاتلة، والإخوان المسلمون من الناحية السياسية الرئيسة ولدينا بعض  أطراف المعارضة الائتلاف وهيئة المفاوضات، ما أريد قوله إذا أردنا أن نرى إمكانات مستقبلية – دعونا من الماضي – وأنت قلت عن الفدرالية إنها حكم ذاتي وبالتالي يكون كل هذا الكلام  الذي يقوله الاكراد ان البيدا ليس لديه مشروع كردي محض هراء، طالما هناك حكم ذاتي ، هذا الحكم الذاتي لمن ؟

المشكلة كيف سوف نتعاطى مع الرفض العربي القاطع بأي شكل من الأشكال لحضور كردي حقيقي مماثل للرفض التركي أو الفارسي اليوم في سوريا سواء كانوا يتواصلون بالسر أو غيره ؟ المطلوب اليوم ممن يقول أنه قابض على الجمر الوطني السوري  عليه أن يفتق هذا العقل الإبداعي، لنرى ما لدي من إمكانية في سوريا لعمل مشترك  لجميع الأطراف حتى تتوحد الجهود في مواجهة مشاريع السلطة مستقبلا ؟

بوجود الظهير الأمريكي في الجزيرة، هل هنالك إمكانية لحدوث اتفاق ما بين الدول الثلاث تركيا، أمريكا، روسيا وعلى ضوء ذلك تجبر الأطراف المتحالفة مع الدول الثلاث على نوع  من التفاهمات والاتفاقات الداخلية في مستقبل قريب أو بعيد لأنني أعتقد أن مستقبل سوريا رهن ذلك، وشكرا لك .

 

ردود وإجابات السيد مسلم:

مرة ثانية شِكرا لكم على صبركم، أود أن أشكر السيد سمير، ومن لديه تواصل مع السيد رياض درار، يعرف أن القرار بيده وبيد السيدة إلهام أحمد ولديه إطلاع على المشروع وما حدث، وكونه من أعضاء إعلان دمشق يدرك محاولاتنا لنكون جزء من إعلان دمشق هناك مجموعة لا ترغب فينا، بالنسبة للمجلس وأنا كصالح مسلم موجود في العلاقات الخارجية لحزب الاتحاد الديمقراطي، لست صاحب قرار ولا يحق لي التدخل في أي شي سواء في المجلس أو غيره، ولكن لا يعني أنني لست مطلع على ما يحدث، ونحن التقينا بالكثيرين من العشائر ومجلس دير الزور، ودير الزور لم تتجاوز مدة تحريرها 3 أشهر ، والتقينا مع أناس من عشائر (البكارة و العكيدات والشعيطات )وغيرها، وهو مجلس مؤقت ، وندعو إلى تحسينه ، وليس الامر قضية أمنية ونحن نرحب بأي جهد يساهم في الاستقرار .

بالنسبة لتجنيد الأطفال، لا أحد يقبل بذلك، ودعنا نفرق بين أمرين أولا ، هناك قوات سوريا الديمقراطية وهم محترفون وحسب عقود معينة، ووحدات حماية الشعب والمرأة وهم أناس متطوعين وشباب ولهم صفة ثانية، وهناك التجنيد وهو خدمة العلم مدتها سنة،   ولا شيء يمنعه، ولا يوجد أحد تحت سن 18 عاما يخدمون لمدة عام وبعدها لديهم مجموعاتهم التي يعودون إليها أو إلى بلده، وأنت تقول لا نريد الخطأ الذي حصل في الرقة أن يحصل في دير الزور، لا أعرف تماما ما هو الخطأ الذي حدث في الرقة، والرقة لديها مجلسها المحلي المستقر وهناك بعض الخلايا النائمة لداعش أو للنظام، وهي ليست من اختصاصنا وإنما من اختصاص قوات الأمن، والأساييش، قوات سوريا الديمقراطية لديهم شروطهم وهي مطبقة في كل المناطق وهي قوات حماية لمناطقهم وهناك بعض المبالغات حول الأطفال، وهناك عقود موقعة مع منظمات دولية حول حماية الأطفال، كان هناك  أطفال يأتون يتطوعون تلقائيا تم فتح مدارس لهم  بحيث يذهبوا لها بدلا من الالتحاق بالقتال.

عن الديمقراطية وقلع الناس بالبيجامات أنت تقصد قضية السيد برو، ولكنها كانت مختلفة، حيث كان مبعوثا لقضية أخرى وثمة من كان يحاول الإساءة له كي يتم اتهام الإدارة الذاتية بها، فتم إخباره بأنك بحاجة للحماية وأن الأساييش سيقومون بذلك لكنه رفض وقال: إنني لا أعترف بكم ولا بحمايتكم، فأخبروه الأساييش ثمة من يريد قتلك فإذا أردت ذلك اذهب وإننا لا نقبل أن يقتلوك لدينا، وعلى الرغم من ذلك نعتبره تصرف خاطئ وكان ينبغي عليهم حمايته وعدم إخراجه من أرضه.

أما بالنسبة لقضية التخوين إننا لا نخون أحد، وهو آخر ما نفكر به، نتهم بالتخاذل ولكن لا نمارس التخوين وهي قضية لها ما وراءها ، إلا إذا وجدنا ما يثبت ذلك وحينها قضية أخرى .

بالنسبة لمستقبل سوريا ووحدة سوريا ، كل ما قيل أحترمه، وإذا قلت السوري الحر إذا ذهبت إلى روسيا يقولون السوريون هم يقررون كذلك تركيا نفس الأمر وكذلك أمريكا، وكذلك النظام، إذاً لماذا السوريون لا يقررون؟ إننا نقرر حسب ما يمليه غيرونا علينا ، ليكن لدينا الجرأة نحن السوريون لنجلس ونقرر بغض النظر عن السياقات التي تحدثت عنها، أنا لست ضد وألا تتعامل، بل تتعامل ضمن الحدود التي تريدها وهي المحافظة على سوريا التي نريدها والمصلحة السورية والشعب لسوري، نحن نرحب بالإخوان المسلمين، ولكن ينبغي عليه ألا يدع قتل اليزيدي وسيلة كي يذهب إلى الجنة، ومن يريد أن يكون شريكي في سوريا عليه ألا يحلل قتل اليزيدي أو السرياني أو غيره، والعلوي الذي يريد أن يكون في الحكم عليه ألا يحلل قتل الإخوان المسلمين والعربي لا يحلل دم الكردي وبالعكس هذا ما نسميه تعايش. وما أقصده بالسوري الحر هو الذي يفضل مصلحة الشعب السوري ، نحتاج أن نكون سوريين لنتوصل إلى حل، وإذا الكردي يفكر بمشروع كردستان الكبرى وينسى معنى سوريا وما هي هذا يعني أنه لا يريد الوصول إلى الحل وكذلك الأمر بالنسبة للّسني أو العلوي أو الدرزي كلنا سوريين وهي الخلاص، كيف سنتسامح ونقبل بعض، ونحن من جهتنا نرحب بأي طرف وجهد يؤدي إلى هذا السبيل، وهذا ما أقصده بالسوري الحر الذي يمتلك الجرأة لقول وفعل ما يؤمن به وليس السياقات فإذا سنراعي المصالح الروسية أو التركية أو الأمريكية في سوريا لن نصل للحل، الشيء الوحيد يصل بنا إلى الحل هو تمسكنا ب سوريتنا.

أما عن ذهاب الوفد إلى دمشق ، نحن لم نستأذن الامريكان لذهابنا إلى دمشق، ولك أننا نريد بأي شكل من الأشكال حل سوري ونقصد كل الأطراف لذلك، وإرادتنا لم نرتهن فيها لأحد وأمريكا موجودة لأجل مصالحها، ومصالحها تتقاطع مع المصالح السورية، وحين تتعارض مصالحها مع المصلحة السورية وقتها سوف نتفارق ونحن لازلنا نؤمن بالمصلحة مع التحالف الدولي أن وجودهم يخدم المصلحة السورية والحل السوري ورغم ذلك لم نرتهن بإرادتنا لأحد والدليل ذهاب الوفد إلى دمشق وعودته خالي الوفاض لعدم قدرته على إيجاد شيء  وذلك أن النظام السوري ينتظر الموافقة الإيرانية والروسية.

