التقسيم يتقدم بالنار والدم! ـ راجح الخوري
قطع الوضع في سوريا كل خطوط الرجعة. لم يعد ممكناً الحديث عن منهزمين او منتصرين. لن يتمكن الاسد من استعادة السيطرة؟ المعارضات لن تحقق الانتصار بعدما انغمست في حروب في ما بينها، ولأن الموقف الدولي يدفع الازمة في اتجاهات التعقيد، يمكن القول ان سوريا تسرع الخطى الى التفكك، ولكن من دون وجود اي خريطة واضحة للتقسيم او حتى لقيام كونفيديرالية متفاهم عليها!
اذاً انها الفوضى الدموية العارمة التي يمكن ان تستمر لسنوات طويلة، والتي ربما يراد لها ان تشكل عدوى تشمل المنطقة كلها. اقول هذا ليس من قبيل المبالغة في تقدير الاحتمالات، فليس من المعقول ان يقرأ المرء كلام نائب مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية ديفيد شور عن السيناريوات الكارثية المحتملة في سوريا، بالتوازي مع إتهام جريدة “الاهرام” واشنطن بالتآمر على مصر، ولا يرى بالعين المجردة ان “الشرق الاوسط الجديد المتصارع” في طريقه الى التحقق!
تنقل صحيفة “النيويورك تايمس” عن شور قوله ان النزاع في سوريا سيستمر لسنوات طويلة، فلا انتصار الاسد يمكن ان يوقف الدم حتى لو استطاع اقتطاع دويلته العلوية بمساعدة من الروس والايرانيين، الذين يحتاجون الى جسر يربط العراق بجنوب لبنان، ولا سقوطه يمكن ان ينهي المأساة في وجود الصراع الآخذ في الاحتدام بين الاسلاميين من “جبهة النصرة” وغيرها مع “الجيش السوري الحر”، اضف الى ذلك دخول الاكراد على الخط في منطقة الحسكة حيث تم طرد “النصرة” منها نهاية الاسبوع، في وقت ازداد الحديث عن عزم الاكراد لا على تشكيل حكومة موقتة لادارة مناطقهم فحسب، بل عن المباشرة بكتابة دستور بما يحاكي تجربة اقليم كردستان العراقي!
هل يخفى ما تراه الاستخبارات الاميركية على ادارة باراك اوباما التي ساهم تعاميها عن المذابح في تعقيد الازمة، وهل يخفى على روسيا التي ساهم انحيازها الى النظام في استفحال المأساة؟
قطعاً لا. لكن عندما يقول شور في منتدى عن الامن، ان اميركا ليست قادرة على التمييز بين مكونات المعارضة السورية التي يكشف انها باتت تضم نحو 1200 مجموعة[ يا للمسخرة] فان ذلك يعني ان واشنطن لن تسلح المعارضة وقد تكون مضطرة في المستقبل الى خوض حرب جديدة ضد الارهاب، ليس على الارض السورية وحدها بل في امكنة اوسع في الاقليم، الذي يدفع دفعاً الى حروب مذهبية طالما حلمت بها الصهيونية!
اذا صح ان آن باترسون دعت خيرت الشاطر الى ان يقوم محمد مرسي بادارة البلاد من مسجد رابعة العدوية، هل كثير اذا قلنا ان “الربيع العربي” تحول عاصفة اميركية لتقسيم المنطقة مذهبياً؟!
23/7/2013- النهار