نص المذكرة التي ارسلت من تيار مواطنة الى الهيئة السياسية للائتلاف

الأخوة الأعزاء في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني

تحية طيبة وبعد..
من أجل ألا تتحول تراجعاتنا وخسائرنا إلى هزيمة استراتيجية وسياسية نعتادها ونعتاد مفاعيلها!.  من الضروري أن نتحلى جميعاً بالاستعداد لتضحيات لا تُحتسب أمام تضحيات شعبنا الكبرى٬ ونطالب أنفسنا في تيار مواطنة بذلك قبل أن نطالب غيرنا!

فقد كان لنا موقف واضح وإيجابي منذ أسهمنا عن طريق ممثلينا في تأسيس الائتلاف٬ وكنا نعتبره مؤسسة الشعب السوري السياسية الأساسية٬ التي قامت على خط سياسي ثوري وعلاقة عضوية بالجيش الحر وقوى الشعب السياسية والمدنية والمجالس المحلية وكثير من مناحي الحياة أو الكفاح على أرضنا السورية.

إلا أن ذلك الوضع كان وما زال عرضة لتدهور مستمر ولسلسلة من الأخطاء التي نتحمل طبعا مسؤوليتها مع هيئات الائتلاف وضمنها٬ وحسب توزع المسؤولية والدور القيادي.. المرفقة لهذه الأخطاء كما نراها والتي أدت بنا للأسف الشديد إلى فشل إثر فشل.
نعرض ذلك في مذكرتنا المرفقة٬ كما نعرض أيضاً من جديد لما قدمناه وكررناه في اجتماع الهيئة العامة الأخيرة من نقاط لتغيير مسار الائتلاف وإعادة تفعيله.. نعرض أيضاً إلى بعض المقترحات المباشرة لإعادة بناء الائتلاف التي تحتاج إلى شجاعة الثوار من أجل تحقيقها٬ ومن أجل إفساح المجال للقوى والطاقات الجديدة أن تتقدم٬ وهي كثيرة بين السوريين.

هو اجتهاد قد يكون لديكم إضافات عليه أو أفكار أكثر فاعلية. ولعل أهم ما تحتويه مذكرتنا خصوصاً هو ما يلي:
– إن من باب الأهمية القصوى القطع مع كل ما شاب خط ثورتنا الأساسي من تشويه وتخلف وتطرف.
ومن ذلك العودة إلى التأكيد على أن مستقبل بلادنا هو في دولة حديثة مدنية ديموقراطية تعددية تقوم على دستور يضمن حقوق وواجبات مواطنيها أفراداً ومكونات.
– كما أن الحاجة الفورية تقتضي القطع مع تنظيمات الإرهاب- حسب تصنيف مجلس الأمن- نهائياً مثل جبهة النصرة- فتح الشام وكل من يسلك هذا الطريق مهما كان المبرر.
– وكذلك أن يعلن الائتلاف موقفه مع جيش وطني حر تحت راية وطنية واحدة والتزام واضح بالعهود الدولية.
وبالحياد والتزام العمل العسكرى والتزام ما تقرره القيادة السياسية.
– كما أن آليات الارتهان التي تعيشها مؤسساتنا السياسية- والعسكرية خصوصاً٬ أصبحت ضرراً  خالصاً وعطباً سوف تزداد صعوبة إصلاحه مع الزمن. علماً أننا نعلم جيداً درجة تشابك العالم وترابطه٬ ولكن ذلك لا ينبغي أن يتعارض مع درجة من الاستقلال الوطني لازمة لأي حركة وطنية.
وهذا أضعف الإيمان حالياً٬ أمام ما حدث لشعبنا٬ وآخره كارثة حلب.
نحن في تيار مواطنة٬ وبكل تواضع وإدراك لحجمنا وقدراتنا٬ سنتخذ موقفنا النهائي من الائتلاف وعلاقتنا به على ضوء ما نراه من خطوات جدية ومقنعة على هذا السبيل في أقرب فرصة!
ليس سهلاً علينا الانسحاب من الائتلاف الذي يضم الكثير من المناضلين الذين لهم تاريخ ومواقف وتضحيات مشهودة.. ولكننا نحاول ملاقاة ما يتردد من أصوات ومطالبات لدى شعبنا..وسوف نلبي ذلك عندما نتأكد من استحالة النهوض من الحالة الراهنة.
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتحية

وهذه نص المذكرة 

الأخوة في الهيئة السياسية

وأعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة

 

تحية الحرية والكرامة٬ وبعد….

 

مقدمة ضرورية:

 

كيف وصلنا إلى ما نحن فيه؟!

