مجزرة المشفى المعمداني في غزة

جاء الهجوم على المستشفى الأهلي(المعمداني) ، وهو أحد أقدم المستشفيات التي تقدم الخدمات لسكان قطاع غزة، كاستمرار لاستهداف المنشآت الطبية وفقاً لتصريحات مسؤولي منظمة الصحة العالمية التي يقول مديرها الإقليمي (أن المنظمة شهدت مقتل 15 عاملاً صحياً و تضرر 24 منشأة صحية في غزة) منذ بداية العمليات العسكرية. وإن إنكار الحكومة الإسرائيلية لمسؤوليتها لا يمكن البت به بدون السماح بتحقيق دولي نزيه، وبالأساس تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن إجبار المدنيين الفلسطينيين على النزوح المتواصل بحثاً عن آماكن آمنة، ولأن المفترض أن المستشفيات هي أماكن أمنة فقد تجمع النازحون في ساحاتها وقرب أبنيتها، وقد سبق وأنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من مستشفيات غزة بالإخلاء تمهيداً لقصفها، إن الحجج التي يشيعها هذا الجيش عن وجود مسلحين في أنفاق تحت المشفى لا تبرر أبداً، حتى لو كانت صحيحة، إخلاء المستشفيات ومن ثم قصفها، أو قصفها بالمقيمين فيها عندما ترفض الإخلاء، الحصيلة الثقيلة لضحايا المشفى المعمداني حتى الآن / حوالي 500 قتيل و28 حالات حرجة وأكثر من 300 جريح / تضاف إلى الحصيلة الكارثية للحرب المعلنة ضد غزة، وليس ضد حماس فقط، التي هي حوالي 3500 قتيل نصفهم من النساء والأطفال و أكثر من 12000 جريح.
ومن أجل إيقاف عداد القتلي والجرحى المتسارع يجب أولاً( توفير الحماية الفورية للمدنيين والرعاية الصحية والعدول عن أوامر الإجلاء) كما طالب السيد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وهذا ما ينسجم مع القانون الإنساني الدولي وثانياً يجب إدخال المؤن وجميع مستلزمات الحياة الأساسية للسكان من الوقود والماء والدواء، وإقامة مناطق آمنة لهم وعدم استخدامهم ورقة ضغط في الصراع العسكري بين إسرائيل وحماس، وأخيراً لابد من أن يتحمل العالم مسؤوليته في إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية كما تقره المنظمة الأممية، ووفقاً لمبادرة المجموعة العربية التي لم تستجب لها إسرائيل.
أخيراً،وكما أكدنا سابقاً، في ” تيار مواطنة” فإننا نرفض العنف والإرهاب الموجه ضد المدنيين، من أية جهة كانت، ونعتقد أن العنف الذي يمارسه أصحاب القضايا العادلة ضد المدنيين يسيء إلى قضيتهم، وفي الوضع العياني للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتحمل إسرائيل وداعميها الغربيين، وخاصة أمريكا، المسؤولية الأولى عن إشاعة التطرف والتطرف المضاد بإنكارهم الكامل للحق الفلسطيني، كما تتحمل إيران المسؤولية عن دعم المنظمات المتطرفة في فلسطين وأيضاً في بقية دول المنطقة.

لتبق ذكرى ضحايا المستشفى الأهلي وجميع الضحايا من المدنيين نبراساً لاستمرار النضال للحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

مكتب الإعلام – تيار مواطنة
19-أكتوبر- 2023