المشروع المعلن لقسد، والذي لم يعد مشروع قسد وحدها بعد الاتفاق الكردي – الكردي فيما بينها وبين الأحزاب الاقليمية في الجزيرة السورية أضف إليهم مجموعة طراطير شيوخ العشائر .. هو مشروع لا وطني ولا دستوري ولا حتى أخلاقي .
مشروعٌ جوبه بالرفض من كل القوى والشخصيات الوطنية من شتى الانتماءات في سوريا، لكن ردة الفعل التي شهدناها منذ أيام والتي تفيد بالإعلان عن : (التحالف العربي في الجزيرة السورية) ، كجسد سياسي مضاد لتحالف الأحزاب الكردية في الجزيرة .. لهي سقطةٌ وطنية وأخلاقية وثورية لا تقل في سلبيتها عن سقطة الاحزاب الكردية .
( مثل ما هما يسون تحالف الهم ، زاد احنا نريد نسوي تحالف لجماعتنا، ومابي حدا أحسن من حدا يا ابن أخوي ! )
نقلها لي على لسان آباء الفكرة الأولى للتحالف أحد الرفاق الثقات ممن حضر الاجتماع الذي تمخض عن الإعلان عن مشروع التحالف العربي في الجزيرة السورية .
المحزن أن مصير قطعة من الوطن يحاك وفقاً لاستراتيجية ( مشمشكم مو أحسن من مشمشنا) !
في ما يشبه سباقاً في التعصب والجهالة والشوفينية وضيق الأفق متماهياً وروح الجاهلية التي جسدها عمرو ابن كلثوم في قوله :
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
إن قبول هكذا صيغة قومية شوفينية عرقية عربية في الجزيرة السورية بحجة أن الأكراد هم من أبتدأ بالضرب تحت الحزام… ينتج عنه ما يلي :
1- شرعنة مشروع قسد ومن لف لفيفها اذ يعمل من يزعم ادانتهم بنفس السوية والمذهب.
2- تحييد القوى والشخصيات الكردية، الآشورية، التركمانية، والعربية التي لا ترى في البعد القومي والعرقي مشروعاً لها عن الساحة.
3- احتمال رواج نموذج فئوي آخر في الجزيرة، مما يزيد المشهد غوغائية وفوضى، ولربما في باقي المحافظات السورية … تكتل آشوري ، تكتل سرياني، تكتل سني، تكتل صوفي رفاعي نقشبندي ، تكتل شيعي ، تكتل اسماعيلي ، تكتل درزي ، تكتل شاوي ، تكتل جوات السور ، تكتل برات السور ، تكتل فوق / تحت السور …. وتطول قائمة الاسفاف إلى ما لا نهاية.
4- اتاحة الفرصة أمام تركيا للتغلغل أكثر في الاراضي السورية ولربما احتلال المنطقة الشرقية بأكملها … فنخرج من عباءة قسد بنت تنظيم البا كاكا الكردي التركي … لندخل تحت مزراب تركيا وتشكيلات مرتزقة تابعة لها … الوضع المخزي القائم في الشمال السوري لهو نموذج حي لهكذا سناريو .
5- لن ينتج هذا التحالف أو يحقق أي نتيجة ملموسة أو يصنع فارقا على الأرض لافتقاده الكثير من الامكانيات والمقومات التي قد تمكنه من جني أي مكسب.
فالمحل إذا ؟ في رأسي الكثير من الأفكار … مثلا :
1- مشروع تكتل حركي وطني خالص وشامل لكل أبناء الجزيرة السورية .
2- التواصل مع حكومة كردستان العراق في أربيل والتي يعلم القاصي والداني بعدم وفاقها مع قسد للضغط لسحب الاحزاب الكردية من اتفاقها مع قسد.
3- التفاوض مع الجميع بما فيهم قسد دون وضع شروط مسبقة، وطرح مشروع إدارة ذاتية مشتركة للجزيرة السورية يشكلها برلمان محلي منتخب من الأهالي يعكس خيارات أهل الجزيرة الحقيقية في من يمثلهم ويتولى إدارة مناطقهم.
أتمنى أن يتكمن العقلاء في الجزيرة السورية من يحرف دفة الجهالة هناك إلى التعقل والوطنية عوضا عن هذا التخبط واللجج
في النهاية أكرر امتناني للتخالط الجغرافي والديموغرافي التي أنعمت علينا به الأقدار … يقول لي الصديق والكاتب نواف الركاد … لولا هذه الخبيصة السكانية والتنوع الغني الذي قد تشهده كل حارة في كل مدينة أو بلدة في سوريا لكان تفتت هذه البلاد أهون من تفتيت قطع الخبز المغمسة في زبدية شوربة عدس ساخنة!
أسد القصار – الرافد
٢٧-٦-٢٠٢٠
الآراء الواردة بالمقال تعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة أن تعبر عن رأي الموقع