على الرغم مما جرى الحديث عنه ويجرى من أخطاء كان بعضها بليغ الأذى٬ إلا أن الأساسي أن ثورتنا العظيمة قد استطاعت تحطيم الجدار الذي كان يبدو مستحيلاً٬ وأن قدرة شعبنا على اجتراح هذا المستحيل قد تجلت وأثبتت للعالم أروع ما يمكن للإنسان أن يحققه..

وأي حديث عن سلبيات العمل العسكري لا تقلل أبداً من تقديرنا للبطولات والتضحيات الجسام التي قدمها مقاتلو الجيش السوري الحر.

في الوقت ذاته٬ لم يكن للائتلاف الوطني أن يحقق ما هو مطلوب منه مع كل ما شابه٬ لو لم يحافظ على أساسيات الخط السياسي السليم الذي تتوازن حوله آراء الشعب السوري٬ وإرادته عموماً.. وربما أسهم هذا في ألا تستطيع الانتكاسات المتراكمة إنهاء الثورة وتألقها في مراحل سابقة على ما نحن فيه الآن.

ولكن٬ لا بد الآن أن نعترف أمام منعطف” الهزيمة” والمأساة التي حدثت أمام أعيننا وأعين العالم في حلب٬ أننا فشلنا.. وأن هنالك أخطاءاً جسيمة٬ ولعلها خطايا٬ قد حدثت في مسار الثورة والائتلاف.. لا بد أن نتحمل مسؤوليتها من دون تردد!

أولاًفي مسار الثورة:

-١- لم ترتقِ المعارضة السياسية إلى مستوى الثورة٬ فلم تتوحد٬ ولم تصغ رؤية ثورية٬ ولم تلتزم بسلوكها التنظيمي بالقيم التي قامت الثورة عليها.

  • ٢- لم يستطع الحراك الثوري وعناصره الشابة الجديدة وعي أهمية التنظيم السياسي الذي تقود من خلال تجلياته مسار الأحداث.
  • ٣- كانت النتيجة أن الثورة بقيت- عملياً- من دون قيادة مركزية أنتجتها بنفسها٬ وهذا هو النقص الرئيس والحاسم.

– ٤- استسلمت الثورة بتعبيراتها الثورية والسياسية بسرعة لإغراء- ابتزاز العسكرة والتحول إلى العمل المسلح،، وبالتدريج٬ احتل الميدان خليط من قوى مسلحة ثورية٬ تصدت لمهمة سياسية لا تتعلق بها وليست من اختصاصها٬ وأنجبت- من ثم- أمراء حرب طامحين٬ وشبكات مسلحة لم تشتق من مفهوم” حرب العصابات” إلا طريقة العمل العصبوية بدلاً من التركيز عليها.. وأصبحت” فصائل” تحاول احتكار الحقل السياسي المحلي- باتجاه العام-٬ وتتناحر على الصغائر٬ وتتناقل عقلية الاستبداد بتسميات مختلفة. وقد كان الطموح إلى” تحرير المدن” ولا زال خطأً فادحاً يعكس رغبة أمراء الحرب ببناء سلطتهم البديلة مهما كانت مشوهة وصغيرة.

-٥- انطلاقاً من حرص النظام على وصم الثوار بأنهم “ إرهابيون متطرفون”٬ ومن ثقل العنف العاري الذي واجه صدور المتظاهرين العارية أيام الحراك السلمي٬ انتقلت الحركة باتجاه الأسلمة والمزايدة في الأسلمة٬ وباتجاه التنابذ بالاتجاهات التي ترضي الداعمين وتدغدغ سياساتهم وإيديولوجياتهم. فظهر أمراء لفِرَق من بين أمراء الحرب٬ بل ظهر خلفاء أو من يحلم ويعمل من أجل خلافة.. وأصبح هنالك جدار هائل يفصل الناس عن ثورتهم كما اندلعت.. ولم يعد أمام من بقي من السوريين إلا متابعة حمامات الدم والجزع أمام المجازر والدمار.. في ذهول لا يترك للناس وقتاً للمراجعة وتحديث ثورتهم٬ ولا يترك للمستوى السياسي فرصة لأن يقوم بدوره.

-٦- ولكن هذا لا يعفي أهل المستوى السياسي أنفسهم من المسؤولية المباشرة٬ ونعني هنا والآن الائتلاف خصوصاً٬ بوصفه قيادة سياسية كان ينبغي أن تركز جهودها من أجل تحقيق وحدة عسكرية واستراتيجية على الأرض السورية٬ من أقصاها إلى أقصاها٬ وتكون فوقها وحدة سياسية تعمل على توسيع قاعدة تمثيلها الشعبي باستمرار ودون توقف.

