عصام دمشقي :التصور الأكثر واقعية هو أن يتوصل الأمريكان إلى حل يرضي “قسد” وتركيا في آن واحد
آدار برس- خاص
استبعدَ السياسي السوري “محمد عصام دمشقي” أن توافق الولايات المتحدة الأميركية على شن تركيا هجوماً واسعاً على منطقة شرق الفرات على حساب قوات سوريا الديمقراطيّة، معتبراً أن الأخيرة تشكّل الطرف «الأكثر موثوقية في تنفيذ السياسات الأميركية»، مشيراً إلى أن التصور الأكثر واقعية هو أن يتوصل الأمريكان إلى حل يرضي “قسد” وتركيا في آن واحد.
جاءَ ذلك في تصريحٍ أدلى به “دمشقي” الذي يعد عضواً في “تيار مواطنة” لـ “آدار برس” ردّاً على سؤال حول التهديدات التركية بشن هجوم على منطقة شرق الفرات، ومدى إمكانية سماح الولايات المتحدة الأميركية لتركيا بالقيام بهذه الخطوة.
وقالَ السياسي السوري في معرض إجابته: «إن الإجابة على هذا السؤال تطرح دفعة واحدة؛ تناقضات وصراعات الأطراف الإقليمية والمحلية، وترتبط باحتمال وجود مساحة تقاطع ومصالح بين مختلف الأطراف باعتبار أن التصور القائم على أن يفرض أحد الاطراف إرادته أمر مستبعد، بغض النظر عن موازين القوى العسكرية».
وأضاف: «تم توضيح السياسة الأمريكية في الفترة الأخيرة بمواجهة داعش وعدم السماح لها بالعودة، وبمواجهة النفوذ الإيراني في سورية، بما ينسجم مع السياسة الأمريكية في الضغط على إيران وتحجيم نفوذها، خاصة بعد العودة إلى تطبيق العقوبات عليها، وبالطبع هذا التحجيم ينسجم مع المصالح والسياسة الاسرائيلية الرافضة للدور الإيراني في المنطقة، والذي تستمر في تحجيمه».
وتابع: «لكن السياسة الأمريكية تأخذ أيضاً بعداً استراتيجياً من خلال ربطها لوجود قواتها بالتوصل الى حل سياسي في سورية على أساس القرار 2254 من خلال الضغط بمختلف الوسائل التي لا تصل إلى حد المواجهة العسكرية مع النظام السوري».
وأردف: «هذه الخطوط الواضحة للسياسة الأمريكية لا تعني أبداً وجود خطة طريق واضحة، حتى الآن، ويقال إن الخبراء بصدد إعدادها، ولا يزال الدور الأمريكي يمارس من خلال الضغط على الروس والأتراك والتفاوض معهم، والذين من جهتهم لا يستطيعون تجاهل الوجود العسكري الأمريكي المتحالف مع “قسد” وبالطبع لا يستطيعون تجاهل الثقل الأمريكي عالمياً».
وقالَ “دمشقي” إن: «السياسات التركية من جهتها مرجعيتها الأساسية هي خلق شريط حدودي خال من نفوذ الـPYD المعتبر استمراراً لـ PKK، وتركيا تربط مفهوم الإرهاب بـ”قسد” أكثر مما تربطه بداعش، هكذا يبدو أن لا مساحة تقاطع ممكنة بين السياسات التركية والأمريكية تسمح بقبول أمريكا لتمدد النفوذ التركي شرق الفرات على حساب “قسد” الطرف الأكثر موثوقية في تنفيذ السياسات الأمريكية، والمعتبرة شيئاً مختلفاً عن أن تكون مجرد استمرار تاريخي لـ PKK، رغم التواجد الرمزي لاستمرارية الحزب، وانعكاس تاريخه الإيديولوجي في ممارساته السياسية، وما يؤكد هذا الموقف الأمريكي هو تخصيص الجوائز المالية لمن يدلي بمعلومات تفيد بالقبض على قادة تاريخيين لـ PKK».
وزاد: «إن تعقيدات وتناقضات الوضع السوري تضيف أبعاداً غير متوقعة أحياناً، فـ”قسد” لا تقطع الخطوط مع النظام السوري، وهو موقف لا يبدو أنه يزعج الداعم الأمريكي، بل تستنجد بالنظام السوري في مواجهة الخطر التركي باعتباره الخصم الأسوأ والأخطر والنظام السوري من جهته، وطالما لم تصل اللعبة إلى نهايتها، فلا مانع لديه من تقليم أظافر “قسد” وإضعافها، ولو من قبل الأتراك، حتى تعود إلى الكيان السوري، عندما يحين أوان التسوية السياسية، أقل قوة مما هي عليه، وهذا الأمر ينسجم مع المصلحة الإيرانية أيضاً في إضعاف أي نفوذ كردي».
وقال “دمشقي”: «لكل ما سبق، فإن التصور الأكثر واقعية- مالم تحصل تطورات درامية غير متوقعة- هو أن يتوصل الأمريكان إلى حل يرضي حليفهم في شرق سورية “قسد”، ويرضي أيضاً حليفتهم في الحلف الاطلسي تركيا، ربما بخلق منطقة عازلة على طول الحدود السورية الشمالية، أو وفق ما يتوصل إليه خبراء الخارجية والأمن في أمريكا من خلال خطة الطريق المنتظرة، لكن لا يرجح أن يكون الحل بالموافقة على الاجتياح التركي لشرق الفرات».
آدار برس/ سلام أحمد