رأس العين… حقل ألغام “إعلان مبادئ”- 5-12-2012
رأس العين… حقل ألغام
“إعلان مبادئ”
1ـ إن تيار مواطنة يذكِّر من بحاجة إلى التذكير من العرب والكرد بأنه يدعم بدون لفّ أو دوران حقّ الكرد في تقرير مصيرهم بأنفسهم وإقامة دولتهم الموحدة على أرضهم التاريخية المقسمة اليوم بين أربعة بلدان (إيران ـ العراق ـ تركيا ـ سوريا) مثلهم في ذلك مثل كل شعوب الأرض، وعلى طريق هذا الحلّ التاريخي (كردستان الموحدة أرضاً وشعباً) يمكن أن تقوم كيانات كردية سياسية مرحلية مستقلة إلى هذه الدرجة أو تلك حسب الوضع العياني الملموس في كل جزء من كردستان.
2ـ يجب ألا يخفى على أحد أن نواة كردستان المركزية ـ أرضاً وشعباً ـ لا تقع في سوريا وإن الجزء الواقع في سوريا منها هو جزء طرفي وهو مثل كل الأجزاء الطرفية للأوطان وللأمم غير محدد، ومتداخل مع الأمم الأخرى جغرافياً وسكانياً، وهو ما يجعل منه وضعاً خاصاً له حلّه المرحلي الخاص.
3ـ انطلاقاً مما سبق وفي الظرف الراهن والأفق المنظور وعلى طريق الحل التاريخي نقول:
إننا نعترف بالقضية الكردية في سوريا بوصفها قضية قومية بامتياز، وبالكرد السوريين بوصفهم جزءاً لا يتجزأ ـ إلا بإرادتهم ـ من الشعب الكردي حيثما وجد، وبأن قضيتهم هي قضية وطنية سورية عامة تهم الشعب السوري بوصفه كلاً لا الكرد وحدهم فقط، والحل ـ حتى لو كان مرحلياً ـ هو حل سياسي وليس مدنياً فقط ومن البديهي أن يترتب على كل ما سبق الاعتراف بالكرد بوصفهم القومية الثانية في البلاد، وليس لدينا مشكلة في تثبيت ذلك دستورياً وبما يترتب عليه بدءاً من الاعتراف بلغتهم القومية وانتهاءً بالسياسة وسوف نعمد لاحقاً إلى كتابة بحث لتوضيح معنى الاعتراف باللغة، وفيما يتعلق بالسياسة، وعلى الرغم من عدم وجود حيز جغرافي متصل ـ باستثناء منطقة عفرين ـ وعلى الرغم من التداخل وعدم التحديد الذين أشرنا إليهما نقول على الرغم من ذلك فإننا على استعداد للتفكير في إمكانية وجود إدارة ذاتية في عفرين مثلاً، مع منح المناطق الأخرى حيث تكون الأغلبية للكرد إدارة لا مركزية يكون مضمونها متناسباً مع الوضع الملموس.
4ـ إن إعلان المبادئ هذا ربما كان ضرورياً حتى ندخل إلى وضع رأس العين على أرض من الوضوح، وكي لا يصطاد أحد ـ عرباً أو كرداً ـ طرائد وهمية. نعود الآن إلى رأس العين، حيث قلنا أنها حقل ألغام، وهي كذلك بحق، وبخاصة في سياق المعركة الدائرة هناك، حيث تتداخل حقول متعددة من الصراع، بدأ من الصراع بين الثورة السورية وجيشها الحر والسلطة الطغمة وانتهاءً بالصراع الكردي- الكردي بين المجلس الوطني الكردي و BYD (الذي هو في الحقيقة والممارسة فرع لحزب العمال الكردي في تركيا) مروراً بالصراع بين الكرد والسلطة السورية، في كل مناطق الشمال الشرقي، والشمال، والشمال الغربي، على قاعدة إنكار الحقوق الكردية من قبل الشوفينية العربية المريضة، لا بل نزع الجنسية التاريخي عن جزء كبير منهم الذي استمر حتى وقت قريب جداً.