ثانياًفي مسار الائتلاف:

-١- منذ لحظة الولادة٬ كان الائتلاف ومؤسسوه عاجزين عن الإمساك بناصية الحد الأدنى من الاستقلال الوطني٬ وتُرك قياده للغير الداعم.. وفي ذلك كان البعض يريدون إرضاء الداعم أو احتكار دعمه٬ والبعض الآخر يريد استعجال الأمر قبل ضياع الفرصة٬ وبعض ثالث لا يدري أو لا يعي ماذا يحدث.

– ٢- في تلك اللحظة نفسها٬ مرّ النظام الأساسي دون تعديل، والذي كان نكبة بذاته٬ وعقبة كأداء أمام أي تطوير محتمل لاحقاً. وأفسح المجال لكل ما ظهر لاحقاً من تفرد وارتجال وتبعية وفساد.

-٣- وكذلك كان هنالك ضم لفئات لم يكن ضمها بأهمية وجود آخرين بقوا خارج الائتلاف أو تم إقصاؤهم وتشجيع بقائهم بعيداً.

– ٤- وكانت” التوسعة” التي هدفت إلى استعادة التوازن في بنية الائتلاف لحظة ثانية هدامة ومعوقة٬ لم تحقق الغرض المعلن أبداً٬ وزادت في عيوب بنية الائتلاف وعطالتها أو استعصائها على الإصلاح.

-٥- سكت الائتلاف وسمح بخلق وتنمية بنى عسكرية موازية ومنعزلة عنه٬ ولم يتخذ موقفاً شجاعاً ومبدئياً في ذلك أبداً.. وحين تتواجد تنظيمات عسكرية لها” سياستها” بعيداً عن الحقل السياسي وتوجهات البنية السياسية٬ سوف يقود الدرب حتماً إلى الكارثة.

-٦- وحين تفاقمت ظاهرة التطرف و” المهاجرين” وداعش والنصرة ومن يشبههما٬- بعضه أو كله- وقع الائتلاف بتركيبته تلك ببساطة أسيراً لعملية”تسهيل” حياة التطرف٬بل تسهيل نموه وتعبيد الطريق أمام فكره وحركته. وعجز عن اتخاذ موقف واضح ومطلوب بكل ما ترتب على ذلك من خلط للاوراق والمفاهيم، ومن مواقف غربية سلبية نحوه .

-٧- وعجز الائتلاف بل فشل مراراً في إصلاح نفسه٬ وأصبح الطبيعي هو إنهاء الحالة المرضية بطريقة أقرب إلى الحسم منها إلى الإصلاح.

 

نقاط لاستراتيجية بديلة:

أولاً- في الاتجاه السياسي:

١- رفع الغطاء عن القوى الإرهابية من النصرة بكافة مسمياتها وقراباتها٬ إلى حزب الله وما يشابهه أو يدانيه. والبدء ببيان رسمي لا يحتمل أية شبهة.

٢- العودة الواضحة القاطعة إلى رؤية الائتلاف لمستقبل سورية من حيث القطع مع الاستبداد وإقامة الدولة الديموقراطية المدنية.

٣- تحديث النظرة إلى الحل السياسي وفقاً لمواقف الائتلاف المبدئية وتطورات الواقع السياسي محلياً وإقليمياً ودولياً.

٤- تحديث النظرة إلى التحالفات ومبادئ قيامها أو إنهائها.. بشكل مرن ومبدئي معاً.

٥- توضيح العلاقة ومحدداتها مع تطور الأوضاع بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات.

٦- متابعة التحولات الإقليمية والدولية في الوقف من القضية السورية عموماً٬ وما ينعكس من ذلك سلباً أو إيجاباً على قضيتنا ومسارها.

٧- متابعة التحولات في السياسة الأميركية وتحديث سياساتنا بناءاً عليها.

٨- اعتماد “ حماية المدنيين” إحدى نقاط الارتكاز الاستراتيجية.

٩- التعويض عن ما يبدو تراجعاً عسكرياً بالتركيز أيضاً على” مبدأ المحاسبة” وتفرعاته ضمن المرتكزات العملية.

 

ثانياً- في الاتجاه العسكري:

١- وضع مشروع واقعي ومبدئي للبدء بمشروع الجيش الوطني٬ يؤمن البداية سريعاً٬ ضمن سياق استراتيجي ومرن لا يتعارض مع المهام الانتقالية٬ التي تحتاج أيضاً إلى نوع من حرب العصابات.

٢- اعتماد سياسة تجنب تحرير المدن من جديد٬ وحل مسألة المدن المحررة سابقاً بتركها للإدارة المدنية والأمن المحلي.

٣- اعتماد السياسة الوطنية والراية الوطنية بشكل نهائي.

٤- اعتماد مدونات السلوك المقبولة في الاتفاقيات الدولية.

٥- العمل فوراً باتجاه توحيد القوى العسكرية وإعلان ذلك وتوضيح معوقاته.

٦- اعتماد أساليب الحرب الشعبية٬ والحرب الوطنية٬ والحرب التحريرية من خلال الاتوافق العام على الرؤية.

٧- توضيح العلاقة بين المستويين من حيث وحدتهما٬ ومن حيث الاختصاص والحدود.

 

ثالثاً- في الائتلاف:

١- إقامة ورشة عمل مغلقة لقوى الائتلاف وهيئته السياسية من أجل تقليص عضويته.

٢- النظر في توسيع قاعدته من القوى والهيئات التمثيلية الأخرى٬ القائمة والجديدة٬ بعد تحديدها والتفاعل معها.

٣- اعتماد تعديلات النظام الأساسي والنظر في إلغاء منصب الأمين العام والاعتماد على مدير تنفيذي معين من خارجه.

٤- إقامة ورشة مغلقة يشارك فيها رجال أعمال للنظر في التمويل الوطني.

٥- ورشة مشتركة مع المجلس الوطني الكردي لوضع استراتيجية عملية تتعلق بالحالة الكردية كلها و،إنهاء الأثر التخريبي للإشكالات البينية٬ وكذلك بحث مسألة إمكانية مساهمة البيشمركة السورية وآلياتها.

٥- إقامة ورش خاصة لتطوير الإعلام بشكل نوعي.. والإعلام الخارجي.

٦- تحويل العمل الخارجي باتجاه المأسسة بعد فشل ذلك دورة إثر دورة.

٧- خيارات وأفكار لإعادة هيكله الائتلاف:

أولاً- إنهاء عضوية ممثلي “ كتلة الأركان”بعد أن أصبح وجودها نافلاً٬ حيث انتفى وجود “ الأركان” ذاتها٬ ولم يعد المجلس العسكري موجوداً منذ زمن٬ وهو المرجعية التي تعين وتستبدل هؤلاء الأعضاء. إن هذا لا ينتقص أبداً من تقدير العديد من أعضاء هذه الكتلة وفاعليتهم الشخصية بالطبع.

ثانياً- الطلب من المجالس المحلية في البلاد أن تثبت أو تغيّر في تفويضات وتسميات ممثليها إلى الائتلاف٬ ويمكن أن يقر إعادة النظر في هذا التفويض مع كل تجديد في انتخاب مجالس المحافظات..

ثالثاً- جمع تسميتي” الشخصيات الوطنية” وممثلي” الحراك الثورية” تحت تسمية واحدة” الشخصيات الوطنية والثورية” مثلاً.. بالتوافق بين ممثلي القوى الرئيسة في الائتلاف٬ تثبيتاً أو إلغاء عضوية.

رابعاً- الطلب من كل الكيانات والقوى المشكلة للائتلاف إعادة النظر بممثليها٫٬— تثبيتاً أو يُستحسن- تبديلاً-.. وتتم إعادة النظر هذه بمراسلات نظامية وأصولية في فترات منتظمة وشاملة.

خامساً- تتوسع قاعدة تمثيل الائتلاف بقوى وكيانات سياسية أخرى بالتوافق٬ وبممثلين لتجمعات مهنية ومدنية وقطاعية…

سادساً- تعمل لجنة إعادة الهيكلة المفترضة ذاتها على تحضير الشروط اللازمة لعقد مؤتمر عام لتكريس عملية التحول والتغيير هذه..

 

وختاماً:

لقد تقدمنا بهذه الأفكار مراراً وتكراراً٬ وخصوصاً في دورة الهيئة العامة الأخيرة التي انعقدت تحت وطأة هزيمتنا وفشلنا في حلب٬ ولم تجد أذناً صاغية بما يكفي للانطلاق نحو العمل.. وتوج ذلك ما حدث من تهرب من إصدار بيان يقطع مع التطرف وجبهة النصرة.

ونحن٬ إذ ندرك تواضع حجمنا بين قوى الثورة والمعارضة٬ وندرك أيضاً فوات أدواتنا وآليات عملنا٬ نعتقد أن هنالك فرصة أخيرة أمام الائتلاف حتى ينفض نفسه وينقضها٬ ويأخذ دوره المفترض المفتقد.. ولن يكون أمامنا في الأيام القليلة القادمة إلا انتظار بوادر التغيير٫ وإلا سنضطر آسفين إلى الانسحاب من الائتلاف٬ مع كل ما نراه من خسارة وطنية إذا خسره الشعب السوري٬ من دون أن يكون لديه البديل الذي يعوض عنه ويتجاوزه !

لقد مرت أمام الائتلاف فرص عديدة أضعناها كلها لننتفض٬ ولم نفعل.. ولدينا الآن ربما فرصة أخيرة!

تقبلوا كل التحية والاحترام وتمنيات النجاح لكم في عملكم!

 

المكتب التنفيذي لتيار مواطنة

٦/١/٢٠١٧

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة