الأسد للمرة الثانية في زيارة خارجية منذ ثمان سنوات 04-03

الأسد للمرة الثانية في زيارة خارجية منذ ثمان سنوات.
كسر عزلة أم تأكيد ارتباط؟!

زار رأس النظام السوري إيران في 27 شباط الماضي، التقى خلال هذه الزيارة التي جرت بشكل سري وفردي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ورئيس إيران حسن روحاني وكذلك قاسم سليماني.
ترافقت هذه الزيارة على الجانب الإيراني باستقالة جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، عراب الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني الأمر الذي غطى إعلامياً على هذه الزيارة، حيث يمكن أن نقول إنه هذه الاستقالة كانت تحمل توجهين الأول الاحتجاج على السياسية الإيرانية التي ستتسبب بشكل أو بآخر بمزيد من التوتر مع أمريكا، والثاني أنه يبرئ ذمته ويحفظ علاقته الدبلوماسية مع أمريكا.
أما على الصعيد العربي فقد ترافقت هذه الزيارة مع انتهاء القمة العربية الأوربية في القاهرة، والتي كانت سوريا على أجندتها والتي لم يتم دعوة النظام إليها حيث تم الاتفاق فيها على ضرورة الحل السياسي وفقاً لبيان جنيف الصادر عام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وقبلها القمة العربية وفشل بعض المساعي العربية في إعادة النظام إلى الجامعة العربية ومحاولة فك ارتباطه مع إيران، حيث تأتي هذه الزيارة رسالة واضحة للعرب على العلاقة الاستراتيجية بين النظام وإيران وتعزيز هذا الارتباط حيث صرح حسن روحاني أن ” انتصار سوريا هو انتصار لإيران وللأمة الإسلامية بأكملها”.
كما ترافقت هذه الزيارة مع موعد زيارة نتنياهو إلى روسيا، حيث يمكننا أن نقرأ في ذلك رسائل واضحة للروس وإسرائيل معاً، من أن سياسية إيران في سوريا مستمرة وأنها وضعت لها موطئ قدم قوي لن تتراجع عنه، كما تحمل رسائل للروس أنها لن تستغني عن الأسد الذي يظهر الروس مرونة أكثر نحو عدم بقائه وأقل احتراماً له ولاسيما بعد الصورة المسربة لرأس النظام من قاعدة حميمم، وأنه حليف وجزء من المرحلة المقبلة بما يضمن مصالحهم.
وبعيداً عن البرتوكولات السياسية والسخرية التي لحقتها على الإعلام عن زيارة الأسد الفردية، علينا أن نكون واقعين في النظر إلى هذه الزيارة حيث أنها تكشف عن المصلحة المشتركة بين الروس والإيرانيين في بقاء الأسد، كما أنها تكشف عن حاجتهم له على الأقل في هذه المرحلة وحاجته لهم بالمقابل، ففي الغالب لم تتم هذه الزيارة دون علم مسبق للروس ولربما بتنسيق معهم،كما يجدر بنا أن نذكر أنه منذ أكثر من ثمان سنوات يعيش رأس النظام السوري عزلة سياسية دولية، وهذا ثاني خروج له بعد زيارته السرية السابقة إلى روسيا.
وبالنظر إلى هذه الزيارة، فإننا في تيار مواطنة نرى أن هذه الزيارة لا تشكل فرقاً في محاولة الإيرانيين كسر عزلة النظام السياسية، ولكنها بالتأكيد تؤكد على مدى ارتباط النظام بإيران، وأنه غير قادر على الخروج من عباءة الإيرانيين، الأمر الذي يعني – نقصد الخروج عن الإيرانيين – زواله أو الخطوة الأولى باتجاه نهاية النظام وكسر المشروع الإيران في المنطقة بآن والذي يبدو أن قريب الأيام ستكشفه بوضوح بعد حديث نتنياهو عن اتفاقاته مع يوتين حول إخراج الإيرانيين والميليشيات الشيعية من سورية.

تيار مواطنة

المكتب الإعلامي 04-03-2019

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة