فضائح الاستثمار في الوطن العربي ـ محمد علي مرزوق الزيود

مقالات 0 admin

 

استثمار الموارد الطبيعية في الدولة يعد الركيزة الأساسية لبناء الاقتصاد الوطني واخص في ذلك الدول النامية ومنها الدول العربية، ويساعد ذلك في حل المشاكل الاقتصادية المتمثلة في الفقر والجوع والبطالة.. ومن يعتقد أن الوطن العربي فقير بموارده فقد جانب الصواب لما يزخر به الوطن العربي من موارد نفطية وغاز وإمكانات زراعية وسمكية ومعدنية ومالية وبشرية، ورغم كل تلك الثروات غير أن الشعوب العربية تعاني من انعدام الأمن الغذائي والصناعي والعسكري وانعدام الشعور بالطمأنينة، وتشير صحيفة ‘الفايننشال تايمز′ البريطانية إلى أن سبب ركود الاقتصاد العربي بل وتخلفه وتبعيته وتصنيفه ضمن اقل الاقتصاديات العالمية نموا واعتبار أبنائه مستهلكين لا منتجين.. يعود إلى سيطرة طغمة فاسدة على عصب الاستثمار والموارد والتحكم بها وتسخير هذه الإمكانات الهائلة لخدمة الأشخاص وليس الدولة ككل، ناهيك عن التخبط في اتخاذ القرار وانعدام المؤسسية وانعدام الاستقرار السياسي.

ولعل أهم ما يواجه الاستثمار في الدول العربية بشقيه الداخلي والخارجي أن من يقوم على تنظيم هذه الاستثمارات هم أشخاص جاءوا بالواسطة العشائرية أو الطائفية أو الحزبية أو الشللية ذات المصالح المشتركة، حيث قلة الكفاءات القيادية التي تعتبر الموقع الإداري عبارة عن مشيخة أو بيت شعر أو مزرعة لحضرة الوالد، وهذه القيادات الفاشلة لا تسمح لأي فرد أن يتفوق عليها لا علمياً ولا عملياً.. كيف ولا وهذه القيادات تجري في عروقها الراديكالية والبيروقراطية.

وأضف – ويا للمسخرة – أن الاستثمار يدار في بلادنا من قبل أشخاص لا يمررون قرارا صادراً عن شخص ينتمي لعشيرة اقل نفوذا من عشيرته بل أن بعض القيادات الفاشلة تتحالف لتحارب القيادات من عشائر اقل نفوذا ًمنها ولو كان ‘بل غيتس′ عربيا لأخرجوه أمام الأنظمة معتوهاً ومجنوناً ومخبولا، وهذا المضحك المبكي!

ومن أهم التحديات التي تواجه الاستثمار قلة البنية التحتية وعدم مواكبتها للتطور وهذا سببه السرقة الممنهجة في العطاءات.. الطريق يسرق والجسر يسرق والكهرباء تسرق والماء وغيرها.. والقيادات الاستثمارية شريكة في ذلك، وهذا يخلق مشكلة أخرى تدني مستوى الدخل الذي يؤدي إلى ضعف السوق وعليه ضعف في القدرة الشرائية لدى المواطن المنهوب.

الموضوع يطول ولكن اسرد لكم هذه القصة المضحكة المبكية وقس عليها: جاء احد المستثمرين الألمان إلى احدى الدول العربية وأراد أن يقوم بمشروع استثماري في مجال السياحة وبمبلغ يفوق 200 مليون دولار، ومضمون هذا المشروع عمل سكة حديد تربط إحدى المدن الأثرية مع محميات سيتم تأهيلها لتصبح عالمية وربطها مع بعضها البعض، غير أن مستشار ومحامي هذا المستثمر تفاجأوا بظهور مستثمر من تلك البلد يريد الدخول بما مقداره 50′ ورحب بذلك المستثمر الألماني، وكانت العقبة التي جعلت من الألماني ‘سوبر مان’ يطير إلى برلين بلا جنحان أن هذا المنتمي المستثمر الوطني يريد أن يشارك ويدخل باسمه فقط فقط فقط!

القدس العربي

JULY 28, 2013

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة