ماذا يجري في ادلب اليوم..!

وجهة نظر مواطن مقيم في إدلب

كنا نسمع ويعتقد انه صحيح جزئياً أو كلياً ان روسيا/بوتين كانت تطالب تركيا/أردوغان بالتخلص من هيئة تحرير الشام (هتش) كمنظمة مصنفة إرهابياً ولتسليم الخطين M4, M5 للنظام السوري وكانت تركيا تربط ذلك بتخلي الجميع (الاسد والروسي والايراني وحتى الأمريكي) عن قوات سوريا الديمقراطية لأن تركيا تصنف (قسد) إرهابية، وتدرك أنها تعمل بتوجيه وقيادة حزب العمال الكردستاني PKK في جبال قنديل، وتتهمها كمنظمة انفصالية ولذلك كانت بيانات استانة تسمح بالحرب على الإرهاب بالعموم دون تحديد، فالارهاب عند الروسي هم الهيئة (هتش) وعند التركي (قسد) وكل منهما يحارب على جبهته، وطبعاً كانت الهيئة بقيادة الجولاني ترفض مطالب الروس. كونها أيهتشلا تريد التخلي عن الخطين M4, M5 أو لانها تطلب منطقة بديلة وقد يكون لانها ترى ان هذا قد يسهل حل الخلاف بين الترك والروس ويساعد على انهاء الجهتين (هتش وقسد)

لقد ساعدت تركيا أردوغان (هتش) كثيراً في حروبها على الفصائل، فمعلوم أن المخابرات التركية تخترق الفصائل كلها، لهذا كانت تطلب من قادة الكتائب المتعاونين معها والمنتمين للفصيل الذي ستحاربه الهيئة تحييد كتائبهم فيخرج قسم من ذلك الفصيل من المعركة تواً وينهار الفصيل أمام قوة (هتش) الامنية والضاربة وقد جرى ذلك مع كل الفصائل التي تمت تصفيتها من الهيئة دون استثناء، وهذا الاختراق لا يستثني الهيئة نفسها، فاليوم جاء دورها واستشعر الجولاني بذلك. فتلمس وكشف بتكتلات تتم ضمن الهيئة ليست في صالحه الشخصي فراح إلى الاعتقال الوقائي، وربما وصلت اعترافات المعتقلين الى تورط قياديين تواصلوا معهم بهذا الخصوص ومنهم القحطاني وأبو احمد زكور فاعتقل الأول وهرب الثاني. وحين لحقوا بزكور واعتقلوه خلصه الجيش التركي وهذا دليل واضح على الدور التركي في هذه الاحداث واختراقه لـ(هتش) كغيرها.

أعتقد أن خلاف الهيئة مع تركيا قديم عمره عامان تقريباً ومنذ بدايته عندما راح الجولاني ينفتح أكثر على المجتمع براغماتية ملفتة، فأعاد ممتلكات المسيحيين وسلمها للخوري في إدلب كي يردها مباشرة الى أصحابها، ووعد برد الحقوق المغتصبة للآخرين بل أعاد للدروز القاطنين في قرى جبل السماق بعض الممتلكات واجتمع ببعضهم حيث أعلن انهلا يمانع في بقائهم على عقيدتهمومنذ مدة جاءروبرت فوردالسفير الامريكي السابق للمنطقة واجتمع بممثلين عن الأقليات. ولكن للتاريخ فإنه في اجتماعة بمجموعة من الدروز برعاية (هتش) –تم انتقاء الممثلين للدروز ولم يسمح لهم بالكلاموالذي تكلم عن الأهالي الدروز كان موظف في الهيئة ملقن بما يجب عليه قوله، كل هذا كان بهدف تسويق (هتش) غربياً ورفع اسم الهيئة من قوائم الإرهاب الدولية وعدم بقائها بين براثن الروس والأتراك. وربما يكون ما استعجل تركيا على هذا التحرك هو الخوف من ان تقوى الهيئة بتوسيع علاقاتها الدولية ويصبح من الصعب احتواءها واستمرار وضعها تحت السيطرة.

لم يقتصر أمر الانفتاح على المجتمع الدولي لدى الهيئة على تحسين معاملة الأقليات بل سبقه التعاونالمظنون بهعلى تصفية المتشددين والمطلوبين دولياَ كالبغدادي الذي تم تصفيته في منطقة الهيئة، كما تمت تصفيةحراس الدينومنهم قائد مجزرة قلب لوزةأبو عبد الرحمن التونسيالملقب بالسفينة واعتقال كوادرحزب التحريروغيرهم من المتشددين. 

لا يعرف السبب!! وتحت أي ظرف أطلق سراح المعتقلين من اعداء الجولاني، في حين أن معركته معهم لم تننته بعد، بل ربما لم تبدء بعد، فتآلف الخصوم والأعداء وارتبطوا بحبل متين مع انهم كانوا على خلاف ويحملون رؤى مختلفة ومخالفة ويعتقد انه صار لديهم مرجعية واحدة وخصم واحد، ولكن ذلك لا يعني ان الجولاني أمسى ضعيفاً بل يجب الإشارة انه لا الجولاني ولا خصومه كانوا قد افصحوا واعلنوا عن اهداف وطنية، فصراعهم يتمحور حول السلطة.! وتناقض مصالح التركي ومصالحهم، ودرجة التعاون مع الاتراك. ولكن فقط ما يخشى أن يتحول الى صراع عسكري مفتوح، يعتقد ان الطرفين يحاولان تحاشيه الآن وان الادعاء على الذين كانوا معتقلين بأنهم يتخابرون مع التحالف يعد باطلاً، فأي تواصل يمكن ان يكون قد تم مع التحالف كان سيتم بعلم ورضا القيادة مجتمعة ولا يتحمل مسؤوليتهان كان خطألا هذا الطرف ولا ذاك.

أعتقد أن ما تفعله تركيا اليوم في هذا المضمار هو تلبية لبعض متطلبات الروس اذ انها تضع الهيئة تحت الجناح، بعد أن كانت مضطرة للتفاهم معها على كل خطوة أو اتفاق يخصها كجزء من  تنفيذه ببعض الندية، فللهيئة أيضاً دورها على الأرض وفضل لا يمكن نكرانه، عندما تم ادخال الجيش التركي ونقاط مراقبته الى المنطقة تمت حماية دورياته من قبل عناصر الهيئة، أما الامريكي فله موقف معروف وهورفض أية تغييرات جديدة دون المباشرة بحل سياسي شامل للقضية السوريةولذلك فان وزير الخارجية التركي أعلن عن زيارتين قادمتين للروس والامريكان وذاك لتلمس موقفهما من هذه التغييرات التي يأمل نجاحها ويعتقد أنها لترتيب العملية وتفادياً لتدخل ما من قبلهما يفسد الامر على التركي قبل اتمامه.

مواطن مقيم في إدلب 

٣-٣-٢٠٢٤

Loading

الكاتب wassim hassan

wassim hassan

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة