“موفق نيربية” في منتدى المواطنة
استضاف تيار مواطنة في منتداه عبر السكايب السيد موفق نيربيه، في جلسة حوارية تحت عنوان ” ” العقدة السورية هل هنالك من عمل؟“
بدأ السيد موفق حديثه بالقول أشعر هنا في هذا المنتدى بالدفء أشعر أني مع أهلي في مواطنة، وأصدقاء مواطنة
أولا في الحقيقة أنا وضعت عنوان للندوة ربما إشكالي وليس له معنى هو ” العقدة السورية هل هنالك من عمل؟” والواقع أن العنوان الأصلي الذي كان يتوارد إلى ذهني ” هل هنالك من أمل ” ولكنه محرج وربما مبتذل لذلك اخترنا العمل بدلا عن الأمل.
مسألة العقدة لماذا تواردت إلى ذهني، الحقيقة من نقطتين أو مدخلين في الذاكرة،
النقطة الأولى هي أني في تسعينيات القرن الماضي كتبت ثلاث مقالات، هذه المقالات كان عنوان أولها الاستعصاء اللبناني، ثانيها الاستعصاء العراقي، وثالثها الاستعصاء الفلسطيني، كنت حينها تحضيرا للكتابة عن الاستعصاء السوري، وفي التسعينات كنت أرى أن هناك استعصاء سوري، ولأسباب أمنية وحركية وغيرها لم أكتب هذا المقال.
النقطة الثانية هي أنه يتوارد إلى ذهني فورا العقدة التي حلها الاسكندر الكبير في بداية توجهه إلى أسيا، هذه العقدة التي كان اسمها العقدة الغوردية، وهي عقدة وضعها ملك في منطقة إفريجيا جنوب تركيا حاليا، وكان قد أحكم تعقيدها وقال من يحلها سوف تنفتح له أسيا، وجاء الاسكندروقيل له هذا الأمر، نظر إليها فوجد أنه من الصعب حلها، فحمل سيفه وقطعهازز وهكذا حلت العقدة وذهب وفتح أسيا.
وفي الحقيقة هذه هي الطريقة الأشهر في حل الموضوع ، ولكني أرى أن الكثيرين يحاولون حل عقدتنا السورية بطريقة الإسكندر التي لا تجدي بأي شكل من الأشكال، وبرأي أن هذا هو مدخل كل التيار الشعبوي الذي يحاول أن يبرز أن يتقدم أن يتظاهر إلخ ، في قلب هذه الأسطورة هناك حدث أو زاوية مخبأة يقول أن الاسكندر عجز عن حل هذ العقدة و أنه غير صحيح أنه ضربها بسيفه وإنما، نظر إليها وتأمل بها ووجد أن هناك خابور أو اسفين إذا رفعه ينحل النير عن العقدة فمجرد أن ذهب إليه ورفعه انحلت العقدة… هكذا تفكير ممكن أن ينفعنا في حالتنا ، التفكير العلمي خارج الصندوق ، التفكير خارج الجهة التي يوجهون أنظارنا إليها، ربما نحن لم نعد قادرين – ممن هم في سني – على التفكير خارج الصندوق أو التفكير بشكل مبتكر بل إلى جيل جديد يفكر خارج الصندوق مبتكر ربما أكثر منا ، لكن لا نستطيع إلا أن نحاول تلك.. هي عادتنا.
أولا الأمور التي أود طرحها:
النقطة الأولى أن سوريا دولة قاب قوسين أو أدنى من الفشل بل هي ربما جدا جدا قريبة من الفشل، ماهي الدولة الفاشلة ربما أغلبكم يعرفها، ما هو مؤشر الدولة الفاشلة كذلك معظمكم يعرفه ، الدول التي سموها فيما بعد الدول الهشة، هناك عوامل عديدة لحساب معيار فشل الدول ، هذه العوامل هي اثنا عشر عامل وكل عامل ينقسم إلى عشر أو عشرين نقطة ، الاثنا عشر عامل يضعون لكل عامل عشر علامات ثم يخرجون بتقييم وترتيب للدول أيها أقرب للفشل وأيها أقرب لينجو من الفشل وهو مستقر تماما ومستدام ، العوامل هذه مثلا أدوات الأمن والجيش والشرطة والقضاء وغيره.
النقطة الثانية انقسامات النخب: لجماعات وفصائل.
النقطة التالية ما هو حجم الشكاوى، التململ الجمعي، إلى أين وصل الاقتصاد؟ إلى أين وصلت مسألة الملكية، تسجيل الملكية والحالة عموما؟ إلى أين يذهب النمو الاقتصادي عموما هل هو متساو؟ العديد من القضايا أيضا، يدخل فيها المسائل الاجتماعية يتحدث عن مسألة الهروب من البلاد، نزيف الأدمغة، يتحدث عن شرعية الدولة أو الحكومة والسلطة، عن درجة تلبية الدولة للخدمات العامة للمجتمع أو الشعب، عن مسائل متعلقة بحقوق الانسان والقانون وحكم القضاء.
الضغوط السكانية في البلد هل هناك لاجئون، هل هناك نازحون ضمن البلد؟ وما هو حجم الدور الخارجي، التدخلات الخارجية في البلد.
الحقيقة ممتع البحث في هذا المجال في بداية 2011 الدراسات حينها كانت حتى نهاية 2010، سوريا كنت في لرقم 48 مكرر من الصفر، والصفر هو التلاشي يعين انتهاء الدولة، وذلك عند مطلع 2011، في مطلع 2017 كانت تقريبا في الرقم 5 من الصفر، وهذا الرقم يحمل إشارة إنذار عال جدا ولونه أحمر داكن، وقتها كانت هذه الدول الخمسة هي الصومال وجنوب السودان والكونغو واليمن وسوريا.
عام 2011كانت علامة سوريا 85.5 من 120، في عام 2017 أصبحت علامة سوريا 111من 120، مبتعدة 9 درجات عن الهاوية، أنا اقصد جدا في هذه الندوة أن اشير إلى أن الوضع السوري أسوأ بكثير جدا مما نريد أن نرى وما دمنا لا نريد أن نراه لن نراه. حاول بعض الباحثين أن يبحثوا في المسألة السورية بطريقة أكثر أكاديمية مرتبطة بالفكر أكثر، تم الحديث عن الوحدة الجغرافية للبلد، ليست الوحدة الجغرافية كما نقول ثلاث مناطق، بل إن كل منطقة من هذه المناطق فيها توزع وتقسيم وتشتت كبير بما في ذلك مناطق النظام، مناطق النظام مختلفة وكل منطقة مختلفة عن الأخرى، من الناحية الأخرى المسألة الأساسية التي نعرفها، ما هو مدى احتكار الدولة للسلطة أو القوة والعنف؟ بإمكانية ممارسة العنف، كم عدد القوى الأخرى تمارس هذا الحق؟
ما هي درجة الوحدة السياسية للبلد؟ ما هي درجة وحدتها القانونية، هل يطبق قانون واحد على الجميع وفي كل مكان وأنا أقصد في كل حي حتى في المناطق المتجانسة في كل حي يطبق قانون شكلي؟
هل هناك وحدة اقتصادية؟ وحدة مستوى اقتصادي في العمل في التصدير في الاستيراد في العمل في الزراعة في التصنيع في البنية التحتية في السكن وفي الإسكان إلخ
هل تتوفر الحاجات الأساسية؟ هل تتوفر الخدمات العامة يعني هل الموظفون يخدمون بشكل جيد في كل مكان في سوريا؟ هل هناك إدارات ليخدموا الناس بشكل متساو؟ لا أظن ذلك.
أين وصلت الوحدة الديمغرافية للبلد من النواحي المناطقية والطائفية والقومية والعشائرية في البلد؟ الفرق بين الداخل والخارج، النازحين اللاجئين المقيمين هنا وهناك؟ سوريا نصفا لنصف منقسمة وفي داخل كل نصف هناك انقسامات حادة ومتعددة.
هل هناك استقرار في الطبقات؟ حيث معظمنا كنا ماركسيين ونبحث في الطبقات، هناك كل عام يخرج علينا النظام وغير النظام وحتى في المناطق الخاضعة لتركيا أو المناطق الخاضعة للأمريكان هناك رجال أعمال جدد كل فترة وفترة هذه الطبقة تتحول بسرعة، ربما لم يحدث هذا التحول السريع عبر التاريخ، وكل فترة وفترة يتغير أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، هذا أمر كله يؤكد على النظرة السلبية التي انطلقنا منها للدولة الفاشلة، ما يمكن أن نقوله إن البلد بشكل طبيعي تكاد تختفي كبلد موحدة فيها هذه الشروط.
النقطة الثالثة التي أود أن أتحدث عنها:
الموضوع الذاتي ، حيث أننا سابقا كنا نتحدث كثيرا عن الذاتي والموضوعي ، وبالنسبة للذاتي ماهي القوى القائمة ، المتجسدة على الأرض ، أنا أرى أن القوى الأساسية على الأرض إطلاقا والفاعلة حتى سياسيا هم أمراء الحرب وعلى كل الأرض السورية وأمراء حر من كل الأنواع ومن كل الأشكال مع وجود قوى داعمة هنا وهنا ، حيث هناك قوى داعمة إيرانية وروس في مناطق النظام ، وأتراك وقطرين في مناطق المعارضة في الشمال ، وداعمين أمريكان في المناطق الشمالية الشرقية، وكلهم على نوع أمراء الحرب وللأسف الشديد لا علاقة لهؤلاء الأمراء بما نسميه المسألة السورية كموضوع للبحث والحل، جميعهم ليس لهم علاقة فلا قائد ينبئون ولا قائد فاطميون ولا قائد أحرار الشام ولا قائد النصرة ولا قائد pyd ، جميعهم لا ينظرون إلى سوريا كسوريا ، هم يقولون أنهم ينظرون ولكن لا نلمس حرصا إلا على ما هو قريب أي على ما نحصد أو نحصل عليه أي الموسم الحالي قبل أن يتعرض للحريق وأقصد بالمواسم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وانتهاء بالارتهان الخارجي .
لدينا معارضة تنظيمات سياسية بالأشكال التالية: رسميا لدينا الائتلاف ومكوناته، هذه المكونات التي لم تنعدم ولكنها اضمحلت أي أصبحت هشة جدا، الشخصيات نفسها والقوى أصبحت ضعيفة الكثافة في الائتلاف وأحيانا هناك قوى زالت لم تعد موجود، لنفرض أن لجان التنسيق المحلية لها ممثل، لم تعد لجان التنسيق موجود زالت من زمن، حتى عقاب يحيى لا يمثل الكتلة الوطنية، هذا الائتلاف ومكوناته أصبحوا شناشيل بنت الجلبي.
هيئة التفاوض فيها الائتلاف وهيئة التنسيق وفيها منصة موسكو والقاهرة وفيها المستقلون، وفيها عسكر، ليس هناك قوى لتمثيل حقيقي للسوريين في كل هذه القوى، ربما هناك بعض القوى تمثل شيئا ولكنها غير ممثلة ضمن هذه التنظيمات السياسية.
المعارضة غير الرسمية نقول هناك قوى: القوى الكردية، الإدارة الذاتية، المجلس الوطني، التحالف الوطن التقدمي، المستقلين إلخ، هناك قوى إثنية من نوع الأشوريين والتركمان وجميعهم لديهم إشكالية في تمثيلهم في علاقتهم وازدواجيتهم.
في المعارضة غير الرسمية حاليا ، هناك أنشطة مختلفة عديدة ، هناك إحصاءات لأكثر من مئة قوة تعد نفسها قوة سياسية موجودة خارج الكيانات ، والمنظمات الرسمية ، هذه المئة قوة تتحرك في الفضاءات المختلفة وتحاول ولكنها لم تنتج منذ زمن طويل، أهم مساحة للحركة شهدناها كانت لقاء باريس العام الماضي والذي شارك به بين 20- 30 قوة ومنظمة ، وتحركت في مكانها كثيرا وربما أنتجت شيئا ولكنها غير مقنعة لتعطي فكرة أن هناك قوى أو تحالف له وعي واضح وله برنامج واضح وقدرة واضحة ، لدينا منابر حوار متعددة ، كمنتدى مواطنة ومسار وغيره .هي الإبداع الجديد الذي يجب استغلاله والنظر فيه ومتابعته مع التحذير أن لا يكون أكثر فأكثر غرق في الكلام .
هل يمكن الخروج بشيء من هذه القائمة؟ الحقيقة لا أعرف. هل من جهة صحيح إهمال هذه القوى واعتزالها؟ ربما الاثنان غير صحيحين وربما صحيحان بشكل من الأشكال، حيث يجب على هذ القوى أن تقوم بشيء ما، ويجب اعتزالها.
ما سأطرحه سيكون أقرب إلى الأسئلة،
العقدة الكردية استحال حلها مباشرة لأنها كانت مجموع عقد متشابكة ومركبة ومتداخلة ومتعاكسة، وهو موجود في وصفها منذ عام 2003 هي مستحيلة الحل، ولا يمكن التفكير بحلها في الطريقة التقليدية أقصد العقدة الكردية وكذلك السورية.
بعض الأسئلة ربما لها علاقة بالماضي بالراهن بالمستقبل: ماهي الفرص الضائعة في تاريخنا القديم والحديث وكيف ضاعت؟ هل كان لدينا فرصة في عام 1982؟ هل كان لدينا فرصة محتملة في عام 1991؟ هل كان لدينا فرصة في عام 200 مع موت الكبير وخلافة الصغير؟ هل كان لدينا فرصة عام 2005 مع بعض النظام مع اغتيال الحريري وخروجنا من لبنان؟ هل كانت لدينا فرصة عام 2007 مع عقد المجلس الوطني والتحضير له وضيعنا الفرصة؟ هل كانت لدينا فرصة هائلة في ربيع 2011 وأضعناها وربما أضعنا معها سوريا؟ لماذا تحرك الحراك السوري الذي بدأ في آذار 2011 من المدن فأطرافها فريفها بالتدريج؟ هل كان يمكننا وقف تدفق السلاح؟ هل كان يمكننا الوقوف أمام الميل الجامح للتسلح والعسكرة؟ لماذا أهملنا خطر الأسلمة؟ هل كان ممكن كبحه عمليا؟ أو أن نقوم بشيء مختلف عما فعلناه؟ أين أخطأت المعارضة؟ كيف تصرف الإسلاميون؟ هل هناك أخطاء قاتلة فيما يخص العلاقة بين المعارضة الديمقراطية والإسلامية؟ أنا أرى في ذلك أخطاء قاتلة. الثوار الشباب كيف ظهر قصورهم عن التحول إلى قيادة سياسية؟ هل كان ممكن أن يحدث شيء آخر غير ما كان؟ الأمل الذي كان العديد منا منذ أوائل 2011 ومن عام 2000 كنا نراها من حولنا ونأمل ونقول إن هذا النظام لن يذهب إلا بالتدخل الخارجي، كيف مارسنا هذه المسألة؟ بعد بداية الثورة كيف تجلى عمليا أملنا بالتدخل الخارج؟ علاقتنا مع الخارج كيف تجلت وكيف حدثت بالفعل ما الدور الذ حصل بعد 2011 إلى نهاية 2012؟ أقصد م هذا الحديث كيف انزلق هذا الأمل بالتدخل الخارجي إلى الارتهان إذا افترضنا حسن النية؟ ما هي مشكلة دمشق وحلب هل هما في التركيبة لهما يجب أن يكونا أقرب إلى النظام، أم أنه كان يمكن أن يكون غير ذلك لو كان هناك سياسيون آخرون، وقيادة سياسية أخرى ووعي أكثر مطابقة للواقع؟ لماذا ببساطة شديدة هؤلاء رجال الأعمال السوريين لم نر منهم عدد نوعي ممن يقفون مع المعارضة السورية وبالتالي يحصنونها من الارتهان؟ ما هو دور المعارضة في تكتل الأقليات خلف النظام؟ لماذا تراجع إسهام الكرد في الحراك بعد فترة من الحراك واستطاعت القوى التي شكلت المجلس الوطني الكردي، ثم PYDأن يحاصر هؤلاء الشباب ويحتويهم أو يدفهم للهجرة؟
هل كان يمكن للمجموعات العلمانية أن يكون لها موقف آخر؟ بالتأكيد، هل كان يمكن لها أن تسلك سلوك آخر؟ بالتأكيد، لكن يجب أن نقول الآن كيف كان يجب أن يكون.
هل كان من الصحيح التراجع في بعض المراحل ولم نفعل؟ هل يمكن مقاربة مشكلة الأسد باستراتيجية جديدة؟ هل يمكن العودة إلى سوريا كما كانت؟ هل نتعامل بشكل صحيح مع خطر التقسيم واحتمالات الفدرالية في المستقبل؟ الفردانية السورية التي نراها هل هي السبب في امتناع السوريين عن تنظيم قواهم في أكثر من فرصة؟ أم أن منع التسيس من قبل الأسد إلى حد أنه نجح في القعود بهؤلاء السوريين ومعارضتهم وثوارهم أن يصلوا إلى حالة مجدية؟ هل يساعد في خلق فرص جديدة أن تعتزل الآن هذه المعارضة القديمة وتفتش عن عمل آخر، لعل شيء جديد ينبثق من المجهول، الشعب إن كان هناك من أمل، لعل ابتعاد الشيوخ يساعد على خلق شيء جديد على الولادة أم أن هناك شيء آخر، حلول أخرى.
هل يمكن أن نخرج بشكل عام إلى خارج الصندوق دون الانفتاح على تطوير عقلية جديدة في المسألتين الأهم وهما الطائفية والكردية؟ هل يمكن أن نعود إلى هذه الحيوية، الوطنية (سوريا ككل) من دون تفكير منفتح على شيء آخر على الجديد عموما.
ربما هناك مخارج تتعلق بالتفكير كما يقال بالوعي، وعي الواقع الوعي المطابق كما كان يقول ياسين الحافظ. فيما يخص البرمجة أي صورة المستقبل أعتقد أنه يمكننا أن نتفق جدا، أما عندما نقول البرمجة فيما يخص ماذا نعمل في هذا الشهر والأشهر القادمة إلى الآن لم نتوصل لها.
لكن المسألة الأهم جدا وبرأينا الوجودية ، حالة الهزيمة التي نحن فيها، حالة الخطر والاضمحلال الذي نحن فيه ، الشيء الوحيد الذي يجب أن نفعله وإن لم نكن متأكدين أن هناك جدوى هو التنظيم ، والتنظيم خارج الصندوق وليس التفكير وحده، ربما بالتفكير بعض القوى تحاول أن تفكر ، أنا أرى الحالة أصبح مستوى الخطر فيها وجودي فهي تستدعي النظر فيها ربما فلسفيا بكل مراحل الانهزام والانكسار ، الثوار القديمون كانوا يعودون للفلسفة ، حالتنا تراجيديا ليس لحد أن نفكر فقط بالمسرح بل تراجيديا بالفلسفة وربما بالفلسفة نستطيع أن نمسك ببؤرة الوعي التي تجعلنا نرى وننطلق .
يقول الياس مرقص: ليست التفكير ما نحتاجه بل هو الفَكر، أي فَكر الواقع أي أن نحول صور هذا الواقع إلى معاني وكلمات، الفلسفة واضحة متطابقة.
فيما يخص التنظيم ، يحضرني جدا خلاف ماركس مع شخصين ألمانيين في1848-1852وهما فيليش والآخر شابيير ، فيليش كان ضابطا ألماني وثوري ، واتهم ماركس بالتخاذل والجبن والاستسلام وماركس يقاوم نحن بحاجة للتنظيم لم تنتصر الثورة فيلش دعاه لمبارزة ورفض ماركس واعتبره فيليش جبن من ماركس فكريا وسياسيا، و قد قبل أحد المقربين من ماركس المنازلة عنه وجرح فيها، لكن الشاهد هنا أ ماركس من خلال ثورة 48 وهزيمتها المؤقتة، وبعد هزيمة 1905 حدث خلاف بين ماركس ولينين ، كانوا هم الأكثر هدوءا ورجوعا إلى الخلف وكانوا يفكرون أن التنظيم هو الأساس ، برأي في الحالة السورية في كل العهود السبقة هي التنظيم ، وأن الشعب السوري غير منظم سياسيا، ولم يحدث أن نظم السوريون سياسيا بعد الثورة ، لا الشباب نظمهم سياسيا والمعارضة لم تتوحد ولم تنظم ولم تفعل شيئا بهذا الاتجاه . حتى الآن غياب السوريين عن مصيرهم، عن إرادتهم حتى حين تتواجد هذه الإرادة أساسه غياب التنظيم، والتفكير خارج الصندوق تنظيميا.
الأسئلة والمداخلات:
شكرا أستاذ موفق البداية الأسئلة الأولى لإدارة المنتدى:
-
هل ما يجري في سوريا اليوم ثورة أم حرب أهلية؟ ومن منهم الثورة ومن منهم الثورة المضادة؟
السيد موفق:
ما يجري في ثورة حاليا لا علاقة له بالثورة، حتى لو كان هناك تظاهرات ثورية هنا، أو تجمعات أو راديو ثوري، وأعرف أنه هناك بعض النقاط الثورية، ولكن ما يجري في سوريا توقف منذ زمن على أن يكون ثورة، وهذه الثورة إما إنها أجهضت أو هزمت أو فشلت أو توقفت أو ما أردتم ولكن ليس ثورة، هل هو حرب أهلية ربما أسوأ من حرب أهلية، بمعنى لا يتحارب العلويون مع السنة، لا يتحارب الكرد مع العرب، ليس الأمر هكذا لكن هناك وضع أسوأ من الحرب الأهلية، ربما مناطقي، ربما جماعاتي ربما عصبوي، لا أدري. لكنه ليس حرب أهلية بالمعنى الكلاسيكي.
من هو الثورة المضادة كل الجهات الفاعلة على الأرض من كل الجهات، ربما بحاجة إلى التوقف قليلا حين نعمم في الشمال الشرقي وليس إلى التوقف نهائيا عن هذا الحكم، ولذلك أقول أغلب القوى على الأرض هي ثورة مضادة.
-
الغرب يدعم صمود إدلب بشكل أو آخر، وبالمظهر تدعم تركيا إدلب على الرغم من وجود النصرة فيها، هل من مشروع قريب لتفاهم غربي – تركي لمواجهة المحور الروسي– الإيراني – الأسدي؟
السيد موفق: أن الغرب يدعم صمود إدلب، هذه اللغة أنا حذر في استخدامها، صمود إدلب، لا يريد الغرب أن يسارع الروس والنظام إلى احتلال إدلب، إلى انهاء التمرد، إلى إنهاء التواجد في إدلب، يعني تمدد مناطق النظام إلى إدلب، لا يريد الغرب هذا حقيقة لا بسبب تنافسه مع الروس ولا إشكالاته مع النظام أيضا وإنما لأنه لا يريد المذابح وإشكالات من نوع الفوضى.
حتى الآن رأي الشخصي والمتابعة لم ينضج تفاهم بين الأتراك والأمريكان ولكنها تتعرض لهزات سلبية وإيجابية ولم تستقر ، يمكن في الفترة القريبة ممكن نسمع أكثر ، الأتراك امتلكوا صواريخ اس 400 وهو تحدي لحلف شمال الأطلسي ، ويضغطون بشكل صريح لمجرد الضغط السياسي لمجرد تنفيذ المنطقة الأمنية ويستدعون وزير الدفاع الأمريكي من أجل تنفيذ تفاهم على تفاصيل المنطقة الأمنية في سمال شرق سوريا، أنا أظن نها ما تزال ضمن الألاعيب السياسية ولم ينضج شيء بعد ، هناك إشكالات عديدة جددا، وعدم استقرار في نواحي إدارة الفعل في السياسة الدولية والإقليمية إذا تحدثنا عن المسألة السورية.
لكن خلال أشهر ينضج هذا التفاهم الأمريكي – التركي، وباعتقادي هذا التفاهم بنسبة 50- 70 بالمئة هو في صالحنا، إن لم يبعنا الأمريكان في المجمل.
-
هل نهاية الحرب سيحددها المنتصرون أم صيغة متوقعة تكون لا غالب ولا مغلوب تنتظرنا من حيث نحصل على ما يشبه التفاهم بين الإخوان والسلطة الأسدية كتقاسم السلطة وترتيبات ما يجري؟
السيد موفق
أولا لا غالب ولا مغلوب بين من ومن بين القوى المسلحة من جهة النظام و القوى المسلحة من جهة تركيا في إدلب والشمال ، المعارضة الرسمية والنظام السوري ، باعتقادي أن النظام لا يسأل عن رأي مؤيديه ، والمعارضة لا تسأل عن رأي معارضيها ومعارضي المعارضة من اليسار ومؤيدي النظام من اليمين مجموعهم هو الشعب السوري ، لذلك أؤكد على التنظيم كون الشعب السوري غائب تماما من جهة النظام ومن جهة المعارضة، أما أن يحصل اتفاق شامل ونهائي ، لا أعتقد أنه سيحصل اتفاق سريع وحل سريع ولا حسم عسكري سريع من الصعب في المعادلة الراهنة أن يصل النظام إلى ادلب ، وأنت سألت عن دعم الغرب لإدلب وهذا يعني أنه غير مسموح للنظام أن يدخل إلى إدلب ، ومن ثم هناك شيء يسعى العديدون إليه وهو تثبيت الوضع منذ نهاية 2015-2016، تتذكرون دراسة معهد راند – وزارة الدفاع الأمريكي ، وأشار إلى مناطق تثبيت النفوذ والسيطرة ، ثم ظهر اتفاق أستانة الذي فيه مناطق تخفيض التصعيد والذي يتطابق مع ماورد في كلام رند، والاثنان تحدثوا بشكل جانبي أن هناك مقايضات في المناطق و تعديلات يجب أن تحدث، الأمريكان قبل الروس قالوا أن المناطق حول دمشق يجب حلها ، الأمريكان مع الروس والإسرائيليين قالوا أن جنوب غرب سوريا يجب حلها ، ولاحقا تم حلها كلها ، وبالتالي ليس هناك ابتعاد كامل بين الأمريكان والروس ولكن ليس هناك نضوج لكل المسائل بعد ، هذا النضوج كم يأخذ من الوقت نخشى أن يأخذ من عمرنا وبلدنا قيام هذا البلد لاحقا من جديد، جميعهم غير مهتم بالنسبة للوقت سوريا بالنسبة لهم خرّاج أو مصرف بالضبط ، نحن بالنسبة لنا انتهاء وضياع وبلد وشعب ، وأنا أظن أن ما يفعلونه هو لعب على الزمن ليس إلا، كلهم سعداء على الاختبارات التي تجرى و العمليات والمناورات التي تجرى على الأرض السورية .
-
ما الذي يجرى شرق الفرات اليوم؟ وماهي الآمال المحتملة مما يطرحونه من الديمقراطية وورشات الحوار السوري– السوري؟ وما آفاق الانتقال السياسي في سوريا ولاسيما بعد الالتزام الغربي بإعادة الإعمار؟
-
السؤال واضح ومتشعب ، ما يجري في شرق الفرات كما يسمى، لا أريد أن أتطرق إلى العلاقة بين الإدارة الذاتية وسلطة المجلس الوطني الكردي ، وبين سلطة الإدارة الذاتية والعرب في المنطقة ، وهذا كله مسألة أخرى ، في الحقيقة نرى أن هناك قلقا مشروعا لدى الإدارة الذاتية من عدم ثبات السياسة الأمريكية بينما هناك ثبات نسبي للسياسة التركية ، وهناك ضغط روسي مستمر على قوى قسد في الشمال الشرقي ، عدم الثبات هذا وعدم الاستقرار وعدم الشعور بالأمان تجعل السوك السياسي أقل حسما أقل برمجة أقل جدوى ، أنا أنتظر أو أتمنى أن يكون هناك سلوك يساعد في المنطقة الأكثر استقرار في سوريا وهي مناطق قسد أو شمال شرق سوريا، ومناطق الإدارة الذاتية ، وأتمنى أن يكون هناك إعادة برمجة ولعب الدور المنوط بها ، هذه القوة الأكثر استقرار والتي حازت على الداعم الأقوى والأفضل أن تبرمج استراتيجيتها نحو القضية سوريا ووحدة سوريا وعلاقتها مع السوريين أفضل مما كان ، ومازال رغم الادعاءات والمؤتمرات حتى الآن غير كاف، ربما يحتاج الوضع إلى شيء ما من المجلس الوطني ولا أظنه قادر كونه أسير تركيا وأربيل .
آمل أن يكون هناك شيء.
أما عن الانتقال السياسي، مؤخرا كتبت مقال ولم ينشر بعد، بعنوان هل تشكل أوربا حصننا الأخير؟ الحقيقة ويرتبط بسؤالك لأن الشيء المرتبط باستراتيجيتنا الواجبة حاليا هي المسائل العملية التي لها علاقة بالتنظيم والتفكير والحوار، نحن تركيزنا على الانتقال السياسي، نريد ان يربط كل شيء به، مسألة اللجنة الدستورية أو الانتخابات ولكن بشكل خاص حاليا حين يجري الحديث عن إعادة الإعمار، وإعادة الإعمار هي النقطة الساخنة في العلاقة مع الروس والصينين وبعض دول الخليج، الجميع يفكر بإعادة الإعمار والجميع غير قادر على التفكير بإعادة الإعمار من دون الأوربيين، والأوربيون إلى الآن صامدون لن يكون هناك إعمار دون شيء جدي ، دون أن يكون هناك مسار ملموس للانتقال السياسي ، يساعد على صمود الموقف الأوربي هو هذه المحاولات الترويض بين الأوربيين وإدارة ترامب ، طبعا بالإضافة إلى مسألة الانتقال السياسي في استراتيجيتنا في أملنا باعتبارنا نحن ضعاف وفقراء ، هي مسألة المحاسبة هي التي تشكل لنا نقطة قوة على طاولة التفاوض أو الأمل لمستقبل سوريا ، وهذه أيضا الأوربيين متمسكين بها وبشدة ولا يتراجعون عنها . آخر محددات الاستراتيجية الأوربية من قرابة عام أيضا تؤكد أنه لا يمكن محاربة الإرهاب والانتقال بالوضع ولا تحقيق الأمان مع النظام الحالي، حيث سابقا كانوا يقولون كلمة الحكومة أو الأسد حاليا أصبحوا يستخدمون كلمة النظام ، فعلى الرغم من وجود بعض الدول الاوربية التي تتأتئ في الأمر كإيطاليا وهنغاريا، وإيطاليا مركز قوة إلا أن الدول الأوربية القوية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا هي مربط الفرس.، موقفها متمسك لا إعادة إعمار إلا بضمان الانتقال السياسي ،وليس هناك من أحد ولا حتى دول الخليج تستطيع إعادة الإعمار ماديا إلا أوربا .
-
هل هناك وجه شبه بين العقدة الغوردية والعقدة الكردية في سوريا؟ وهل فك هذه العقدة أو قطعها أحد مفاتيح الحل في المسألة السورية؟
السيد موفق: لقد تحدثنا عن قضايا لها علاقة بالوعي وبالتنظيم والفكر، حتى إحدى العقد الهامة في مسألة العمل السياسي السوري ووحدة المستوى السياسي السوري في حركة المستوى السياسي السوري هي المسألة الكردية وحاليا وصلت المسألة الكردية في علاقتها وتأثيرها على المسألة السورية إلى حد أنه لايمكن السير أي خطوة جدية للأمام مالم يكن هناك موقف واضح بحده الأدنى من المسألة الكردية، أي أنها أصبحت من المسائل المحددة ومتقدمة في الترتيب للمسألة الوطنية السورية. كيف يمكن أن يحدث ذلك الآن؟ أظن حاليا بالوقائع الموجودة على الأرض يجب أن يكون هناك تطمينات على الأقل بأننا نحن لسنا – من قبل السوريين غير الكرد طبعا – ضد الكرد عموما، ونحن نعتبرهم سوريين مثلنا وأنهم على أرضهم، وأن لهم حق تقرير المصير، وأن لهم الحق في أقصى مقدار الإدارة الذاتية، وأن نناقش مستقبل سوريا من فكرة الفدرالية، كيف يكون هذا كله كيف نحدده؟ يختلف من هنا إلى هناك ، ما يجب أن يصل كرسالة ذلك من السوريين الآخرين إلى السوريين الكرد هي أننا جاهزون لبحث أي شيء من أجل مصلحتنا ومصلحة سوريا ووحدتنا ومصلحة الشعب السوري ومستقبل سوريا، ومصلحة أن ينتهي الاستبداد أولا، هذا من جهة ، ومن جهة لكرد يجب أن يكون هناك مقابل أيضا ، اهتمام الكرد بالقضية السورية يجب أن يصبح نهائيا ويحدد، مسألة الاستبداد السوري والاستبداد الأسدي ومستقبل سوريا الديمقراطي التعددي الموحد من أسس موقفنا الكردي حيال الآخرين ، حين يتحقق هذان الموقفان بحدودهما الدنيا وليس أن يتحقق بالتفصيل ولكن لكي نخرج من العقدة، حاليا المسألة الكردية عقبة دون التفكير السياسي السوري والعمل السياسي السوري ، دون أن يكون لنا دور في تحديد مستقبلنا، وإذا راحت سوريا لا أعرف أين ستتحقق المسألة الكردية لاحقا.
-
مساء الخير للجميع مساء الخير صديقنا موفق وشكرا لما قدمته أولا ، في مقال لك بعنوان “بين دول الخليج وجرح سوريا النازف” ، وفي لحظة من مصارحتكم والنقد الذاتي لتجربتكم في المعارضة ومراجعتكم الفترة الماضية من عمر الثورة كنتم على درجة كبيرة من تحمل المسؤولية والاعتراف بالكثير من الأخطاء التي كان من الممكن تجنبها ، والسؤال من هي هذه القوى السياسية التي تتحمل هذه المسؤوليات وماهي درجات هذه المسؤوليات وفقا لتلك القوى التي تتراوح بين الارتهان الكامل والجزئي وبين تغافل وتراخي واستلام للوقائع وبين من لم يعمل بشكل حثيث لخلق آليات لاستقلال القرار السوري؟
-
كيف يمكن التعامل مع تلك القوى في المستقبل وفقا لدرجة المسؤولية الارتهان الكامل أو الجزئي، تراخي واستلام للوقائع العنيدة؟
السيد موفق:
لنضع كل القوى الموجودة على الساحة السورية على الطاولة، ونتعمق لاحقا ، هناك القوى التي تشكل الائتلاف وهي ثلاثة قوى رئيسة وبعض القوى الصغيرة الأخرى، القوى الأولى هي ما يسمى مجلس 74، وهذه القوى التي أسميها بأيتام الإخوان المسلمين وذلك أن البعض منهم كانوا أولاد أ أحفاد ضحايا النظام والكثير منهم ممن هم أكاديميون موجودون في الغرب من ماليزيا إلى الأمم المتحدة، واتفقوا منذ مشاهدتهم بداية الربيع العربي وابتدأوا بالنشاط والالتقاء وشكلوا مجلس وأصبحوا قوة عمليا يغلب عليهم الإسلاميين على الرغم من وجود بعض العلمانيين مثل بسمة قضماني وعبدالباسط سيدا وغيرهم .
القوة الثانية الإخوان المسلمين ، القوة الأولى ارتهنت في الواقع لعدة قوى أو بسرعة انقسموا لعدة أجزاء ، هناك قوى بقيت بعيدة ومرتهنة جزئيا ولكن هناك قوى بقيت مرتهنة بشكل أكبر.. على سبيل المثال أقوى ما في هذه المجموعة كلها مجموعتان ، احداهما يقودها أحمد رمضان اسمها مجموعة العمل الوطني وهذه علاقتها جيدة – على الرغم من أنها ممكن أن تقفز هنا وهناك – مع تركيا ومباشرة، وقوة أخرى كان اسمها الكتلة الوطنية أو الكتلة الوطنية الأولى وكان فيها لؤي صافي وحين اشتغل في تأسيس هذه الكتلة كان صديق وزميل دراسة لأحمد داوود أوغلو ، وبالتالي كان يعتبرأنه يستمد قوة من الأتراك ولكن في الواقع هذه المجموعة أكثر ارتباطا بقطر بشكل عام.. وهناك قوى أخرى أقرب من هؤلاء للارتهان .
الإخوان المسلمين هم القوة الثانية ولكنهم برغماتيون جدا، ليس لهم رأي واحد على الرغم من أنهم موحدون جدا ويرتبطون بعدة دول وحتى لهم قياديون في السعودية مع أنها تعتبرهم حاليا قوة إرهابية، علاقتهم عضوية مع قطر وأخذوا دعم جدا منها ولكن قطر كانت تختار دعم التنظيم الدولي أكثر مما تختار دعم التنظيم السوري، وأيضا لهم علاقة قوية مع الأتراك منذ وقت طويل سابق لحكومة حزب العدالة والتنمية وقوية جدا، ومن يوم انتقلوا أصبح لهم مركز ثقل في تركيا.
القوة الثالثة هي إعلان دمشق ، والذي كان مع تأسيس المجلس الوطني ولكن تحت مفهوم واضح وقد لامست ذلك بشكل مباشر ، وسبب وقوف الإعلان مع تأسيس المجلس الوطن الرئيس هو استجلاب التدخل الخارجي وهناك أمر آخر جانبي هو أن يقوم المجلس الوطني على أساس استبعاد هيئة التنسيق الوطنية ، وإعلان دمشق دخل على أساس أنه أحد زويا المثلث في المجلس الوطني وكان من المفترض أن يكون في الائتلاف ومن ثم نتيجة لأعماله وانعزاله عن كل القوى الديمقراطية تحول هو إلى قوة صغيرة جدا، قوة لها ضجيج أكثر مما لها من فعل ، هذه القوة في الحقيقة لها بعض الاستقلال إلا أنها لا ترفض أي دعم ولكنها لا تركض لترتهن لهذا الدعم وتترك الأهداف السياسية، وهم لديهم أهداف سياسية أكثر ولكن هذه الأهداف السياسية بذاتها خاطئة، درجة الوقوف مع الإخوان، درجة الوقوف ضد الطائفية والتطيف ثم طريقة الموقف من التدخل الخارجي ليس من حيث أنها خاطئة بل من حيث أنها قد تعمي عن الرؤيا الصحيحة.
هناك قو ى أخرى، هيئة التنسيق قوة أساسية في المعارضة ولكن لها بعض الارتباطات، وهي الأقل ارتهانا بالمناسبة ولكنها أكثر طواعية للنظام وشروطه، وهذا ليس ارتهانا بل تلبية واستجابة لشروط النظام وضغوطه، هنالك مزاج لدى هيئة التنسيق لاسترضاء مصر ولكنه لا يصل إلى حدود تكفي لنصم هيئة التنسيق بالارتهان لمصر.
هناك قوى أخرى.. منصة موسكو والقوى الأخرى الصغيرة وخاصة قوى الديمقراطيين الذين لم يعملوا بالإضافة إلى قوى المثقفين ، أي بقايا لجان إحياء المجتمع المدني وكذلك بالإضافة إلى القوى التي من نوع مواطنة والكتلة الوطنية وحركة معا وبعض المستقلين كرياض سيف وغيره، هذه القوى بقي جزء منها داخل الحركة الرسمية وجزء خارج الحركة الرسمية ، لا خرج الجزء الذي داخل الحركة الرسمية إلى الخارج لكي يشكل قوة ضاغطة، ولا دخل الجزء الذي خارج الحركة إلا في شكل مشوه كما حدث في عام 2013في دخول ميشيل كيلو وأحمد جربا على الائتلاف بدعم من السعودية لا هؤلاء سلكوا الطريق الصحيح ولا هؤلاء ، أي أحد يريد أن يوجد في هذا الإطار سينجرف مع الوقائع أي مع ما يجري ، أي فرد منا الآن موجود في شمال حماة أو كفرنبل على سبيل المثال سوف ينجرف مع السياق العام ، فلنفترض أن جبهة النصرة موجودة في كفرنبل.. الموجود في هذه المنطقة سيتكلم ويقول عنها منطقة محررة ولكن لو جلست معه على طاولة جانبا سيقول لك : لا أقبل أن أسمي هذه المنطقة محرر إذا كان فيها النصرة وتركيا، هناك انجراف مع الوقائع، كل من كان في موقع المسؤولية يحمل جزء من مسؤوليته أنا شخصيا لم أكن حازما كما يجب ، كان يجب أن أكون أكثر شرا مما يجب ، أيضا كانت تجرنا سياستنا السابقة ، أيضا نحن مقتنعون أن هناك دور للخارج لذلك أنا كنت أعمل في العلاقات الخارجية أكثر مما أعمل في العلاقات الداخلية ، ومن يعمل في العلاقات الخارجية ينجرف وهذا الانجراف طبعا خاطئ ، برأي الشخصي جميعنا يتحمل المسؤولية من كانوا داخل الائتلاف سابقا من دخل الائتلاف لاحقا ومن بقي خارج الائتلاف ويهاجم من دون جدية لا يوجد أحد خارج المسؤولية ولكن هذه المسؤولية توزع ويجب على كل فرد أن يرى نفسه أين كان يقف وأين كان خطؤه كشخص كمنظمات ككيانات سياسية أكبر ، وأنا أظن أننا نعمل بشكل مقبول في هذا الاتجاه، لا نريده أن يصل إلى الحد الذي يسمى جلد الذات ولا الحد الذي يمنعنا أن نعمل ، نريد شيء مجدي أكثر والنقد والتشريح حين يكون صحيحا وليس كما يتبع الآن في السوق السياسية السورية من قبل القوى والشخصيات الشعبوية التي تهاجم على عماها ، تهاجم هيئة التفاوض على عماها مثلا.. حاليا هناك دعوة الى مذكرات وغيرذلك تقول أن هذا الائتلاف يجب أن يتوقف.. هيئة التفاوض يجب أن تتوقف.. وأن يصبح الثوار في القيادة.. ومن هم هؤلاء الثوار!.. أكيد من يتحدثون بهذا المنطق ، هذه معارضة لأجل المعارضة وتعرقل ولا تفعل وغالبا عندما نتناقش معهم يكونون أسوأ من الآخرين ليس هذا النقد الذي نريده بل نقد أعمق عضوي ماذا فعل الديمقراطيون ؟
مثل عندما حدث تكتل التجمع الوطني السوري وشاركنا به، بررنا لأنفسنا حينها أننا وقفنا في وجه تكتلين كبيرين في قلب الائتلاف، تكتل يقوده أحمد الجريا رجل السعودية، وتكتل يقوده مصطفى الصباغ رجل قطر، وكلاهما علاقته بالأداء كانت ضعيفة جدا، نحن وقفنا ضد الطرفين، ووقف معنا الإخوان أو جزء من الإخوان ومجموعة العمل الوطني.. تحالفنا معهم لعدة أشهر. هل كان هذا التحالف سليما أم لم يكن حينها؟ أنا أقول إنه كان حينها لحظي وظرفي، حاولنا أن نأخذ منهم الموافقة أو التعهد أن نمشي على أساس قرارات مؤتمر القاهرة ووثائقه، لم ننجح في ذلك، حاولنا أن نؤكد على مفاهيم الوطنية وغيرها، ونجحنا جزئيا، ثم تركنا ومشينا. وهذا ما لا يجب أن يكون فيه تبرير، كان يجب أن تكون العلاقة مع الإخوان ومع هذه القوى أكثر هجومية مما كانت، كان هناك نوع من الاستسلام للوقائع اليومية كما يقال أحيانا، الأمور هكذا توزع يعني، لا أعرف إن تكلمت في هذه النقطة أو هناك أكثر.
