دولة الأكراد تسبق دولة العلويين؟ ـ راجح الخوري
تنطوي السيناريوات الخمسة التي وضعها رئيس الاركان الاميركي مارتن ديمبسي امام الكونغرس بهدف التدخل في سوريا على محاذير وموانع ربما ستؤدي الى استمرار التردد الذي غلب على سياسة باراك اوباما حيال الازمة المتفاقمة، التي باتت تهدد باشعال حريق مذهبي كبير يطاول كل دول الاقليم.
واذا صح ما نشرته صحيفة “الغارديان” عن ان شخصية ديبلوماسية معروفة قامت بتكليف من بشار الاسد بالاتصال بافيغدور ليبرمان، وطلبت منه الا تقف اسرائيل ضد الاتجاه الى تشكيل دولة علوية اذا اقتضى هذا الامر، بما سيضطر النظام الى ترحيل مجموعات من النازحين الى مرتفعات الجولان، فان ذلك يعني امرين:
اولاً ان التدخل الاميركي لدعم المعارضة لن يحصل واذا حصل لن يكون فعالاً. وثانياً ان اسرائيل التي تحلم بشرق اوسط مقسّم ومتصارع على اسس مذهبية وطائفية ستضغط لمنع التدخل الاميركي، وستشجع عملياً على قيام الدولة العلوية التي يبدو ان الدولة الكردية في الشمال تسبقها، وخصوصاً بعدما انكب “الحزب الديموقراطي الكردي” على كتابة دستور للدولة الجديدة “باعتبار ان الازمة في سوريا لن تنتهي قريباً ولهذا نحتاج الى تشكيل ادارة ذاتية داخل مجتمعنا في غرب كردستان ” كما يقول صالح مسلم امين عام الحزب!
ما يثير الدهشة والألم هو كيف يتم سحق الانسان والحياة في حومة الصراع عندنا، وكيف يتم الحرص حتى على رفات القتلى وعلى المفقودين عند العدو الاسرائيلي. ذلك ان “الغارديان” تنقل عن مصدر عرف تفاصيل الاتصال السوري مع ليبرمان، ان هذا الاخير لم يرفض فكرة الدولة العلوية لكنه اشترط الحصول على معلومات عن مكان وجود رون آراد وعن ثلاثة جنود اسرائيليين اسروا في قرية السلطان يعقوب قبل 31 عاماً وعن رفات ايلي كوهين الجاسوس الذي اعدم في دمشق!
لست ادري اذا كانت الدولة الكردية ستسبق الدولة العلوية، ففي حين بدأت كتابة دستور للدولة الكردية، بدأ النظام انشاء مطارجديد للدولة العلوية في طرطوس بالقرب من القاعدة الروسية، لكن الوجه الآخر للصورة يبدو مكملاً للكارثة، فسوريا قد لا تتجه الى التمزق بين العلويين والاكراد فحسب، بل ان الصراع قد يطول بين “الجيش السوري الحر” و”جبهة النصرة” التي تشكلت نواتها بعدما اطلق آصف شوكت عشية مصرعه 46 قيادياً من “القاعدة” واكثر من ألفي جهادي كانوا في السجون السورية، بهدف تشويه صورة الثورة ووصمها بالارهاب وقد نجح هذا الامر!
الى جانب سيناريوات ديمبسي واقتراحات ” السي اي اي”، هناك نصيحة من هنري كيسنجر قالها في اطار ندوة في جامعة ميتشيغان ووصلت مدوّية الى البيت الابيض وهي: الحل الوحيد تقسيم سوريا!
25/7/2013- النهار