تظاهرات السويداء … عودة الروح
تسع سنوات من الانكسارات والموت والدمار والتشرد والإهمال، عاشها الشعب السوري المنتفض.
واجهته أعتى آلة عسكرية للنظام وحلفائه الروس والإيرانيين.
فأوصلت سوريا إلى حدّ الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ومازالت السلطة الطغمة تمسك بعنق السوريين حتى الموت اختناقاً وقصفاً وبرداً وجوعاً!
مازالت السلطة الطغمة تصرّ على احتكار مقومات الحياة المادية والمعنوية والسّياسية للسوريين وترفض بالمطلق أي محاولة للتغيير والدخول في العملية السّياسية التي ستفتح الباب للبدء بحل الأزمات السّياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنقل سوريا إلى الدولة العلمانية ؛ دولة المواطنة المتساوية والقانون وحقوق الإنسان.
لم تأتِ هذه المظاهرات من فراغ، بل كرست مقولة أن سوريا لن تدخل عصر الديمقراطية إلا بزوال هذا النظام وأن هذا النظام لن يسقط إلا بالقوة، سواء أكانت قوة الشارع بدعم دولي أو كانت بضغط دولي، فإن المطالبات والاستجداء والمناشدات قد سقطت جميعها أمام تعنت هذه الطغمة وحلفائها. من هذه الحقيقة، حقيقة أن السّوريات والسّوريين يموتون يومياً، تنتفض السّويداء بمظاهرات تعبر عن غضب السّوريين عموماً ولليوم الثالث على التوالي تصدح حناجر المتظاهرين بهتافات تستهدف السّلطة ورأسها بشكل مباشر وهذا دلالة على فهم السّوريين الصحيح لقضاياهم المعيشية والاقتصادية والحريات العامة المرتبطة بشكل وثيق بحل الأزمة السّياسية التي سببها النظام القائم والنسخ الأخرى من الاستبداد.
نحن في تيار مواطنة نشدّ على أيادي هؤلاء المتظاهرين ونعتبر أنفسنا جزءاً من حركتهم ونضع أنفسنا في خدمة هذا الحراك التواق للحرية وللكرامة وللانعتاق من جميع أشكال الاستبداد.
تحية للمتظاهرين في السويداء وطفس وإدلب ضد الاستبداد!
الحرية لسوريا وطناً لجميع أبنائها!
تيار مواطنة ٩ حزيران/ يونيو ٢٠٢٠