حول سؤال هل هناك إمكانية لاتفاق الدول الثلاث، لا، وذلك إذا لم نفرض أنفسنا لن يكون كذلك، ولذلك حين نقول أن الحل السوري بعيد ذلك أننا ندرك أن الدول الثلاث لم تتصل إلى صيغة معينة للحل، ولم تتوافق فيما بينها، ومادام لهم أناس يحترمونهم أكثر من قراراهم السوري لن نصل إلى حل .

بالنسبة لسياقنا مع النظام، ليس لنا مناسبة خاصة معه، ولكنه طرف سوري ونحن نلتقي، والناس التي تذهب إلى جنيف من أجل أن تتوسط لهم الدول كي يجتمعوا معه، ونحن إن نلتقي معه من أجل مطالب، ولكنهم حرمونا، ما الذي يريدونه من الإدارة الذاتية؟ يستثنوك من جنيف؟ ولا يقبلونك في سوتشي وأستانا؟ مبعدين الإدارة عنها، ونغلق عليك باب النظام ونتهم بالخيانة، لابد أن نبحث عن الحل نتواصل لنصل إلى توافقات ونتواصل مع جميع الأطراف ولكن إذا منحنا تنازلات على حساب الشعب السوري أو مصالحه حينها يتهمونا بما يريدون، وحين أقول هذا ما أريده لا مركزية إدارية، كخارطة الطريق التي قدمناها هذا يعني أنني أقوم بعمل شرعي بالنهاية، سيكون الحل بيننا وبينهم، هم لا يريدون الاستغناء عن عقليتهم الاستبدادية الديكتاتورية التي حكمونا بها على مدى ستون عاما، قضية الاستسلام مرفوضة بالنسبة لنا.

السؤال الأخير

السيد صالح ثمة سؤال أخير نتمنى أن يتسع صدرك له:

على اعتبار أن الشراكة مع الأمريكي جاءت لهدف محاربة داعش، كيف يمكن أن تنسجم أو تستجيب مسد وقسد للهدف الحالي المتمثل في إخراج إيران من سوريا للحفاظ على استمرارية هذه الشراكة؟

ما أود قوله أن التعامل هو قضية مصلحة، إخراج إيران ليست مهمتنا وليس الموضوع الذي يشغلنا، ومنذ البداية قلنا أننا لن نكون مرتزقة عند أحد نحن موجودون للدفاع عن مناطقنا ومكاسبنا، وإيران إذا لم تعتد علينا لم تحاول التعرض لنا يمكن من الصعب أن نقبل، أما إن كان هناك سوريين متعاونين ومتوافقين معنا على حل أو شكل ما في المناطق الأخرى وجود إيران يضايقهم عندئذ يكون الأمر مختلف، ولكنني أؤكد أننا لا نحارب أحد لأجل طرف أخر وقسد ووحدات حماية الشعب وحماية المرأة ليست مرتزقة، وكل فرد يستشهد لهدف في عقله سوريا ديمقراطية وأخوة الشعوب، أما عن أمريكا لها مصالحها وعداؤها مع آخرين هذا أمر لا يهمنا في شيء .

كلمة أخيرة منك ..

أشكركم على هذه الاستضافة في مواطنة وحسن الاستماع وكل المشاركين، كما أتمنى من كل الحضور في المنتدى أن يبقوا على تواصل مع الإدارة الذاتية، وبالتالي يمكنكم سماع أي خبر أو التأكد منه منها مباشرة بعيدا عن أي قناة ويمكنكم التواصل مباشرة وصدرها مفتوح ويمكنكم الاتصال معي لأدلكم على الجهة التي يمكنكم التواصل معها ، الحوار السوري- السوري لازال قائم وصدرنا رحب ، وشكرا لكم .

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة