بيانات : لا لإعادة تأهيل المجرمين!

بيانات 0 admin5

لا لإعادة تأهيل المجرمين!

إن ما جرى خلال الأسابيع الأخيرة يشي بتحول في سياسة بعض الدول العربية، وبمقاربة جديدة لها
في التعامل مع النظام السوري، لم تتضح تفاصيلها الا ما تسرب من خطوط عريضة، أهمها الحد من
النفوذ الايراني وعودة اللاجئين والتعاون لإيقاف تهريب المخدرات والكبتاغون… الخ، والثمن تأهيل
الأسد خطوة بخطوة وحوافز مادية مغرية تطال إعادة الإعمار!
هذه المقاربة كان مدخلها، كارثة الزلزال الإنسانية، عبر ما شهدناه من زيارات لتعزية رأس النظام
المجرم، تصب كلها لصالح إعادة تأهيله عربيا، رغم جرائمه ضد الإنسانية وما ارتكبه من فظائع فاقت
ما خلفه الزلزال بمئات الأضعاف.
إن الوجود الإيراني في الواقع ليس البعد الوحيد في القضية السورية، بل إن البعد الأساس فيها هو حلم
الإنسان السوري بالحرية والكرامة والمساواة وبالخلاص من الطغيان ومن الخوف، وهذا ما دفعه الى
الثورة قبل أن يصبح التدخل الإيراني والروسي عوامل أخرى تدخلت لكسر هذا الحلم.
إن نظام دمشق يعتمد بشكل أساسي في استمراره على تحالفه العتيق مع طهران الذي أضحت أدواتها
متغلغلة في كل مفاصل الدولة في سوريا، ودولة داخل الدولة في لبنان، ما يعني أن الرهان على مواجهة
النفوذ الإيراني عبر الانفتاح على هذا النظام هو رهان خاسر وجرب مراراً، بل لم تؤد المحاولات
السابقة في نتائجها الا إلى تقوية وتصاعد هذا النفوذ وتمدد ميليشياته في المنطقة، لكن، إذا كان ثمة
صفقة، ثمنها بقاء الأسد، فسوف تتم حتماً على حساب القضيتين السورية واللبنانية معا، صفقة سيكون
المنتصر والرابح الاساسي فيها النظام الإيراني المتهالك، والخاسر فيها نحن والمحور العربي العاجز عن
استعمال نفوذه لحل حقيقي.
إن اختزال القضية السورية "بالحد" من النفوذ الإيراني أو بمشكلة الكبتاغون وغيرها، وإهمال قضية
التغيير الديمقراطي والبعد الجرمي الإنساني والدولي لما حدث للسوريين، والمراهنة على تغيير سلوك
الأسد وعلى قدرته الانفكاك عن إيران عبر المبادرة الى تقديم بعض الخطوات لتشجيعه، كإعادته إلى
الحضن العربي، هو وأد لحلم التغيير وتفريط بالتضحيات العظيمة للسوريين، وتأهيل لمجرم العصر، ولا
تفسير آخر لذلك.
إن الخوف من حالة الاستنقاع والاستعصاء الذي أريد لسوريا أن تبقى أسيرتها منذ انطلاق الثورة،
والتي تزيد من المخاطر إن على صعيد وحدتها الجغرافية أو تركيبتها السكانية، كما الخوف مما يصدره
النظام السوري من أذية واشكالات الى جواره وإلى العالم، هي مخاوف حقيقية.
لكن هذا الاستنقاع لا يمكن تحريك مياهه الراكدة عبر تقديم مبادرات حسن النوايا للنظام، وعبر
تأهيله، بل عبر استراتيجية واضحة، تعتمد موقفاً عربياً جدياً، يضغط بإمكانياته المعروفة على كافة
المستويات ويتعاون مع كل الأصدقاء والحلفاء لفرض حل سياسي شامل للقضية السورية. وفي الحقيقة لم
يكن الوضع الاقليمي والدولي مناسبا كما الآن لمثل هذا التوجه، فبيت النظام الإيراني تتآكل أساساته
وبوتن في وضع لا يحسد عليه وكذلك وضع النظام التركي.
حل سياسي شامل يعتمد الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة بالقضية السورية، وآخرها القرار
2254 بتراتبيته والذي اعتمد بأساسياته على بيان جنيف 30 حزيران 2012 وقرار مجلس الأمن
الدولي 2118. والتي أكدت جميعها على أن المدخل الوحيد لأي حل سياسي هو التفاوض على المرحلة
الانتقالية بعد استيفاء البنود التي تم اعتبارها فوق تفاوضيه وفي مقدمتها الإفراج عن كافة المعتقلين،
ووضع السجون ومراكز الاعتقال تحت الإشراف والمراقبة الأممية، بما يظهر جدية النظام في الوصول
إلى حل سياسي حقيقي.
هذا هو الحد الأدنى الذي لا يستطيع السوريون النزول دونه بعد كل هذه التضحيات وما نزل بحقهم
من جرائم. ما عدا ذلك فكل ما يجري هي مبادرات تطيل من عمر هذا النظام، وثمنها في كل لحظة تمر،
عذابات وتضحيات قل مثيلها لشعب يتجرأ بشجاعة فائقة على الحلم بالحرية.

