جبهات حوران تفتح معتصم الديري
أسابيع حارة على جبهات الثوار في حوران. خمس جبهات هي الأعنف منذ بدأ الثوار معركة حوران. اشتباكات وصفت بالاكبر منذ فتح معارك “عاصفة الجنوب” في شمال درعا، ومعركة “نوى الكبرى”، واستمرار معركة “الرماح العوالي” في درعا البلد باتجاه تحرير كامل الحدود.
المحافظة التي وقفت بلا تحرير طيلة سنتين كاملتين، لها خصوصية الموقع لجهة التصاقها بـ “دمشق-الاردن- القنيطرة – الجولان”، الأمر الذي أخّر معاركها، ولها خصوصية المجتمع المعتدل والمنضوي أصلاً ضمن هيكلية الثوار.
أما التسليح فهو “كر وفر” للثوار، فهم يربحون مدينة، ومن ثم يخسرونها لقلة الدعم، الذي كان يبدو مقصوداً من الدول التي تعرف أن الثوار سوف يتمكنون من دمشق اذا ما استمروا في تحقيق المكاسب، وهو ما كان نموذجه مدينة “خربة غزالة”.
صمدت المدينة 63 يوماً في سلسلة معارك “قادمون يا دمشق”، والتي سماها الثوار أيضاً “معركة جسر حوران”. المدينة كان لها صيت قوي أثناء الصمود، لكنه انتهى حين استطاع النظام دخول المدينة وفتح الطريق الدولي. الأمر الذي عزاه الناشطون والثوار الى مؤامرة على من بقي في المدينة من الثوار من خلال المجلس العسكري، بينما يرى ناشطون اخرون ان الانهيار حدث حين انسحبت من خربة غزالة الكتائب الاسلامية، وفي مقدمتها جبهة النصرة. يومها دخل النظام المدينة بعد اشتباكات دامية بينه وبين كتائب “شهداء الخربة” لتسقط المدينة.
اليوم يسعى الثوار لاستعادة المدينة من قبل قوات النظام، الذين يقدر عضو المركز الاعلامي، محمد الحوراني، عددهم “بالالاف بعد استقدام تعزيزات من مدينة ازرع لتسكن في المدينة”. يستعرض الحوراني هيكلية المشاركين في المعركة التي اطلق الثوار عليها اسم “معركة بدر”، مشيراً إلى انخراط كل من “لواء اليرموك- فلوجة حوران، جبهة النصرة، والوية أخرى توحدت تحت اسم غرفة عمليات المنطقة الشرقية -عمليات قطاع القلعة”. وتحدث عن النية الواضحة في قطع الاوتستراد واسترداد المدينة. ويفسر أهميتها بأنه “فيها نستطيع ان نقول إن جبهة إزرع قد فتحت وهي قلعة مهمة على مستوى تحرير كل حوران”.
وأوضح الحوراني أن المدينة “تعتبر منطقة استراتيجية كونها مفترق طرق، وصلة وصل بين الريف الشرقي والغربي، وخط امداد اول لمركز المحافظة، ومعسكراته”. وفيما اشار الى ان الامداد قد وصل، تحدث عن متابعة مقاتلي المعارضة لمعارك مختلف الكتائب في حوران. فبينما اندلعت جبهة الخربة، اندلعت معارك تحرير واسعة في المحافظة غرب السويداء.
بعض المدن يرى فيها الثوار انتصاراً قديما حديثاً، على غرار بصر الحرير، التي دخلت في معارك ضخمة امتدت لأكثر من ستة اشهر تحت اسم “عمود حوران”. وهي معارك كان يقصد منها قطع الطريق العسكري بين السويداء ودرعا. وما أن سيطر الثوار عليه حتى عزز النظام قصفه للمدينة وصنفت بأنها مدينة بلا بيوت.
تتواجد اليوم في محيط المدينة الصامدة من آخر حصار، الكتيبة 56، مركز الاغرار، وكتيبة تدريب للسائقين، التي تبعد عن اول قرية في السويداء “تعارة” 3 كيلومتراً، بينما تحدها من جهة مدينة ازرع، كتيبة التسليح والكيمياء، والاشارة. الثوار نجحوا في الوصول إلى الكتيبة الخاصة بالسياقة، وتمكنوا من الحصول على ذخيرة بكميات كبيرة، حسب ناشطين.
أما الحوراني، فأكد أن “الهدف من بدء معركة بصر الحرير، اشعال جبهتين مفتوحتين على المثلث الأمني”. فهناك الحراك من جهة، وقطع الامداد عن اللواء 52 من جهة السويداء، إلى جانب قطع الامداد عن الفوج 175 واللواء 12 في إزرع، والتقدم باتجاه “ازرع”.
المدينة يكمن سرها في التصاقها بمنطقة “اللجاة”، حيث تعد طريق انسحاب وامداد للثوار. ويضاف إلى كل ذلك دخول سلاح “كونكورس”، المضاد للدروع- ضمن أسلحة المعركة وسط اصرار الثوار على حرب تحرير شاملة.
الاربعاء 07/08/2013, المدن