سؤال:
-
أستاذ جميعنا يلاحظ هاجس التقسيم الذي يطال الكرد، إلى أي مدى هذا الهاجس قابل للتحقيق تحت مبدأ أن هذا الحل آخر الحلول ممكن أن نحصلها، لوقف هذا النزف؟
السيد موفق:
-
اللافت أن هناك العديد من ناسنا وعلى أطراف مختلفة حتى بطرف النظام ، حتى في طرف النظام ظهرت قبلنا، كلمة خلينا نقسم ونخلص ، الناس التي تعبت وأصبحت تريد الطلاق ، الطلاق أريح ، وهو أمر طبيعي وكثير من القوى من ناحية قومية أو سياسية أو مناطقية حتى ، أنا لا أعتقد بالرغم من كل ما يقال حتى الآن على طريقة البروبوغاندا القديمة ، لا أعتقد أنه من مصلحة النظام العالمي (الدولي والإقليمي ) أن يحصل تقسيم في سوريا، في عام 2011 سُئل السفير الأمريكي والتركي والفرنسي عن هذه المسألة ، وكلهم أكدوا وهذا يحكى في الدراسات الخاصة غير المعلنة لمراكز الأبحاث ، التقسيم خط أحمر ، مبعث وسبب المواقف الدولية المترددة من الثورة السورية ومن مآلات النظام السوري هو أنهم لا يريدون الفوضى أن تتحول هذه المساحة السورية إلى مساحة الفوضى ، لهذا هذا التقسيم هو دخول في الفوضى وهم ليسوا معه ، أما هل يعتقدون أنا أعتقد كيف بهم أن سوريا سوف تعود كما كانت ؟ أنا متأكد أن سوريا لن تعود كما كانت، وإن استطعنا أن نصل إلى سوريا فدرالية متوافقة بينها عقد اجتماعي ودستور ممكن أن يصل بنا إلى مستقبل أفضل هذا يكون نعمة عظيمة. أما عن التقسيم كأمر واقع فأنا غير مقتنع بذلك ، هو مآل مرغوب من الآخرين ، ولكن أضيف ما هو على الأرض ليس تقسيم لثلاث مناطق فقط ، ما أرادوه في الاستراتيجية الأمريكية عام 2015-2016واستراتيجيا أستانا هو توضيح الحدود بين المناطق ، بحيث يكون لكل منطقة راعي خارجي ،وقتئذ يجلسون على طاولة ويجرون اتفاق الانتقال السياسي أو اتفاق سياسي ، لكن الأمور تخرج من الأرض في كل منطقة هناك صراعات أخرى حتى بمناطق النظام هناك إيران ، والنظام في أطرافه وقد يكون في ذات نفسه في يد روسيا ، نحن حاليا ثلاث مناطق والمناطق الثلاث ليست موحدة ، فلا منطقة الشمال الشرقي هادئة هناك النظام وحارات النظام وأهالي المنطقة ، وبعيد عنه هناك القاعدة وبالتالي ليست بالمنطقة التي يمكن أن تقول عنها مستقرة بالمعنى السياسي والعسكري والاجتماعي ، ولا منطقة الشمال أيضا هناك مناطق درع الفرات غير مناطق عفرين غير مناطق شمال حلب وحماة وادلب وهناك جبهة النصرة كما تحدث أحدهم قبل قليل الجميع يدعمون السلاح وإن كان سوف يصل إلى جبهة النصرة.
ليست مقتنع أن قضية التقسيم محسومة، ولكنني مقتنع أننا لن نعود كما كنا سابقا أبدا.
هل هناك طموح لدى بعض الأتراك أن يأخذوا شمال سوريا؟ هذا الطموح موجود عند البعض وليس تركيا ككل، وهو موضوع يؤثر وهو مهم. كل المسألة المطلقة أن السوريين غائبون بالمطلق عن الساحة غير موجودين.
-
سؤال:
-
مساء الخير للجميع وللصديق أبو عروة، أنا سؤالي عن المنطقة بالعام ضمن المتغيرات الأخيرة التي حدثت من ضمنها التوتر الإيراني – الأمريكي، الحديث القديم – الجديد، هل حل الأزمة السورية مرتبط بشكل أو آخر بتغيرات المنطقة وبإيران في المنطقة وقصقصت أظافرها؟
السيد موفق:
هناك مقاربتين للموضوع ، أولا يقال هذا الطرف الفاني هو عامل حل أم عامل أزمة ، أي في تقسيم الأطراف ، وهناك مقاربة أخرى تقول أن هذه الأزمة بمثابة شركة فيها حاملي أسهم ، حاملي الأسهم السوريين حاليا ، في القضية السورية وللأسف عدد الأسهم التي يمسكها السوريون من 1400سهم قليل جدا ، إيران حاملة أسهم في الأزمة السورية على الأرض السورية هي إلى الآن عامل تأزيم عامل حرب ، القوى التي أرسلتها ليست حرس ثوري هي قوى ميلشيايه وهي قوى حرب وتأزيم ، باختصار أنا أرى أن كما قلت من المستحيل حل المسألة السورية من دون تقليم أظافر إيران بدون تخفيف عدد الأسهم في أيديها ، حين نضطر في النهاية أن يكون لها دور ووجود محدود قد يكون طبيعي أن نقبل بدور للإيرانيين ولكن مع درجة العدوانية في السلوك الإيراني على الأرض السورية موقفنا يجب أن يكون كالموقف من الإسرائيلي .
-
مداخلة
مساء الخير للجميع وشكرا للأستاذ موفق ، ود أن أعود للبداية ، بداية حديث الأستاذ موفق عن سوريا باعتبارها دولة فاشلة سواء أعلن هذا أم لم يعلن ، وكلنا نحس هذا الأمر ونلمسه على الأرض ، وهذا الفشل لا يأخذ فقط باتجاه السلطة القائمة إن كانت سلطة النظام أو باقي السلطات الأخرى ، لا الفشل هو أخذ مدى واسع إلى وجود فشل شعبي وسياسي واسع، ما أود قوله قد يكون وجهة نظر شخصية في الجانب السياسي ينبغي علينا جميعا أن نتواضع لنعيد انتاج حالة سياسية مختلفة عن الأشكال التي رأيناها سابقا، والتي كان فيها شكل من أشكال التضاد السياسي ، الإسلام السياسي من ناحية أشكاله المتعددة والتيارات الديمقراطية العلمانية التي لم يكن لها بعد شعبي واضح في هذا الاتجاه إذا أردنا أن نتحدث في هذا الاتجاه قد يكون بشقين الأول داخلي منوط بالقوى السياسية أو السورين بشكل عام، وأن نتواضع كوننا محسوبين على التيار الوطني الديمقراطي العلماني ، وبالتالي إعادة إنتاج حالة وطنية تحاكي المزاج الشعبي العام، حيث كان واضح أن السوريين لم يقبلوا بالتيارات الإسلامية الجهادية إلا بما فرض عليهم كأمر واقع، ولم يستطع التيار الديمقراطي الوصول إلى عقل وقلب الشعب السوري بحث تلتف الناس حولهم وطبعا لهذا أسباب متعددة منها شخصية منا ما هو متعلق بالحركات السياسية السابقة الأنماط الإيديولوجية التي كانت سائدة وبالتالي لم تكن تحاكي الجغرافيا السورية بل كانت دائما هي أي عملها السياسي خارج إطار العمل الوطني السوري ، يمكن أن تكون هذه القصة صعبة جدا إعادة انتاج حالة سياسية تحاكي المزاج الشعبي العام ، كتلة وطنية سورية، حالة وطنية سورية تبتعد نسبيا عن حالتي التضاد الموجودتين اليوم في الحالة السورية وهما الإسلام السياسي وما يمثل الإخوان المسلمين والأشكال الأخرى والتنظيمات الإرهابية التي ظهرت وعدم قبول الشارع السوري بتيار ديمقراطي علماني ومشاكل هذه الأوصاف ، وهذه الأفراد والمجموعات تتواضع في الجانب السياسي تخرج من الشخصنة الشديدة لإعادة إنتاج حالة سياسية مختلفة قد تحاكي الحالة السودانية بطريقة من الطرق ، كتجمع المهنين ، وقوى التغيير ، هذا الأمر بالتأكيد لا يحل الأزمة السورية وأنا أتفق معه في ذلك كثيرا ، ولكن على الرغم من سوداويتنا لابد من البحث بشكل آخر لوضع سوريا تحت وصاية أممية ، الحالة السورية غير قادر أي أحد من الأطراف الداخلية وفي تنازعات خارجية يمكن أن يخرج سوريا بأي شكل من الأشكال من هذه الحالة إلا إذا امتدت لها يد أممية او تجمع دول وأشرت لها أستاذ موقف للحلة الإيجابية للجانب الأوربي المتميز، ولايمكن أن عندها إمكانية نجاح إلا إذا كان لها امتداد داخلي سياسي صاحب مشروع وطني في هذا الاتجاه ولذلك بتصوري أن هذين الجانبين وبتصوري قد يكون الخارجي أصعب من الداخلي لذلك أتمنى أن يتم التفكير في إعادة إنتاج حالة وطنية سياسية سورية مختلفة عن الأخرى لها خطابها الوطني ، لها شخوصها المختلفة والوطنية ذات مصداقية حقيقية تبتعد عن الوجوه التي احترقت سياسية وبعضها يؤسف عليه مع البعد الخارجي لوضع سوريا تحت وصاية أممية .
**
السيد موفق : أنا أوافق على ما قاله ، ولكن أود تصحيح شيء أنا لم أقل سوريا أعلنت دولة فاشلة ، هي لم تعلن إلى الآن ولكنها حقيقة وصلت إلى مرحلة هي في الحضيض حيث أنها دولة كالكونغو الديمقراطية أي دولة تحكمها عصابات مسلحة بمجموعة اقتصادات حيث كل طرف يعمل اتفاقات خارجية وداخلية ، حيث الكونغو الديمقراطية تعتبر بالأبحاث دولة فاشلة جدا وهي في هذا السلم الذي تحدثنا عنه وضعها أفضل من سوريا ، وسوريا وضعها خطير وأنا أطن هذا الذي يدق ناقوس الخطر ، حيث بدأ يتم بعض الخطوات الجدية ، ومن هذه الخطوات هي الاجتماع الثلاثي في القدس بين الأمريكان والروس والإسرائيليين .
