ليرتنا عزتنا!.. أيها السوري يمكنك أن ترفع رأسك الآن
سوريا بلدنا الذي لم يبق للسوريين فيه غير الذل، أينما وجهوا أنفسهم، لم يبق لهم أن يفخروا وأن يعتزوا إلا بالليرة السورية التي لم يعد لها قيمة في التداول لا محلياً ولا دولياً.
تستيقظ صباحا ليصدمك الفيسبوك بحملة تحت عنوان “ليرتنا- عزتنا”، وذلك بعد انخفاض قيمة الليرة السورية إلى حد كبير تجاوز الألف ليرة سورية مقابل الدولار، ومع بدء بعض حملات الغضب في مدينة السويداء تحت عنوان “بدنا نعيش”.
لا أحد يعرف مصدر هذه الحملة ولكن تسابقت بعض المحلات في التنافس إلى تقديم العروض بليرة سورية واحدة، المضحك في الأمر أن من أطلق هذه الحملة يبدو وكأنه كان نائماً على غرار أهل الكهف، ولم يكن يدري أنه ومنذ عام 2013 تم إصدار قانون بإلغاء التداول بالعملة السورية من فئة الليرة المعدنية، وأنه لم يعد لها قيمة، وانهالت التحليلات الاقتصادية المضحكة عن قيمة هذه الدعوة وأهميتها وطنيا ليخرج رئيس غرفة الأوراق السورية ويقول ساخراً ” أنها مزاح لبث الروح الإيجابية”.
لكن المبكي في الأمر هو تلك الصور التي ملأت الفيسبوك لأناس بالمئات، اصطفوا أمام تلك المحلات وبعضها كان مغلقاً وبعضها غير موجود وبعضها تحول للنصب والاحتيال. المفجع أيضاً في الأمر أنها تعكس حقيقة حجم المعاناة الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها السوريون والجوع والفقر الذي يفتك بهم.
هنا يحق لنا التساؤل، هل سبق وأن بلغ التاريخ أن وجدت سلطة كهذه السلطة تبالغ في إذلال شعبها وسلبه كرامته؟
ما نوع هذه السلطة التي تملك كل هذه الوقاحة في التلاعب بمشاعر الناس الإنسانية ووعيها لا بل تسخر منهم بكامل إرادتها، وتسد فمه بالسلاح إن لزم الأمر وتهجره وتقتله.
كانت كلمة ارتفاع الدولار التي بدأت تجتاح حديث السوريين كفيلة بإرعاب قصره العالي مما استلزم رأس السلطة أن يصدر مرسوماً باعتقال وتغريم كل من تسول له نفسه بذكر كلمة دولار على الفيسبوك أو بالشارع، وهذا ليس ضرباً من العبث بل وهن لعزيمة الأمة والأخ الأكبر في عز انتصاره العسكري وسحقه ما تبقى من سوريا والسوريين.
بالتأكيد أن هذه الحملات ليست عبثية بل جزء من ممارسة السلطة- الطغمة التي لا تفوت فرصة في لي عنق السوريين كلما فكروا خارج صندوق الملك وجربوا النظر إلى معاناتهم وحالهم وما هم عليه، حيث لا يحق لهم أن يكون صوت رغيفهم وأمعائهم أعلى من صوت بندقيته ونصره العسكري.
ليرتنا عزتنا، حين لم يبق للسوري شيء يفتخر به في حين سُلبت كرامته وخبزه وأرضه وبيته، ولم يبق له إلا أن يكون دونكيشوتا يفتخر بطواحين هواء الباب العالي الذي قادهم جميعا في سفربرلك محلي تحت شعار أنا وليفنى الغنم، هذا الملك الذي يتعامل معهم إلى الآن تحت هذا الشعار.
الحرية لكل السوريين، والكرامة والحياة تليق بهم ولن تكون ملكهم كما رغيفهم إلا برحيل هذه السلطة.
تيار مواطنة
المكتب الإعلامي 28 كانون الثاني/ يناير 2020