والصراع المضمر والمفصح عنه في آن بين الجيش الحر والـ BYD الذي اشتعل في غير منطقة قبل رأس العين وعلى سبيل المثال في حلب وفي وريفها الشمالي الغربي. ومما يزيد في تفاقم هذا الصراع موقف الحزب المذكور من تركيا والآثار السلبية التي يمكن أن تترتب على الثورة السورية جراء ذلك.
نضيف إلى كل ما سبق الموقف العدائي بين الكرد وعرب الغمر الذين رُحِّلوا من وادي الفرات إلى الحزام الحدودي مع تركيا في الجزيرة تنفيذاً لمشروع الحزام الشوفيني سيئ الذكر، الذي جاء على حساب الكرد وحقوقهم على طول الخط، وفي سياق آخر ينبغي الاعتراف أيضاً أن العلاقات بين الكرد من جهة والسريان والآشوريين من جهة أخرى لم تكن ودية إلا في فترات متقطعة، ويمكن فهم هذا الأمر لأسباب متعددة ليس أقلها المذابح التاريخية التي جرت في سياق الثلث الأول تقريبا من القرن العشرين في العراق وتركيا حيث يُلقى باللوم ولو جزئياً وعرضياً على الكرد. فإذا أضفنا إلى ذلك الصراع على الأرض والنفوذ والإدارة والحياة العامة تصبح المسألة مفهومة تماماً، ولاستكمال الصورة تنبغي الإشارة إلى دخول القيادة البرزانية في العراق على خط الصراع في سوريا من خلال المجلس الوطني الكردي وبعض أحزابه بشكل خاص وقد يتفاقم الأمر إذا تذكرنا دخول الأتراك على خط الصراع مع BYD. وطبيعة العلاقة بين البرزاني وتركيا المعقدة إلى حد كبير لجمعها بين الأضداد. وفي السياق الكردي الخاص تنبغي الإشارة إلى وجود درجة من عدم الانسجام بين القاعدة الشعبية ـ أو بعضها على الأقل ـ وبين القيادات الحزبية ويمكن الإشارة إلى وضع عامودا على هذا الصعيد ونسارع إلى القول إن أحداث رأس العين ربما تكون، بل هي كذلك، قد قربت المسافة بين القاعدة المذكورة وقياداتها ويمكن الاستدلال على ذلك بحضور العلم الكردي وغياب علم الاستقلال السوري الذي بدأ بشكل تدريجي قبل رأس العين وتسارع بعد ذلك.
والآن وفي سياق عناصر المقدمة السابقة كيف تفصح المواقف عن نفسها في معركة رأس العين؟
1ـ من الصعب اعتبار الـ BYD جزءاً من الثورة السورية وهو في أحسن الأحوال ينطلق من موقف قومي كردي همه الأول والأخير تحسين مواقعه بغض النظر عن الثورة ومآلها بما في ذلك إمكانية تواطئه مع السلطة وتواطئها معه، وهو ما ظهر في ما لا يحصى من الأفعال والمواقف. ولذلك فقد استغل الحزب المذكور هذا التواطؤ ورسخ مواقعه في معظم الأجزاء من الحدود مع تركيا على حساب المجلس الوطني الكردي والجيش الحر سواءً بسواء وفي هذا الترسيخ خطر شديد على الثورة السورية وجيشها الحر من عدة وجوه ليس أقلها تشكيل حاجز بين الثورة وظهيرها الشمالي.
2ـ زادت معركة رأس العين من التباس موقف المجلس الوطني الكردي من الثورة وهيئاتها إلى حد كبير وبدا أنه هو الأخر يفكر بشكل كردي صرف إلى حد كبير، وهو الأمر الذي أتاح كما قلنا للـ BYD الذي استقدم بضعة آلاف من مقاتليه المدربين والمسلحين جيداً من تركيا وجبال قنديل في كردستان العراق الأمر الذي عزز مواقعه بشكل حاسم على الأرض وفي الهيئات الكردية دون مقاومة تذكر من قبل المجلس الوطني الكردي المذكور. وفي هذا التعزيز كما أشرنا قبل قليل خطورة على الثورة ليس فقط لأنه يشكل حاجزاً بين الثورة وظهيرها كما قلنا قبل قليل بل قد يؤدي إلى الاصطدام مع تركيا ومع الجيش الحر، وربما لاحقاً مع المجلس الوطني الكردي نفسه، وبهذا الشكل تكون السلطة السورية قد ضربت ثلاثة عصافير بحجر واحد.
3ـ ولادة مزاج كردي عام شعبي وسياسي مؤداه: الواجب هو استثمار الصراع الدائر في سوريا بما يخدم قضية الكرد ـ المشروعة بحق ـ ولكن بغض النظر عن تطور الثورة ومآلها وضرورة الانحياز الفعلي إليها ونستثني هنا مرة أخرى عامودة ـ حتى الآن على الأقل ـ فهي ما تزال صامدة في وجه الـ BYD وغيره من القوى الكردية وقد تجلى هذا المزاج في التفكير والممارسة وبخاصة في ولادة ما سمي الجيش الحر الكردي الذي سيناط به كما يقال حماية المناطق الكردية ولكن ممن، من السلطة أم من الجيش السوري الحر، أم من كليهما وهو بهذا المعنى سيكون ظهيراً لـ BYD.
4ـ بروز مزاج كردي عام ينظر إلى مناطق الحدود مع تركيا بوصفها مناطق كردية بدءأ من دجلة في الشرق وانتهاءً بجنديرس على حدود اسكندرون باستثناء بعض المدن غربي الفرات مثل منبج والباب واعزاز، وبهذا المعنى يرفض الكرد دخول الجيش الحر إليها، ويغطى هذا المزاج بكلام قد يكون حقاً ولكنه يراد به باطل لأنه يخفي الاعتبار السابق تحت حجج من طراز: عدم إدخال هذه المدينة أو تلك في دوامة القصف والقصف المضاد أو الإبقاء عليها ملاذا للاجئين من أماكن أخرى في الداخل أو عدم إثارة النعرات بين الكرد والعرب…الخ
ومما زاد تفاقم هذا المزاج الدعم الكبير الذي رفد مقاتلي رأس العين من مقاتلي تل أبيض الذين هم في جلهم من العرب وكأن لسان حال الكرد يقول لكم تل أبيض ولنا رأس العين، إلا أن تل أبيض ورأس العين في المآل الأخير ينتميان إلى سوريا وليس إلى دولتين متجاورتين.
ليس هذا فحسب بل أن الاعتبار الكردي لمناطق الحدود ليس صحيحاً، فباستثناء عفرين والجزيرة الشرقية والوسطى (من دجلة إلى مشارف رأس العين الشرقية) وعين العرب، نقول باستثناء هذه المناطق ـ وهي كبيرة بالتأكيد ـ ثمة مناطق عربية من الناحية الرئيسية وقد أشرنا إليها وأخرى ـ تركمانية، وأخرى مختلطة ومتداخلة جداً بين الكرد والعرب والتركمان والسريان والآشوريين والشيشان. وهو الأمر الذي ينبغي الاعتراف به من قبل كل الأطراف وبخاصة من الطرفين الكردي والعربي.
5ـ ثمة حساسية عالية بين الكرد والترك بشكل عام ـ ليس بين BYD والترك فقط ـ وتصل هذه الحساسية إلى حد العدوانية في أحيان كثيرة، وفي هذه الحال كيف يمكن التوفيق بين الموقف الكردي هذا والدعم التركي المعنوي والسياسي والإنساني متعدد الوجوه للثورة السورية. نحن نعتقد أن الأمر بحاجة إلى درجة عالية من الحكمة والمسؤولية والحصافة من قبل الكرد وبخاصة من قبل المجلس الوطني الكردي ـ ولا معنى بالطبع لطلب ذلك من BYD.
6ـ انطلاقاً من العلاقة المعقدة بين البرزاني وتركيا، والعلاقة التناحرية بينه وبين السلطة المركزية ـ المالكي على الأقل في بغداد ـ والعلاقة شبه الوصائية على بعض القيادات الكردية في سورية، الذي يحظى به البرزاني بين الكرد في سوريا انطلاقاً من الأمل المعقود على كردستان العراق والقيادة التاريخية البرزانية نقول انطلاقاً من كل ذلك يصعب تقدير الآثار المحتملة ـ إن سلباً أو إيجاباً ـ التي يمكن أن تتركها طبيعة العلاقة المذكورة وبخاصة في سياق العلاقة التناحرية مع بغداد التي تدعم بوقاحة السلطة السورية ونحن إذ نأمل خيراً من كردستان العراق، لا نرى، فيما جرى حتى الآن وبخاصة في سياق معركة رأس العين، ما يكفي من الدلائل القوية على ذلك، بل أننا نخشى أن يحصن البرزاني الدم الكردي من أن يسفك بأيدي أهله ـ وهو هدف مشروع ما دام ممكناً ـ إلى ضرب الـ BYD بالترك والجيش الحر بما في ذلك احتمال أن يكون الكرد وقيادتهم ظهيراً للحزب المذكور. وفي السياق نفسه يمكن أن يكون وراء التردد الكردي في الانحياز الفعلي والحاسم في الثورة السورية بدءاً من القيادة في العراق وانتهاءاً بالمجلس الوطني الكردي في سوريا، نقول نخشى أن يكون وراء ذلك تصور لمصير سوريا يقوم على ما قدمه الإبراهيمي، وبهذا المعنى يتوجب على الكرد أن يعملوا لحسابهم الخاص ولحسابهم فقط لا لحسابهم وحساب الثورة السورية معاً إن التردد الكردي ليس في مكانه، وعلى الرغم من اعتقادنا أن الأحزاب الإسلامية لم تقدم شيئاً يذكر للقضية الكردية لا في إيران ولا في تركيا وعلى الرغم من تقديرنا وتفهمنا للموقف الكردي على هذا الصعيد فإننا نعتبر انتصار الثورة السورية خطوة إلى الأمام ولن يخسر الكرد شيئاً بسببه، وذلك ببساطة لأنه لا حقوق لديهم كي يخسروها ولأن الصيرورة الثورية في سوريا سوف تفسح في المجال لطرح كل القضايا في سوريا، وهي تطرحها بالفعل، ناهيك في الأصل عن أن حقوق المواطنة المدنية الكاملة لن تكون موضع نقاش، ولنا الحقّ في هذه الحال أن نعتبر موقف المجلس الوطني الكردي من هيئات الثورة السورية في غير مكانه، وهذا لا يعني على الإطلاق أن يكفّ الكرد عن مطالبهم المشروعة بحق ولكنه يعني إمكانية الانخراط في الثورة وهيئاتها حتى في حال عدم النصّ عليها بالكامل من قبل هذه الأخيرة والعمل من خلالها ومن خلال ما يتحقق قبل الثورة وبعدها لاستغراق هذه الحقوق.
7ـ على قاعدة تعقيد الوضع في الشمال ورأس العين ذاتها ارتفعت أصوات كردية كثيرة حول هجوم مدعوم بالدبابات التركية على رأس العين وقد أشاع مثل هذا حزب الـ BYD، وبعيداً عن أن هذا الحزب ليس مصدراً للحقائق إن لم نقل غير ذلك فنحن نسأل هل كانت هناك دبابات تركية تحت تصرف الجيش الحر في حلب وفي ريفها الغربي الشمالي حتى يفتح الحزب معركته مع الجيش الحر، بالطبع لا، والحزب نفسه لم يقل غير ذلك، إذن من الصعب تغطية السموات بالقبوات ولا حاجة لمثل هذا الإعلام لتبرير المعارك. ليس ذلك فحسب، بل أن بعضهم يلح على أن نواف البشير على رأس عشيرته مدعوماً من تركيا هو الذي اقتحم رأس العين، وعند إذن وا مصيبتاه، البدو ينقضون على الكرد والحضارة معاً ويتوج الأمر أخيراً بهجوم إسلامي سلفي على رأس العين والكارثة إذن في هذا الإهاب، إنها دعاية مسبوكة جيداً، سلفيون وبدو وعرب غرباء عن المنطقة ودعم تركي بالدبابات، آلا يستثير ذلك حمية الأغيار الغيورين؟ والحال إن معركة رأس العين قادها وقام بها بضعة نفر من أهلها على قاعدة دعم قوي جيداً من مقاتلي تل أبيض المنتصرين، ولم يكن دور البشير وأنصاره أكثر من دور استعراضي بعد تحرير رأس العين، دون أن يعني ذلك أن أنصاره في الجزيرة الوسطى لم يكن لهم أي دور.
8ـ والآن والحال كذلك هل كان من الواجب الانتظار إلى الأبد حتى يحسم المجلس الوطني الكردي أمره ويقرر الانحياز الفعلي للثورة، وهل كان من الواجب انتظار أن يسيطر الـ BYD على الجزيرة برمتها ناهيك عن عفرين وبعض أحياء حلب، حتى نتحرك بعد فوات الأوان، بالتأكيد الجواب هو لا.
9ـ إذن كان من الواجب خوض الصراع على تلك الجبهة لأسباب ليس أقلها تحرير موقع يتحكم بطريق النفط وصوامع الحبوب الأكبر في سوريا وطريق الشمال الدولية وهي مسائل من شأنها أن تمنح الجيش الحر ميزات يستطيع التفاوض عليها من أجل تحسين وضعه العسكري والسياسي وتحسين وضع الشعب أيضاً في مناطق قد تبدو بعيدة مثل حلب مثلاً.
ليس هذا فحسب بل إن السيطرة على الطريق الدولية ورأس العين تجعل من سيطرة السلطة على الطرق الدولية الثلاث المؤدية إلى دير الزور المحاصرة والتي هي دمشق ـ تدمر ـ الدير، دمشق ـ حمص ـ السلمية، الرقة ـ الدير، حلب ـ الرقة ـ الدير نقول تجعل منها سيطرة مخترقة إلى حد كبير وبخاصة عندما تصبح طريق رأس العين ـ الدير شرياناً للحياة.
أخيراً، يجب القول بوضوح لكل من يعنيه الأمر أن تحرير رأس العين يشكل رأس جسر ضروري جداً لاستكمال تحرير كل الشريط الحدودي مثلما حصل غرب الفرات في مناطق عديدة ولا معنى إذن للتساؤل عن جدواه ومع ذلك يتساءل بعضنا:
على الرغم من كل ما قيل وعلى قاعدة كل التعقيدات والصراعات التي ذكرت هل كان من الواجب ـ على قاعدة الإيجاب والسلب ـ عدم خوض معركة رأس العين في الأصل؟ أو الانسحاب منها بعد أن حصل ما حصل؟ والجواب سيكون على الأرجح ـ على الرغم من كل المخاطر ـ وعلى الرغم من أن ثمة أمور لم تقل بعد عن حقل ألغام رأس العين، وعلى الرغم من المخاوف المستقبلية التي قد تنعكس على العلاقة بين الكرد والعرب، نقول على الرغم من كل ذلك:
إن ما حصل قد حصل وينبغي البقاء هناك وإدارة المعركة والسلم والهدنة والاتفاقات كلها بروح الحكمة والمسؤولية والحصافة العالية، ويجب البحث بصدق وشرف وإخلاص عن اتفاقات قابلة للاستمرار، لا هدنات هشة قابلة للانفجار في كل لحظة على قاعدة كل ما ذكر وهذا يتطلب الدرجة القصوى من المسؤولية وإعلاء الشأن العام والشأن الثوري من قبل كل الأطراف.
دمشق 5/12/2012