الدعوة للتواضع والبحث والوصول إلى كيانات وعمل سياسي منظم، أنا أعتقد هذا هو المهم وهو شيء يسبق أي خيار حاسم من نوع خيارات طلب الوصاية، قبل أن نستسهل خيار طلب الوصاية، فلا طلب الوصاية سوف ينفعنا ولا غيره إذا كنا من دون صوت أو وجود منظم.
-
سؤال:
من المستفيد من التقسيم؟ هل يقبل الأمريكان أن يكون لتركيا منطقة نفوذ نهائية؟
السيد موفق:
أنا قلت حتى الآن ، هو رأي مختلف عند بعض القوميين القدامى ، حيث كان يظن البعض أن إسرائيل لها مصلحة في التقسيم ، الإمبريالية الأمريكية لها مصلحة في التقسيم ، تركيا لها مصلحة في التقسيم إلخ ، أنا لا أظن إلى الآن أحدا له مصلحة في التقسيم إطلاقا، حتى إيران نسبيا ، علما أن إيران أكثر قوة غير سائلة وغير محدد رئيسي لسياستها لن ترى في التقسيم حالة نموذجية إلها تريد شيئا آخر ، لكن المشكلة الآن في السياسة الدولية والإقليمية أنها متشابكة ومتداخلة وإشكالية إلى حد أن هذا التقسيم وهذا التشتت والتفتت أكثر مما هو تقسيم يحدث وهم يتفرجون ، الروس يختبرون أسلحة، الأمريكان سعداء بتورط الروس أكثر ويراقبون مع الإسرائيليين مدى وصول الإيرانيين في داخل سوريا ، بشكل عام هذا هو رأي حول التقسيم .
-
سؤال:
ما مدى ارتباط حل القضية السورية بالقضية الفلسطينية والشرق الأوسط بالعموم؟
السيد موفق:
نحن كنا قديما نظن أن السلام بالقضية الفلسطينية سيساعد على أفضل لكل القضايا المحيطة ، أعتقد حاليا مازال هذا التقدير صحيح إلى الآن ولكن ليس له مقومات تتكون ولست مقتنع عن الحديث عن صفقة القرن سريع ، ربما له في المستقبل الأبعد جدوى وكل الأمور تحتاج إلى إبعاد أو تخفيض العنصر الإيراني ، الموضوع يحتاج إلى التهدئة ولاسيما في الشمال الشرقي لسوريا نفسها ، أنا أعتقد أن مصلحة السوريين لها علاقة بالسلام في فلسطين وإسرائيل ، وربما مصلحة الإسرائيليين وأعتقد أن مصلحة الإسرائيليين في تماسك سوريا وسلام خاص أيضا ، ولكن لا أعتقد أن الجميع يفكرون بنفس الطريقة .
-
سؤال:
أنا سؤالي بعيد عن الوضع السوري ولكن أعتقد أنه مرتبط ارتباط عضوي وبالكلام الذي تحدث به السيد أبو عروة حول التفكير خارج الصندوق وعن محاولة التفكير بطريقة أخرى للتعامل مع الوضع السوري، السؤال هو: كنتم من المتابعين والمعجبين الحثيثين للثورة السودانية وقواها المعارضة المتمثلة بقوى إعلان الحرية والتغيير، كيف تقيمون تلك التجربة أو الثورة حتى الآن؟ وما هو موقفكم من قواها المعارضة؟ وكيفية إدارة الصراع الثوري مع المجلس العسكري؟ ماهي برأيكم الدروس المستفادة من هذه الثورة وقيادتها المعارضة في السودان وملاحظتكم عليها؟
السيد موفق:
برأي أن هذا السؤال موضوع مستقل ، وقد كنت كتبت ثلاث مقالات حول هذا الموضوع السودان وكذلك عن الجزائر ، الحقيقة نحن تابعنا الوضع في السودان خصوصا أكثر من المتابعة للوضع في الجزائر ، والمتابعة للسودان كانت قليلا عضوية لأن لنا أصدقاء من جيلنا كانوا على الأرض وفي الاعتصامات والمعارضة وبعضهم من البارزين في الحياة الثقافية ، وكانت قد بدأت الثورة ، وتسمى ثورة وكانت أقرب للحراك أو الانتفاضة ثم تبلورت أكثر ، بشكل عام أكثر ما أود أن أتحدث عنه هو الدروس ، أكثر ما يميز الحالة السودانية إطلاقا هو التنظيم، لأن نحن افتقدناه ومازلنا نفتقده ، التنظيم بالمعنين الكمي والنوعي ، الكمي بمعنى وجود أعداد كبيرة منتسبة إلى هياكل تنظيمية وهناك علاقة تحالفية بينها وهو موجود ، هناك عشرات بل مئات ألوف السودانيين مشكلين في هذه التنظيمات التي تشكل قوى الحرية والتغيير والتي هي أربع تحالفات كبيرة وليست صغيرة. ونحن نتحدث عن التفكير خارج الصندوق ماهي القوى الفاعلة في الحراك السوداني؟ هي القوى المنظمة خارج الصندوق والتي كانت تفكر خارج الصندوق ، تجمع المهنيين السودانيين هو القوة الرئيسة التي قادت العمل الشعبي كله وهي قوى كانت تعمل ببساطة وكلهم طبقة وسطى وبعضهم طبقة وسطى رفيعة ، هم أناس مرتاحين وبالتالي من الطبيعي أن يكون لديهم طموحات سياسية وشخصية حتى ، ولكن لم تظهر أبدا ، هناك آلاف مؤلفة من المهنيين والصحفيين والكتاب والموظفين والزراعين إلخ ، يسمونها تجمعات مهنية عملوها خارج النقابات الأصلية وكلها توحدت في تجمع المهنيين السودانيين وفي شكل ديمقراطي كان لهم قيادة لا تظهر كثيرا وتطمح كثيرا ، ومنظمة بطريقة فعالة تذكرنا قليلا ببعض تنظيم بعض المظاهرات السورية سابقا أو فترة لمعانها فترة لجان التنسيق المحلية ولكن على الخفيف وليس كهؤلاء، تنظيم قوي وبجانبه ثلاثة تحالفات كبيرة لم يكن خارجهم إلا مجموعة حسن الترابي وهي قوة مذبذبة تتحالف يوما مع جماعة البشير ويوم آخر يقوم بحبسهم ، وهي قوة إسلامية وكانت متذبذبة أثناء الصراع لكنها لم تستطع أن تظهر وجود قوي جماهيري ، رغم أنهم حاولوا مساعدتها من خلال قوات الدعم السريع ، حاولوا دعمها لكي تظهر لكنها لم تقدر تعمل أي حركة .
النقطة الثانية :وهي هامة جدا في تاريخ السودانيين وهو حظهم السيئ في أنهم عاشوا تحت حكم إخواني ثلاثين سنة، حكم إخوان مسلمين متحالفين مع العسكر ، وهم عسكر ،جماعة حزب المؤتمر الوطني هم جزء الإخوان الذين ظلوا مع البشير الذي قبل بالعسكرة والأسلمة والسرقة في نفس الوقت والعنصرية والفاشية معا، لذلك عاشوا ثلاثين سنة تحت حكم إخوان من هذا النوع ، لذلك أهم شعار إطلاقا كان هو: لا للكيزان. الكوز هو الإخواني ، لذلك من الطبيعي أن يجلس حزب الترابي والذي يعتبر نفسه حزب معارض بعيدا، ولذلك من الضمانات الهامة للثورة السودانية أن الثورة قامت في وجه تحالف الإخوان والعسكر، صحيح أنهم كانوا ضد الإخوان أكثر مما ضد العسكر ، ولكن من كان يمسك بيد من حديد هم العسكر الأقل أخونة أو الإخواني بالسر ، هذا يعطي ضمان للحركة السودانية ويخلصهم ربما من احتمال مهم وهو ثورة مضادة غالبا اسلامية.. كانت دائما تفعل في المجتمع السوداني ما نسميها في سوريا بالأسلمة أو الأخونة.. في السودان هم منتهين منها، الثورة هي ضد الإخوان ضد العسكر ضد الفاشية والاستبداد . هذه الجمعة تحققت لهم بسبب طبيعة التاريخ السوداني وبسبب طبيعة القوى السودانية الموجودة.. هذين العاملين من أهم العوامل إطلاقا.
العامل الثالث هو النجاح في تصميم تجنب العنف على الرغم من أنه متاح لهم ، حيث أن هناك مع تحالف الحرية والتغيير قوى مسلحة ،لها نضال مسلح بينها وبين النظام… بعضهم من ذهب وفد من المعارضة ليتباحث معها في إثيوبيا.. هذه القوى موجودة على الأرض بما فيها قوى دارفور وقوى شرق السودان وقوى النيل الأبيض .. هناك قوى مسلحة.. لكنهم نجحوا في تحريم العنف إطلاقا على الرغم من أنهم قادرون على ذلك.. ولكنه أمر طبيعي عند العسكر والإخوان ليس من قوة إلا أن كانت عنيفة، لأنها إذا أصبحت عنيفة تكون مبررة أكثر ، في ليلة واحدة قتل أكثر من مئة انسان ولم يحملوا السلاحزز ولا يقدر المجلس العسكري أن يدعي أن هؤلاء قد قتلوا أحدا أو ضربوا أو فعلوا شيء .
النقطة الرابعة أنه هناك استراتيجية وتكتيك سليمين صحيحين صحيين جدا ويسيرون بهما على خيط مشدود. وكان منتظرمع محاولات لكثيرين أن يقطعوا هذا الخيط المشدود الذي هو كيف نتعامل؟ في أي لحظة نعمل تسوية؟ أي إلى أي حد نقبل التراجع.. وقبلوا أخيرا التراجع، ما حدث هو تراجع، إذا نجح هو انتصار، وإذا لم ينجح يقولون سنعود إلى الشارع، على الرغم من أن هنالك من يقول لهم من الصعب لن تعودوا مجددا إلى الشارع كما كنتم لكنهم استمروا مصممين وقالوا نظل منظمين نعمل استعدادات بشكل مستمر، هل كان ممكن لهم أن يستمروا بالرفض؟ برأي لا كان صعب جدا، كان صعب رفض الرأي الإفريقي والإثيوبي.
-
أسئلة ومداخلات:
-
مساء الخير، سؤالي هو: من خلال عرضك تحدثت عن التراجع لو كان المعارضة أو قوى الثورية في 2011- 2012لو أدركوا الموضوع حينها هل كان فينا أن ننقذ سوريا من الدمار الذي حصل؟
-
سؤالي الثاني من خلال لقاءات التي تمت هذا الشهر أقصد لقاءات جفري وقائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط والمسؤول عن ملف العسكر السوري، اجتمعوا مع المجلس المدني في دير الزور ليلى الحسن وغسان اليوسف واجتمعوا مع زعماء العشائر مدى صحة الخبر بالإضافة إذا كان لديك معلومات عن تفعيل قاعدة التنف ولقاء محمد الطلاع قائد جيش المغاوير في حقل العمر مع PYD؟
السيد موفق:
-
الحقيقة تكلمت كأحد الأسئلة، هل كان ممكن أن نتراجع أحيانا؟ وأشكرك لهذا الانتباه لهذا التساؤل، ما أفكر فيه هو شيئان ك الأول مباشر ليس تهدئة ربما تظهر كتهدئة (فرملة)، كان برأي الشخصي في لحظة معينة لو كنا قادرين أن نفرمل ونواجه نكبح شعار إسقاط النظام وهذا يحتاج البحث الكثير، برأي الشخصي لو أننا كنا أقوياء وعلينا الاستراتيجية المفيدة وكنت قد طرحته في الائتلاف في الدوائر الضيقة وحتى مع الأوروبيين والأمريكان، كيف نعمل تراجع يساعدنا على التقدم؟ كيف نتراجع تراجع يبين كأننا نتخلى عن أهداف لأنه في الحقيقة يمكن أن يوصلنا إلى الانتهاء من الاستبداد والنظام. لماذا اتحدث عن شعار إسقاط النظام بالتحديد؟ ربما يحتاج إلى وقت وله علاقة بإحساس الآخرين بأننا ندفع بسرعة باتجاه انهيار النظام غير المنتظم وهذا في رأي الجميع هو خطر وأقنع الروس الأمريكان أن هذا خطر كبير ربما ساعدهم على ذلك شعار إسقاط النظام والذي هو غير مطروح دوليا وليس في أدبيات ولا أي شيء ومن أين أتانا لا أعرف ذلك ربما كان موجودا في عقليتنا ربما من مصر حقيقة لا أعرف.
هل كنا سننقذ سوريا؟ ربما لو أننا كنا عملنا بعض هذه التراجعات ، أنا أعتقد أننا كنا سنساعد على تهدئة الأمور ، يعني أي تهدئة أو تراجع كانت ستساعدنا على أن نصل ونتواصل بين الخارج والداخل ما بين الأماكن المختلفة ما بين القوى المتعارضة ، ربما لاستطعنا أن نحسن هذه الصلات وهذا أكثر تأسيس لمستقبل أفضل ولو بدا شكله تراجع ، وهذا يجب أن نعرفه في التجارب ففي يوغسلافيا سابقة جدا معروف عندما تراجع جماعة كوسوفو عن هدفهم الاستراتيجي حققوه خلال ستة أشهر، هذا يحتاج حديث خاص ، وذلك أن الوفد الكوسوفي في الحوار والنقاش والمفاوضات كان لنا معه علاقات مستمرة في المفاوضات السابقة ، هذه تكتيكات واستراتيجيات من الضروري أن نستوعبها، لم نكن بسبب الحمى وهيمنة القوى الشعبوية والمتطرفة لم نكن قادرين على التفكير بطريقة استراتيجية ، من يفكر ونجح بها هم فقط الانتهازيون. .
-
بخصوص السؤال الثاني، اللقاء الأول الذي حصل بوجود وزير الدولة السعودي قريب من دير الزور كان فيه الهفل، وهذا اللقاء مضى عليه تقريبا شهر وأكثر ..كان متواجد حاجم البشير والهفل، الفكرتين اللتين قلتهما هم فكرة واحدة عن التنف والطلاع واللقاء في إطار واحد هو تنشيط وتفعيل قوات مغاوير الثورة هذا يجري الحديث عنه بقوة، لست متأكد من كل تفصيلاته وقد سمعته من مصادر قريبة، ربما يرتبط فيها لاحقا محاولات تنشيط وتسويق لرياض حجاب وشكرا.
سؤال: تشير أستاذ موفق إلى العمل المنظم ماهي الكيانات السورية الموجودة على الأرض والتي بالإمكان التعويل عليها؟ هل بالإمكان الانطلاق من مناطق الإدارة الذاتية – الكردية كحاضنة لمعارضة سورية وطنية؟
السيد موفق : شكرا جدا لهذا السؤال ، هذه الفكرة كانت تناقش بقوة وشكل دائم وموجودة وخاصة لدى من يشبهوننا ، قديما وأنا ادعي أن علاقتي بتيار مواطنة علاقة عضوية هذه الفكرة موجودة لديهم وتناقش في تيار مواطنة بشكل دائم وهي صحيحة لكن لها شروطها ، وهو ما قلت عنها سابقة ، لكي تتحقق يجب أن يكون مسبقا الوضع في مناطق الإدارة الذاتية مختلف عما هو الآن ، وهي نقاط للبحث والحوار وتطمح الإدارة الذاتية أكثر أن تأتي إليها قوى معارضة وتعمل لديها نقطة انطلاق، أو منصة ، وجاء بعضهم ولكنه خفيف ، السبب أن لا شيء جذري في موقف الإدارة ، إن أرادت الإدارة – وهو سهل – وأنا لدي قناعة أن القوى وليس فقط القوى التي مثلنا ولا مثل غيرنا.. حتى القوى العروبية للحسكة ودير الزور الذين دائما يشتمون وإلخ ، هم أيضا قابلين إلى أن يفاوضوا ويناقشوا لكنهم يريدون أن ينالوا شروط وظروف أخرى أفضل مما هو مطروح حاليا ، الظروف المطروحة حاليا رخيصة ، أي ليست غالية بما يكفي للاعتماد والاستناد إليها، من يستند إليها يضحي بأن يفقد صلاته بالأخرين وهم البحر المحيط للسوريين .
سؤال وإضافة، عطفا عن السؤال السابق بخصوص اللقاءات شرق الفرات جديدة حيث عقد الوفد الأمريكي لقاء غير معلن مع قيادات كردية في المنطقة، أتمنى حول عمليات نقل الصلاحيات الأمنية والعسكرية للمكون العربي بهدف إحداث توازن فعلي في قيادة قوات سوريا الديمقراطية وعودة البعثة التي كانت انسحبت من سوريا عقب قرار ترامب والعمل من جديد تحت اسم جديد برنامج ستار الذي يدعم الحوكمة الرشيدة لإجراء انتخابات في المنطقة في المنطقة كي تفرز قيادات محلية مقبولة من السكان لتدير شؤونها بنفسها.
-
السيد موفق: هذا الاتجاه كله اتجاه صحيح موجود، لم نتأكد من درجة جديته، موجود وبقوة، وأنا سمعته من الأمريكان أيضا ويبدو جديد، أنا أتحدث عن لقاء آخر حصل منذ ما يقارب شهر ونصف وكان موجود الشخصيات نفسها التي ذكرها ابن البشير وابن الهفل، وإن كان هناك لقاء آخر جديد فهو استمرار للقاء الذي بدأ مع الوفد السعودي وهو معبر جدا عما هو قادم، لكن نحتاج للتأكد أكثر من ذلك.
مداخلة:
للمرة الثانية خلال شهر تشهد القاعدة الأمريكية في حقل العمر جيفري والبارك والجنرال بلاك لقاءات مع مجلس دير الزورو المحلي ليلى الحسن وغسان اليوسف، اجتماع ثاني مع قبائل عربية البشير ممثلا عن قبيلة البكارة والهفل ممثلا عن قبيلة العكيدات.
مداخلة:
أنا أعتقد أنه من الصعب أن يعمل المرء مداخلة مفيدة، لذلك سوف مثل أعمل إضاءات سريعة على، السؤال الصائب نصف الجواب، وأنت سألت أسئلة صائبة بحق، لكن المطلوب بعد كل هذا الكلام، هل كان بالإمكان؟ هل كان هناك؟ وهو مهم ولكن من الجيد أن يكون الحديث بالإمكان، وليس بالواجب طالما الحديث عن الماضي وليس عن المستقبل، حيث أصبح الماضي مكشوف كصفحة بيضاء أمامنا أو سوداء إن شئت، ولكن لو كان السؤال هل يمكن؟ لكان هذا في بطن المستقبل، ولكن هل كان بالإمكان ينبغي أن عدد كبير من الأسئلة التي سئلت كان على ما يبدو متوقع من قبلك أن تجيب عليها، ولكنني أعتقد أن الإجابة على الأسئلة التي طرحتها والتي هي صائبة، يحتاج إلى كتاب وليس ندوة بل عشر ندوات على الأقل.
يسرني أن يكون هناك نقد بهذه الراديكالية، ولكن لدي الملاحظات التالية:
-
فيما يتعلق بالوضع بعد أن جحدت وجود ثورة لأسباب كثيرة ولا أود الدخول في النقاش حول هذا صحيح أم لا ، وإن امكن تسميته حرب أهلية أو غير ذلك ، أو وضع ذلك إلخ، لا بك بساطة التاريخ شاهد أنواع من الحرب الأهلية ، وعادة عندما نقول حرب أهلية نظن أنها حرب سياسية على برامج سياسية متعارضة متصارعة، وكأنه غير ذلك لاوجود لحرب أهلية والجميع يعرف أن الحروب في القرن السادس عشر استمرت خمسين عاما بين الأرثوذكس والكاثوليك وهي حرب دينية أهلية ذهب ضحيتها 5 ملايين انسان لم ينكر أحد أنها حرب دينية، كذلك الحرب الدينية في ألمانيا كل الحروب الدينية في أوربا في القرن السادس عشر من الناحية الرئيسة هي حروب دينية، لذلك ليس مشكلة أن تقول في سوريا هي حرب طائفية يعني حرب أهلية، وأت قلت أنها ليست حرب بين العلويين والسنة ، إذا هناك شيء في سوريا ممكن أن يكون شيء آخر ، سنحاول أن نفهم ما هو. من أنواع الحرب الأهلية الحرب القومية ك البلقان كما قلت أنت وقد اعتدّيت فيها كثيرا، وأنت محق وأتفق معك البلقان تجربة رائدة، الحرب قومية كذلك في رواندا بين التوتسي والهوتو كذلك هي حرب أهلية وليست حرب سياسية بالمعني البرامجي، وقد تكون الحرب الأهلية على أسس طبقية كما حدث في روسيا بين 1918-1923 واسمها حرب أهلية وعلى قاعدة برنامج سياسي طبقي، عمالي بلشفي.
الوضع في سوريا هو حرب أهلية طائفية سياسية مركبة ، فيها من كل هذه العناصر معا ، وبرأي أن العنصر الأساس فيه هو العنصر الذي هربت منه ، هو حرب علوية سنية من الناحية الرئيسة، لأن كل الدمار 90-98 بالمئة منه أصاب العرب السنة ، حتى الكرد السنة من أتى صوبهم هم داعش وليس النظام ، حتى في سوريا على الرغم من عدم وجود حرب عربية – كردية ، إلا هناك حرب سياسية حقيقية ولو كان الائتلاف أو الهيئة العليا للمفاوضات لديهم أو المعارضة السورية العسكرية المسلحة إمكانية لأن تصل إلى شرق الفرات لأكلت الكرد بلا ملح ، إذا الحرب موجودة لكنها مكبوحة بفعل الوجود الأمريكي ولولا هذا الوجود لرأيت حربا عربية إسلامية – كردية أسوأ بكثير من التي شهدناها حتى اللحظة ، إذا الوضع في سوريا يمكن وصفه على هذه الأسس .
النقطة الثانية التي أريد قولها وهي أنت قلت وهو مهم برأي ، قد يكون من وجهة نظر تيار مواطنة من بدايات تشكله في نيسان 2011وحديثه عن الانقسام العمودي أنت قلت أن المسألتين الأساس في سوريا هما المسألة الكردية والمسألة الطائفية وتحدثت إلى حد جيد عن القضية الكردية ، ولكن العنصر الثاني أغفلته الذي هو الموضوع الطائفي أخشى أن يكون الحديث عن التراجع والمتعلق بمسألة إسقاط السلطة أن يكون على قاعدة الخوف الهائل من البعد الطائفي وبالتالي ، كان ممكن لو تراجعنا عن شعار إسقاط النظام كان الانقسام العمودي في المجتمع السوري بين الطائفة العلوية والآخرين أو الأقليات التي تدعمها كان من الممكن أن يتراجع قليلا وربما لم تفصح ، ولدي انطباع داخلي أنك ربما أردت أن تصل إلى ذلك، وفي هذه الحالة لا أعتقد أنك على خطأ مطلقا. ومع ذلك سأقول ما يلي:
لا إذا تراجعنا عن شعار إسقاط النظام ولا إذا لم يتراجعوا ، 1ولا إذا أجبت عن أسئلتك هذه الثلاثين هل كان بالإمكان ولو أن المعارضة صلحت أخطاءها ولو أنها كانت ملائكية ومستقلة تماما وبشجاعة الأسد وبقوة الثور وبتضحية الأمهات ، وحتى كل ذلك ، بعد أن ذهب الوضع في سوريا إلى السلاح حكما سوف يذهب إلى الأسلمة وهذا حصل ، ولم يعد هناك داعي لإضاعة الوقت في ذلك ، وهل كان يمكن قطع الطريق على الأسلمة والخ ، بفعل معارضة ، أنا برأي أن الانقسام العمودي في المجتمع السوري هو أمر طبيعي ولو كانت المعارضة كما قلت لك ، هذا طريق لا بد أن يكون ، وذلك أن الوضع في سوريا طائفي منذ عام 1963وكل فعل تم في سوريا ، الجزء الرئيس فيه كان طائفي من جامع السلطان 1964للمسلسل 79 19ل 86 19لما بدأ بعد عام 2011م على الرغم من أك تحدثت عن الثمانين وعن المعارضة التي أنا كنت جزء منها وأنت كذلك مع ذلك كان جوهر المعارضة إسلامي وكان الحديث عن النصيرية والعلوية ، كما يحدث الآن في اللاذقية ، انا أعتقد ان المعارضة ، اليوم سهل الإجابة على الأسئلة التي سألتها، ولكنك أنت نفسك أجبت حين قلت أن الناس انجرفوا وأننا لو كنا في إدلب على الرغم من مرور ثمان سنوات وبضعة شهور على الانجراف الذي تخطئه وأنت محق : تقول لو أن الناس كانوا في كفرنبل كانوا سينجرفون مع التيار ويعتبرون أن هذه المنطقة محررة
وكل ما تقوله المعارضة اليوم تتحدث عن الفصائل الثورية اليوم في إدلب على الرغم من هذه السنوات الثمان والنصف لاتزال المعارضة تعتبر حملة السلاح الإسلاميين المتطرفين في إدلب هم الثورة، وهم فصائل ثورية مسلحة مثل العادة إذا الوضع في سوريا أقسى وأفظع بكثير، حتى لو كانت المعارضة على صواب، وقد قلت الصفات الأربعة الأساسية لكي تعارضه، كان ينبغي أن تفعل ذلك حتى لو لم يترتب على فعلها أي نتيجة عملية لأن هذا مطلوب كصدق مع الذات مع العام مع الشرف والضرورة السياسية والأخلاقية والضرورة الاستراتيجية.
السيد موفق: ليس لدي ما أرد به ويحتاج لوقت، ولكن فيما يخص ملاحظة طرح التراجع، هي مجرد احتمالات كنت أطرحها جامدة.. أحد أجوبتها المحتملة ما قيل قبل قليل، طرح التراجع عن شعار إسقاط النظام كان مصدره الخوف من المسألة الطائفية… أنا أتحدث سياسة بحتة وليس إطلاقا حول المسألة الطائفية.
-
سؤال
خلال 96 ساعة الفائتة تمت تجميد أو توقيف أو إحالة للتقاعد ضباط كبار كدينامية للنظام منهم مملوك وديب زيتون وغيرهم من الشخصيات الكبيرة بالنسبة للنظام، وهم من قمعوا الثورة ونكلوا بالشعب أبشع تنكيل، هل من الممكن أن يساعد هذا البلد على الخلاص من الذي فيه، أو أي شيء يحاكم هؤلاء المجرمين؟
السيد موفق: باختصار شديد، لا، أي شيء من هذا النوع لا يساعد البلد على الخلاص من الذي هي فيه إطلاقا، هذا له علاقة بالصراعات في قلب النظام وما زلنا محكومين أن هذه الصراعات بقوانين الدم والعنف فيها سوف تستتبع المزيد من الإغراق أكثر، هذا لا يعنينا، يعنينا سياسيا إذا حللناه من خلال المعلومات ودرجة ما لدى النظام من خلخلة وصراعات، وأنا حقيقة لم أسمع بهذا الخبر.
-
مداخلة:
-
مساء الخير للجميع، مساء الخير أستاذ موفق:
أنا أعتقد أن الفكرة الجوهرية بالنسبة لي في الحديث هو التفكير خارج الصندوق، لما جوهرية؟ لأنها تجترح بعض الحلول التي قد تكون مخرج وقد تفشل كون سوريا أصبحت بؤرة للصراعات الإقليمية بشكل أساسي والتنازع الدولي، أي سياسة صحيحة ولو حققت الشروط الأربعة التي ذكرت في المداخلة السابقة، أعتقد أنه قد لا يكون لها حظ وافر من النجاح ولكن لا يكون قد سجل أو قوة أو فصيل بشكل عام نقطة سوداء في سلوكه السياسي.
أنا أعتقد أن الموضوع يحكم العمل السياسي الذي هو التفكير خارج الصندوق وذلك لأنه في الحالة السورية المعقدة الأساليب البسيطة للسياسة الأساليب التقليدية يبدو أنها كانت عاجزة ، أرجو أن تسمح لي أنا أعتبر جدا هذه النقطة في التفكير السياسي سلبية جدا لأي شخص وخاصة لحضرتك كونك الآن تنظر وتكتب شيء مهم جدا برأي ، ولاسيما المواد الأخيرة التي نشرتها ، وهي دلالة على أنك في توجه للتفكير بطريقة علمية عالية دون تجريبية ، باعتقادي أن مقتل السياسية السورية هو التجريبية تاريخيا ، لا أريد أن أتطلع إلى الماضي كي أفكر إلى خارج الصندوق وليست لدي الرغبة في التطلع إلى الماضي ب لو لو ، أنا ضد ال لو ، أنا مع الرؤية للأمام ، أنا أدرك أنه ينبغي أن اراجع ، عملت مراجعة ينبغي ألا تستغرقني فهي كي أنطلق وأعرف أخطائي السابقة وأنطلق للمستقبل ، هذه هي أحد أهم أسس باعتقادي وهي ليست مدرسة حزبية كي أقول هكذا تقول مواطنة أو غيرها هي كل فرد منا له منطقه بخصوص القضايا ، لو الماضي معيقة جدا للانطلاق هذا أولا ، ثانيا في مسألة غير التجريبية مسيئة جدا للمنطق السياسي وهي الشعبوية وأنت أيضا انتقدتها بحدة وأنا معك ، ولكن بالمراجعة دعونا نرى كم كنا شعبويّن في لحظات كثيرة ، لأن الشعبوية هي بنت العاطفة وليست ابنة العقل الصارم الأمر المهم جدا في التفكير خارج الصندوق .
النقطة الثالثة وهو الخوف ابن الشعبوية ، فمتى أخاف أنا كسياسي حين أخاف معارضة المنطق السائد والذي يقضي تماما على قدرتي على الحرية وأن أكون حر تماما ، هذه الثلاث نقاط المهمة دعنا صديقي نراهم من خلال تجربتنا السابقة وكنت أتمنى لو أن لدينا مزيد من الوقت لمناقشتها وهي من أساسيات الحوار كان من المفترض أن تكون حسب اعتقادي وهي ما يؤسس للقادم ، فما الذي يفترض للقادم ينبغي أن المستند أو المطلق الخاص بهم مبني بشكل صارم على نقد الماضي والتفكير بحرية بلا شعبوية بلا تجريب ، أي لا ينبغي أن نتحالف هنا ونجرب هنا ، أعتقد أن هناك مسطرة أساسية هي التي يجب أن تكون مرشدة لأي عمل سياسي وباعتقادي أنك تمتلكها .
سؤالي: هل يمكن فعلا لسياسي مثلنا أو السياسيين من أمثالنا أن يفكروا خارج الصندوق؟
السيد موفق: الحديث كله مفيد، بالنسبة للسؤال الأخير، أولا أنا لا أدعو إلى التفكير خارج الصندوق فقط، أنا أدعو جدا إلى التنظيم خارج الصندوق أيضا.. هي مسألة مهمة ولم يحدث فيها تفكير كوننا أهل تفكير أكثر مما نحن اهل تنظيم وأنا أدعو للتنظيم، أنا أركز على التنظيم لذلك أدعو للتنظيم خارج الصندوق.
أما عن المسألة الأخيرة هل يمكن لمن هو مثلنا أن يفكر خارج الصندوق جوابي هو صعب جدا، وأنطلق من تجربتي الشخصية أنا صعب لدي أن أفكر خارج الصندوق، أحاول ولم أنجح حتى الآن في الاختراق الحقيقي ولكن أود ذلك بقوة، وأعتقد أن من سينقذ روحي اختراق التفكير خارج الصندوق ولو باصبعين.
مداخلة أخيرة، لقد بدأت حديثك عن التنظيم وختمته بذلك التنظيم في جوهره مسألة سياسية إن كنت تتفق معي، أيضا فيما يتعلق بمقالاتك التي تابعتها هي بشكل أو آخر ما العمل، ما العمل الممكن في ظل الواقع السوري المركب والمعقد، وقد أجبت عنها بشكل فردي في مقالاتك، وكأنك تقول بداية أن العمل هو القيام بمراجعة نقدية واسعة لمرحلة موضوعات كبيرة عميقة ومتفرقة وأنا أتفق معك، ولكن في مقالاتك أن تضع ما الذي يمكن عمله سياسيا وميدانيا وتنظيما.
في النهاية شكرا لجميع الحضور