إن روسيا لا تنوي إجراء أي ضغط على النظام السوري حيال اللجنة الدستورية، مستبعداً نجاح العملية الجارية في جنيف، لافتاً إلى أن ما يسعى إليه الروس الآن هو تحييد الدور الأمريكي وجذب الكرد إلى مصالحة مع النظام ببعض التنازلات لحزب الاتحاد الديمقراطي، والسعي إلى فك الارتباط بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة الأميركية.
هل تتوقعون شيئاً من اللجنة الدستورية المشكلة لوضع الدستور السوري، خاصة أن هناك انتقادات من جهات دولية لوفد النظام بعرقلة عمل اللجنة، وكيف تقرؤون كل ذلك؟
«بعد سيطرة روسيا على دفة توجيه الحل “السياسي” في سوريا، انتهجت سياسة المماطلة، وليس في نيتها إجراء أي ضغط على السلطة تجاه اللجنة الدستورية، والسبب بات معروفاً».
«من هنا لن نجد أي تقدم في العملية السياسية طالما أن الروس وهم أصحاب المشروع الأساسي في إنشاء اللجنة الدستورية في سوتشي وقبله في مسار أستانة؛ لم يقرروا التخلي عن الأسد شخصياً؛ وواضح أنهم لن يتخلوا عنه- على الأقل في المدى المنظور- ولا عن نظامه، كما لن يتنازلوا عن الوضع الملائم الذي وصلوا إليه، خاصة بعد الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من الجزيرة السورية».
«والسؤال الراهن الآن، حول متابعة هذه المفاوضات والالتزام بمخرجاتها أم الانسحاب والاستقالة من مسار اللجنة الدستورية؟.. لم تعد المعارضة السورية الرسمية تمتلك أوراقاً للتفاوض أكثر من قرارات الأمم المتحدة كبيان جنيف الأول والقرار 2254، لذلك يجب أن تتمسك بهذه القرارات، وأن لا تسمح للروس بأخذ المفاوضات إلى سوتشي أو دمشق لأنها ستخسر- أي المعارضة- آخر أوراقها المتعلقة بالدعم الدولي للعملية السياسية».
«من هنا لا أتوقع للعملية الجارية في جنيف الآن أي نجاح، وستواصل السلطة السورية أسلوبها في المطمطة وتمييع المفاوضات، وقد أثبتوا إصرارهم على عدم الالتزام بأي مفاوضات جدية كما ورد في خطاب رأس السلطة الذي يتبرأ من وفد المفاوضات السلطوي».
«من نافل القول أن الروس لن يضغطوا جدياً على السلطة لأنهم مدركون لطبيعتها، كما أنهم موافقون على أن هذه العملية السياسية يجب أن لا تحدث في مستقبل سوريا أكثر من تغييرات شكلية يوافق عليها النظام القائم، وجلّ ما يسعى له الروس الآن هو تحييد الدور الأمريكي وجذب الكرد إلى مصالحة مع النظام ببعض التنازلات لحزب الاتحاد الديمقراطي، وسيحاولون كل ما بوسعهم لفك الارتباط بين قسد والأمريكان. يبقى أن المعارضة قد شاركت في هذه الجولة، وأتمناها أن لا تشارك في الجولة القادمة، وإذا اضطرت أن تشارك يجب أن لا تعود إلا بضمانات دولية، وفقط من أجل أن تقول للعالم أننا كمعارضة مشاركون، وأن تكون جاهزة للانسحاب من المفاوضات إذا خرجت عن سياقها المرسوم من قبل السيد بيدرسون وفريقه الأممي».
برهان ناصيف – أداربريس
08-12-2019