أي الديموقراطيين يمكنه التغلب على ”دونالد ترامب”؟
كتب مايكل بيرسون 2 شباط ، 2020 بصحيفة Volkskrant الهولندية
السيرك الانتخابي الأمريكي يبدأ فعلاً الاثنين ٣-٢-٢٠٢٠. في ولاية ايوا Iowa، حيث يجري التصويت الأول على ولاية المرشحين الديمقراطيين، والتي ستجري لخلافة ترامب في نوفمبر.
من هم المتنافسون؟
يجتمع المرشحون الديمقراطيون للرئاسة الأمريكية على أمرٍ واحد يتلخص بهزيمة دونالد ترامب في الجولة التالية.
ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟
إذ يختلف الديمقراطيون اختلافًا كبيرًا فيما بينهم، كما يظهر من خلال استعراض المرشحين المحتملين للرئاسة. في الفترة التي تسبق الانتخابات التمهيدية الأولى الاثنين ٣-٢-٢٠٢٠ في ولاية أيوا، حيث أمست الانتخابات أكثر المواضيع أهمية.
تلعب الأجندة السياسية والشخصية وأموال الحملة وتنظيمها و شعبية المرشح واستطلاعات الرأي والقوة والضعف دورًا كبيرًا في تقييم المؤهلات وأسباب الاختيار. حيث لا يأخذ الناخب تقييمه الخاص في الاعتبار فحسب، بل يأخذ بعين الاعتبار تقييم الآخرين أيضًا.
جو بايدن (77 عاماً)
الرجل الذي يتصدر القائمة الديمقراطية ويمثل الشخص القوي حالياً. فهو يرى نفسه قبطانًا منقذاً على ظهر السفينة في هذه العاصفة، وجاهز لتولي القيادة على الفور. “فهذا ليس وقت لمتدرب في البيت الابيض.” لذلك يحظى بايدن بشعبية بين كبار السن الأمريكين والسود أيضاً.
لكن خياراته ذات حدين. حيث كان قد اختار الحرب والتجارة الحرة والعقوبة الشديدة على الأميركيين السود. وما يفخر به هو بالضبط ما يلومه عليه الآخرون. انه تعاونه مع الجمهوريين، خلال سنوات عمله مع أوباما. حيث أخذ عليه حينها الكذب قليلاً، والقرصنة قليلاً، ولكن الآن بدأت سنوات الجد.
تعود جذور بايدن الى منطقة التعدين حول سكرانتون Scranton، بنسلفانيا، منطلقاً بين العمال الذين ذهبوا إلى اختيار ترامب في عام 2016 ومازال يراهن على استعادة أصواتهم. حيث يقدم نفسه قادماً من عائلة متواضعة. ولكن لم يعد هناك عائلة متواضعةفاستثمارات ابنه هنتر Hunter ذاع سيطها في الصين وأوكرانيا. لقد فشلت محاولات التستر وتخطي تلاعب بايدن في هذا الامر في أوكرانيا ، بالرغم من النجاح الذي حصده في اثارة تلك الضجة.
بايدن يمثل الشريان العتيق للحزب باعتباره استمرارًا للماضي. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما إذا كان ذلك سيرفع معدلات الثقة به أو يخفضها.
بيرني ساندرز (78 عاماً)
لديه تاريخ طويل في السياسة الأمريكية كمنافسه ”بايدن“ ، لكنه كان بعيداً عن السلطة. وثابر على الوعظ بالثورة التقدمية. مما جعله مستقطباً من الجيل الأصغر، ولكن يبقى السؤال: لمن ستؤول الكلمة الفصل هل لجيل الشباب ام للكهول؟
باعتباره شعبيًا حقيقيًا، يعتقد ساندرز أنه قادر على تحقيق اختراق في كشف وعود ترامب الشعبوية الزائفة حيث قال “إنه كان مختلفًا عن الجمهوريين، فهو أحد أعمدة الطبقة العاملة – ومنع صدور قانون يمنح ٨٢٪ من العائدات الضريبية للأثرياء الذين يشكلون١٪. ” مع هذا يأمل ساندرز استعادة أصوات شمال شرق البلاد، التي فُقدت منذ عهد كلينتون.
ساندرز الذي يتعاطف باستمرار مع الأنظمة اليسارية المتشددة في أمريكا اللاتينية يشكل مثار قلق للعديد من الجمهوريين المعتدلين، الذين يمكن كسب أصواتهم لصالح مرشح ديموقراطي ما. اذ حدث ذلك عندما استحوذ الديمقراطيون على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي في عام 2018.
إن تكرار ما حصل بانتخابات 2016 أمر ممكن دومًا، حيث يمكن لترامب أيضًا استثمار خسارة ساندرز المحتملة لزيادة فرصه. عندما كسب ترامب بالنهاية أصوات ناخبي ساندرز الشباب الناقمين على المؤسسة الديمقراطية عموماً وهيلاري كلينتون خصوصاً.
لهذا السبب، يقوم ترامب الآن بتسخين النار. فأشار الاحد إلى تعديل قواعد النقاش مع الديمقراطيين لصالح ”مايكل بلومبرج“: “الحزب الديمقراطي يتلاعب مرة أخرى في الانتخابات ضد بيرني (…).حيث يتعاطى معه مرة أخرى بنفس الاسلوب، كما كان الحال في عام 2016. “
إليزابيث وارين (70 عاماً)
انها المرأة المدججة بالخطط والتقدمية مثل ساندرز تقريباً، ولكن خططها أكثر تفصيلاً. فشلت بعض الشيء في استطلاعات الرأي. ولكنها قد تشكل مفاجأة في ولاية ايوا إذا لم يحدث أي مستجد. من أهم نقاط قوتها أن إخوتها من الجمهوريين. حيث تضعهم دائمًا في أتون حملتها لتبدو انها تستخدام الجمهوريين في خطتها في مواجهة ترامب. وهي نفسها كانت جمهوريّة لوقت طويل، وغيّرت انتمائها عندما اكتشفت خلال التحقيق الذي أجرته مع الأمريكيين المفلسين أن كارثة مالية حلّت في ”وول ستريت“ .
كان خطؤها الأول هو اصرارها على اجراء التحريات بجامعة هارفارد وفحص حمضها النووي الذي أرادت أن تثبت فيها أن أسلافها من السكان الأصليين ويردون الى شيروكي. ولكن لم يتم تأكيد هذا، ومع ذلك رأت وارين قرائن ضعيفة كدليل على ادعائها بالدم الهندي، من بين أشياء أخرى. قال ترامب متندراً إنه يتطلع إلى المنافسة ضد “بوكاهونتاس”.
الخطأ الثاني كان رفضها لساندرز، بعد نقاش مختلط حول فرصها كمرشحة رئاسية. وفقًا للمعجبين السابقين، حيث قدمت ”وارين“ نفسها في دور الضحية النسوية.
بيت بوتيجيج (37عاماً)
التكنوقراطي المثالي الذي يرى كلاً من بايدن وساندرز ممثلين للنظام القديم. حيث يقول “أريد أن أترك سياسة الماضي في الماضي”. انه يكتسح في معظم القاعات بولاية ايوا، بعد ساندرز.
كعمدة ناجح لبلدة ”ساوث بيند“ الطلابية في ولاية إنديانا حيث يعتبر هذا المنصب بمثابة الخطوة المثالية في الطريق الى البيت الأبيض. حيث قام بتحسين نظام الصرف الصحي، لكنه كان قد أهمل المجتمع الأسود. ومازال يحتفظ بالعديد من أصوات المحاربين القدامى لأنه خدم في أفغانستان.
إنه أفضل رئيس قياساً بجميع المرشحين.
قبل 12 عامًا، تجول في ولاية أيوا ليطرق أبواب باراك أوباما. متحدثاً عن الأمل، حول “الخيال الأخلاقي” وحول التداخل الكبير بين الأميركيين المنحدرين من خلفيات مختلفة.
لا تزال مثليته الجنسية تكلفه جزءاً من الأصوات الأمريكية المتوقعة في عام 2020.
يعد بويتجيج المشاكس الأكبر من بين المرشحين في مواجهة ترامب، في استطلاعات الرأي.
ايمي كلوبشر (59 عاماً)
شخصية تحمل الكثير من عناصر المفاجاة وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا وهي تستخدم الجغرافيا في حملتها الانتخابية متحدثة عن دور الغرب الأوسط -ذي الأثر العظيم على الانتخابات في الولايات المتحدة-. إذ قالت يوم السبت “هذه ليست منطقة تحليق بالنسبة لي”. “أنا حفيدة عامل منجم وأعيش هناك، حيث الناس الذين يعملون, هناك أصدقائي وجيراني “.
تحب أن تلعبها جيداً في المناطق التي فاز بها ترامب، فتسجل فوزاً على خصمها الجمهوري. لكنها تتميز ايضاً بنهجها العملي الذي يتجاوز حزبيتها. وتتمتع بالعمل مع الجمهوريين، على سبيل المثال تعاونت على قانون لتخفيض أسعار الأدوية، دون أن تلام على ذلك من الجزء التقدمي من حزبها. سماها ترامب بـ “رجل الثلج” بعد أن تحدثت عن تغير المناخ في عاصفة ثلجية أمام الكاميرات. وهي فخورة بذلك. والتحدي الكبير في ولاية أيوا هو ما إذا كانت ستصل إلى العتبة الانتخابية ١٥٪.
في حال لم تتمكن من تحقيق ذلك، بإمكان ناخبيها التأثير بشكل فعّال يوم الاثنين بالوقوف خلف مرشح آخر في الجولة الثانية.
مايكل بلومبرج (77 عاماً)
رجل يأمل في شراء الانتخابات بالمال ويعد المهرج الاول هذا العام. متجاهلاً الولايات الأربع الأولى التي تقام فيها الانتخابات التمهيدية.
لقد وظّف بلومبرج عشرات الملايين من الدولارات في مواقع الحملات الانتخابية في بقية البلاد. لليوم الكبير الثلاثاء (3 مارس) ، حيث يتم صرف ٤٠٪ من الناخبين المزعومين.
وقد يصبح بلومبرج مرشحاُ هاماً في حال أصاب الديمقراطيين التردد بسبب ضعف أداء بايدن وراحوا مثلا ً الى بديل معتدل، .
كان بلومبرج محط كراهية ترامب خلال سنوات. حيث قال العمدة السابق في المؤتمر الديموقراطي في عام 2016: “أنا من نيويورك وأعرف من أين تؤكل الكتف”. يعيّره ترامب بـ “ميني مايك” بسبب طوله. واتهم ترامب في نهاية هذا الأسبوع باللعب تحت قبعة واحدة مع المطبات الحزبية للديمقراطيين.
ومن نقاط ضعفه: أنه منع المراسلين في مكتبه الصحفي التحقيق في مسألة المرشحين الديمقراطيين للرئاسة.
الترجمة للعربية – وسيم حسان