موفق نيربية : روسيا تريد إعادة مجد الاتحاد السوفييتي وتطمع بالحصول على حصة في مستقبل سورية
رأى نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري موفق نيربية أن روسيا تريد إعادة مجد أيام الاتحاد السوفييتي، كما أنها تريد أن تحصل على مكاسب إقليمية ودولية وحصة أكبر في مستقبل سورية.
وقال نيربية ، في حديث خاص للهيئة السورية للإعلام، إن مجلس الأمن الدولي أسير لفيتو الدول دائمة العضوية، وروسيا على وجه التحديد، والتي تتجلى وقاحتها بحدها الأقصى في حلب.
وفيما يلي نص اللقاء:
1-مكتب السيد دي ميستورا أعلن عن مواصلة مباحثات السلام المتعلقة بسورية بتاريخ السابع عشر من الشهر الحالي، برأيكم ما هو موقف الهيئة العليا للمفاوضات اتجاه هذا الإعلان خصوصاً وأنها أعلنت عن تعليق المشاركة في المفاوضات حتى يستجيب نظام الأسد للمطالب وينفذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمعتقلين والمساعدات الإنسانية؟؟
ليس هنالك من موعدمحدد لاستئناف المفاوضات، ولكن قيل إنه سيكون غالباً في السابع عشر، ولا أحسب أبداً أن الوضع غير مؤاتٍ الآن لاستئناف المفاوضات، في ظل سيل الدماء التي تتدفق من جسد حلب، أقدم مدينة مأهولة عبر التاريخ، تُدمّ تحت سمع العالم وبصره، أو بالأحرى صممه وعماه.
2- ماذا لو لم يستجيب النظام للمطالب الأممية وواصل ارتكاب المجازر في المدن السورية؟؟
هنالك احتمالان فقط: الاستسلام والتسليم باستمرار طغيان أبشع سفاح في التاريخ الحديث، ويمكن لذلك أن يأخذ تسميات شتى، مثل “حكومة موسعة” أو ”حكومة وحدة وطنية”، كما لو أن الأمر أزمة حكومية بين الحزبين الليبرالي والاشتراكي في اليابان مثلاً…. أو الاستمرار بالكفاح حتى النصر، ولا نطلب كثيراً فوق الحد الأدنى من الحياة الحرة الكريمة.
3- روسيا الحليف الأكبر لنظام الأسد واللاعب الأبرز إن صح التعبير في الملف السوري أعلنت أنها ستدعم المباحثات المقبلة بوفد من “معارضة موسكو” وربما “معارضة القاهرة” كما قامت بانتقاد تعليق مشاركة وفد الهيئة العليا، برأيكم ما هي نوايا روسيا؟؟
الروس كانوا يريدون بشكل رئيس أن يعودوا كما كانوا أيام مجد الاتحاد السوفييتي، على رأس العالم في هيئة ثنائية مع الولايات المتحدة.. ربما أخذتهم العزة بالإثم يريدون الدفع إلى آفاق أكثر صلابة وإلى مكاسب أكبر إقليمية ودولية حتى بهياكل مصطنعة ومضحكة أحياناً، يريدون أن تكون لهم حصة أكبر في مستقبل سورية.. مثلاً أن يكون لهم كل الجهة الجالسة على الطاولة كوفد للنظام، وربع أو نصف أو كل الجهة التي تجلس في جهة المعارضة.. هذا مضحك بالفعل، ولكنه مخيف أيضاً.. الأكثر غرابة أن يجري ذلك بتفويض أو ترخيص أو تسهيل من القوى “الصديقة”.. والأسوأ إطلاقاً أن نتساهل نحن في قوى الثورة والمعارضة في حقوق شعبنا.
4- في حال عقدت اجتماعات جنيف مجدداً من دون هيئة التفاوض الممثلة للثورة السورية والسوريين برأيكم ما هي التدابير التي ستتخذها تلك الهيئة؟؟
لن تعقد اجتماعات جنيف من دون الممثل الشرعي لقوى المعارضة والثورة.. وإن حدث هذا، فسيكون مجرد حفلة ساخرة لا تغني ولا تسمن من جوع أو دمار… ربما مجرد حافز لنا حتى نعيد حساباتنا وتنظيم قوانا وتطوير حالتنا البائسة إلى وضعية ثورية وفاعلة بشكل أفضل.
5-حسب رأيكم وعلمكم ما هو موقف الهيئة العليا للتفاوض من خطة دي ميستورا المسربة والتي قيل أنها تهدف إلى البقاء على نظام الأسد؟؟
الخطة المسربة هي أسطر نعرفها منذ عام تقريباً.. وهي من ضمن ما كنا نصفه بأنه روح خطة السيد دي ميستورا التي وردت تحت اسم الإطار التنفيذي لبيان جنيف في مجموعات أربع وشكل “خلاق” للتملص من التزامات بيان جنيف١ ثم القرار ٢١١٨ عندئذ.. هذا رفضناه في السابق.. نرفضه الآن ونعمل على عدم تمريره تحت أشكال جديدة.
6- في حال مارست الدول الداعمة للشعب السوري ضغوطاً على المعارضة السورية فهل تعتقد أنها ستتنازل عن بعض المطالب أو تعود إلى المفاوضات من دون التزام نظام الأسد بالمطالب والقرارات؟؟
ليس هنالك ما نتنازل عنه ونحن مرنون بشكل مشهود.. فقط لن نقبل بالعودة إلى ما قبل آذار ٢٠١١ تحت حكم الأسد وزمرته، ونريد الحرية والكرامة والعدالة والسلم والازدهار.. مبادئ بديهية في القانون الدولي. خلاف ذلك، نحن جاهزون للحديث في كل شيء من أجل مصلحة شعبنا، ومن أجل وقف سفك الدماء الذي عافته أنفسنا.
7- قرار المفاوضات والهدنة وما شملها من أمور تتعلق بإطلاق سراح المعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة تمت بقرار من مجلس الأمن الدولي، حسب اعتقادكم لماذا لم يتم العودة للمجلس بعد مراوغة نظام الأسد ووفده المفاوض؟؟
لطالما طالبنا بالعودة إلى مجلس الأمن في مناسبات عديدة.. لكنه أسير لفيتو الدول دائمة العضوية، وروسيا بالذات هنا.
لو خلصت النوايا في تسوية القضية السورية، لكان لمجلس الأمن وقراراته تحت الفصل السابع دور كبير يضمن لشعبنا حقه ويعطيه بعض الإحساس بالأمان والضمانة التي يحتاجها في سياق ومآل العملية السياسية.. مجلس الأمن أسير لإرادة خمس دول، أو لواحدة منها في حالة الباطل التي نواجهها. رغم ذلك، نلتزم بقرارات الشرعية الدولية السابقة ونحاول العمل من خلالها بكل الأشكال ودائماً.
القرار ٢٢٥٤ ينص في فقراته رقم ١١ و١٢ و١٤ على أولوية مرور المساعدات رفك الحصار، وبشكل مستقل عن السياق السياسي. النظام والروس يتعاملون مع الموضوع كحق يريدون مقابلاً له باتجاه فرض الإذعان، ويتعاملون مع مسألة المعتقلين على أنهم رهائن لا بد أن ندفع من مصير بلدنا وشعبنا ثمناً وفدية لهم.
8- عندما ذهبت المعارضة السورية إلى المفاوضات السابقة كانت روسيا قد أعلنت انسحابها من سورية .. اليوم تلوح في الأفق نية جديدة لروسيا بشن عدوان جديد على السوريين وظهر هذا جلياً في مطالبتها بانسحاب المعارضة المعتدلة من حلب، برأيكم ماذا سيكون رد تلك المعارضة في حال حدث ذلك ؟
إن الطيران الروسي والسلاح والذخيرة والخدمات اللوجستية وفاعلية المستشارين والضباط المباشرة لم تغب أبداً… وفي حلب تتجلى الوقاحة الروسية في حدها الأقصى.. خصوصاً حين قالوا إنهم لن يضغطوا على النظام من أجل وقف قصفه للمدينة.. هذه شراكة كاملة في العدوان، ومسؤولية عن تدمير حلب نحتفظ بحقنا في المساءلة عنها الآن وفي المستقبل.
9- هل تتوقعون بقاء الأمور كما هي عليه ويترك الحبل لنظام الأسد يقتل من يشاء من الشعب السوري ويمنح الأراضي لحلفائه في روسيا وإيران؟ وهل سيبقى العالم متفرجاً؟
نقوم وسوف نقوم بنصيبنا من المقاومة .. لكننا ندرك أن ذلك ليس كافياً، وعلينا إعادة حساباتنا، وبرمجة عملنا، العالم يمكن له أن يتغير لو عملنا كما يجب، بوحدتنا وبرامجنا وعملنا على جميع الأصعدة، وباستخلاص مواقف أكثر وضوحاً وفعالية من أصدقائنا، وأيضاً بإعلام مختلف.
10- ما يجري اليوم في حلب هو أداة ضغط على المعارضة السورية للعودة إلى المفاوضات؟ هل تعتقد أن الوضع سيبقى كما هو عليه في حلب؟ وهل تواصلت المعارضة مع الدول الداعمة للضغط على الأسد وروسيا ليتم وقف مسلسل المجازر؟
نأمل ألا يبقى الوضع كذلك .. ولا أظن من العقل أو المنطق أن يبقى كذلك، ونتواصل على مدار الساعة مع أصدقائنا للتفاهم أولاً ولحثهم على التسريع بعملية وقف العدوان الهمجي.
11- إذا استمر الوضع الراهن ولم يتم إحراز أي تقدم في الملف السياسي هل ستطلبون من القوى الثورية المسلحة فتح الجبهات رداً على مجازر النظام؟
منذ الآن نحن نطلب ذلك.. ولكل جبهة ظروفها الخاصة بالطبع، وهي معذورة، إلا في أن يكون هذا العذر هو الاختلاف والاقتتال الداخلي، الذي لا يغتفر في الحال التي نحن فيها.
الهيئة السورية للإعلام – خاص