الموقعين: (108)
ابراهيم ملكي – سوريا، ابراهيم يوسف – سوريا، احمد بسامسي – سوريا، احمد حسو – سوريا،احمد خالد
الظاظا – لبنان، احمد دركزنلي – سوريا، احمد شعبان – سوريا، احمد فتفت – لبنان، احمد فيصل خطاب –
سوريا، اكرم البني – سوريا، امين بشير – لبنان، انطوان اندراوس – لبنان، انطوان قسيس – لبنان، انطونيا
الدويهي – لبنان، انور البني – سوريا، ايصال صالح – لبنان، ايلي الحاج – لبنان، ايلي قصيفي – لبنان، ايمن
جزيني – لبنان، ايمن عبد النور – سوريا، بسام الخوري – لبنان، بسام جوهر – سوريا، بسام يوسف – سوريا،
بهجت سلامه – لبنان، جابر بكر – سوريا، جبر الشوفي – سوريا، جورج صبرا – سوريا، جوزف كرم –
لبنان، حُسن عبود – لبنان، حازم نهار – سوريا، حامد الجاسم – سوريا، حسام اسود – سوريا، حسين السيد –
سوريا، حسين عطايا – لبنان، خالد قنوت – سوريا، خالد نصولي – بنان، خليل حسين – سوريا، دانيال زاخر
– لبنان، راتب شعبو – سوريا، رالف جرمانوس – لبنان، رامي فنج – لبنان، ربى كبارة – لبنان، رودريك
ديلور نوفل – لبنان، رولا دندشلي – لبنان، ريزام شيخموس – سوريا، زرادشت محمد – سوريا، زياد المنجد
– سوريا، زينات كريدية – لبنان، سامر العاني – سوريا، سحر البني – سوريا، سعد كيوان – لبنان، سلاف
الحاج – لبنان، سميح شقير – سوريا، سمير نشار – سوريا، سناء الجاك – لبنان، طلال الخواجه – لبنان،
طوبيا عطالله – لبنان، طوني حبيب – اوكرانيا، عبد الحكيم قطيفان – سوريا، عبد الكريم بكار – سوريا، عصام
دمشقي – سوريا، عطالله وهبي – لبنان، علي ابو دهن – لبنان، علي رحمون – سوريا، عمار خراط – سوريا،
غزوان عدي – سوريا، فارس الحلو – سوريا، فارس سعيد – لبنان، فجر حسين ياسين – لبنان، فداء حوراني
– سوريا، فضل السقال – سوريا، فيروز جودية – سويسرا، لونا شربل نعيم – لبنان، لينا تنّير – لبنان، ماجد
كرم – لبنان، ماجدة الحاج – لبنان، ماريان عيسى الخوري – فرنسا، مازن عدي – سوريا، مأمون ملك –
لبنان، مجيد عبود – سوريا،محمد برو – سوريا، محمد حاجي درويش – سوريا، محمد حمدان الصالح –
سوريا، محمد سليمان الدحلا – سوريا، محمد طه – سوريا، محمود الغباش – سوريا، محمود سليمان – سوريا،
مرسال يوسف – فرنسا، مصطفى خليفه – سوريا، معين طالب – لبنان، منى فياض – لبنان، مها عكاشه –
سوريا، مياد صالح حيدر – لبنان، نبيل يزبك – لبنان، نعمة لبّس – فرنسا، نعمة محفوض – لبنان، نعمه
الأتاسي – سوريا، نوال المعوشي – لبنان، نورما رزق – لبنان، نيللي قنديل – لبنان، هوشنك أوسي – سوريا،
هيثم الجندي – سوريا، وائل سواح – سوريا، وسيم حسان – سوريا، يارا عرجا – لبنان، ياسين الحج صالح –
سوريا، يسار باريش – سوريا، يوسف فخر الدين – سوريا،

Loading

الكاتب admin5

admin5

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة