الضامن يحتاج إلى ضامن 13-05-2019
تصاعدت بداية الشهر الحالي العمليات العسكرية التي يقودها النظام السوري مدعوماً بالقوات الروسية، والتي تستهدف قرى وبلدات ريف حماة الشمالي و ادلب الجنوبي. وهي الأعنف منذ توقيع اتفاقيات خفض التصعيد، حيث استهدفت هذه العمليات العسكرية السكان المدنيين من أجل إجبارهم على النزوح خارج بيوتهم وأراضيهم. وقد بلغ عدد المهجرين أكثر من 140 ألف نازح ومهجر قسري، بالإضافة إلى عشرات الشهداء.
وبالنظر إلى التطور العسكري الأخير لم يكن مستبعداً ابداً، لمن كان يراقب مجرى التحولات السياسية في سوريا منذ العام 2016، حيث كان الكثير يتوقع أن تغدو إدلب غروزني ثانية، ولاسيما بعد خروج جميع فصائل المعارضة العسكرية المتشددة إلى مناطق إدلب، ولكن إلى المدى القريب مع اتفاقيات خفض التصعيد التي جرت بين الروس والإيرانيين والأتراك، كان ثمة نوع من الأمل يستبعد تلك اللحظة ولو مؤقتاً؛ فبحسب أستانة كان من المتفق أن يقوم الأتراك بدور القضاء أو إيجاد حل لجبهة النصرة الأمر الذي تأخر وماطل الأتراك فيه كثيراً تهرباً من ذلك الاستحقاق، الأمر الذي ذكرناه سابقاً أن تغيير اسم الجبهة لن يغير شيئاً من حقيقتها أمام الروس.
وبالنظر إلى الوضع الراهن يمكن قراءة مدى هذه العملية حيث ليس من المتوقع أن تشمل كامل إدلب بل ستذهب إلى تقسيم إدلب إلى قسمين، بانتظار توضح اتفاقيات أستانة التي أبرمت تحت الطاولة بين الضامنين الثلاث، بحيث تقوم قوات النظام السوري بالسيطرة على الطرق الدولية المهمة، مدعومة بقوات روسية برية لأول مرة، الأمر الذي يعكس غياب الحضور الإيراني ومحاولة تحجيمه في سوريا، فإذا كان الروس هم من سيقومون بإدارة العمليات البرية فسيستلزم هذا عدداً أكبر من القوات البرية وهو الأمر المستبعد بالنسبة لهم الآن، حيث من المؤكد أن عينهم وطموحهم الكبير نحو شرق الفرات، وبالتالي فإنهم سوف يذهبون نحو تأخير العملية الحاسمة في إدلب على المدى المنظور المؤقت وليس على المدى الطويل وربما تكون تحت رعاية تركية على غرار مناطق درع الفرات.
ونحن في تيار مواطنة ندين ما يتعرض له أهلنا المدنيون في إدلب و ندعو الدول الضامنة ولاسيما تركيا إلى تحمل مسؤوليتها اتجاه المدنيين في إدلب في حمايتهم ومنع التهجير القسري الذي يتعرضون له، كما ندعو المنظمات الإنسانية إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى سكان إدلب، والضغط على الأمم المتحدة والدول ذات الشأن من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تضمن عدم تهجير المدنيين والقضاء على الإرهاب في نفسالوقت.
تيار مواطنة
المكتب الإعلامي 13 أيار 2019