بيان بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانطلاقة الثورة السورية العظيمة

لا نبالغ إن قلنا أن الثورة السورية هي من أعظم الثورات في التاريخ المعاصر، ليس لأنها حالة صمود أسطورية على مدى سنتين من القتل والتعذيب والتهجير الممنهج وإنما لأنها انتفاضة على سلطة قل نظيرها في العالم الحديث في استثنائيتها وقمعها وتوحشها ورفضها وامتناعها عن أي شكل من أشكال التغيير. سنتان وما زال الدم يسيل غزيراً، ولا تزال الثورة مستمرة بعزم لا يلين وإرادة لا تقهر. وفي اللحظة التي تصم فيها أصوات المدافع والرصاص آذان العالم، تخرج في مدن وبلدات كثيرة على امتداد مساحة الوطن السوري مظاهرات سلمية في كل جمعة لتتحدى الموت وتؤكد على إرادة هذا الشعب في نيل الحرية والكرامة.

لقد سارت ثورتنا في مسار صاعد منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، رغم كل التحديات التي واجهتها ولا تزال تواجهها، وكافحت بكافة الأشكال الممكنة لمقارعة هذه السلطة المتوحشة، بدأت سلميةً وكان قدرها أن تواجه آلة الموت بقوة السلاح، فحمل ثوارها السلاح وحققوا الانتصار تلو الانتصار، حتى باتوا على أبواب كل مدينة وبلدة وقرية، سيطروا على بعضها، وبعضها الآخر ينتظر التحرير. بيد أن التحديات التي تواجهها ليست قليلة، فبعد سنتين من الكفاح لا يزال أمام الجيش الحر أن يثبت للعالم أنه نواة الجيش الوطني القادم ويوحد صفوفه وينضوي تحت عقيدة وطنية جامعة وقيادة واحدة تسعى إلى تحرير البلاد من هذه السلطة الغاشمة وتحافظ على حياة وحقوق المدنيين وممتلكاتهم وتؤمن لهم مستلزمات العيش في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، من معيشة وأمن وأمان. ولا يزال أمام الجيش الحر والسياسيين محاصرة التطرف والتشدد ولجم الأعمال التي تضر بسمعة الثورة والثوار وتخرج الثورة عن مسارها الصحيح كثورة من أجل الحرية والكرامة لبناء وطن لجميع أبنائه بغض النظر عن أي ضرب من ضروب التمييز والانتماء.

وإننا في هذه المناسبة ندعو كافة أطياف المعارضة السياسية المدنية والعسكرية إلى الارتقاء إلى مستوى الدم والتضحيات المبذولة والعمل بكل صدق وإخلاص من أجل التعجيل في الوصول بالبلاد إلى بر الأمان وانتصار الثورة وتحقيق أهدافها بأقل التكاليف التي لم تعد قليلة أبداً. إننا ندعو كافة فصائل الجيش الحر إلى الانضواء تحت قيادة واحدة متمثلةً في هيئة الأركان المشتركة للجيش الحر وتبني استراتيجية واحدة في كل المناطق خدمةً لانتصار الثورة، وندعو فصائل المعارضة كافةً إلى نبذ الخلافات والمهاترات وتغليب مصلحة الثورة على المصالح الضيقة والآنية والتكلم بصوت واحد لدفع المجتمع الدولي للتخلي عن تخاذله وتردده في وقف معاناة الشعب السوري والانتصار لآلامه وتضحياته وإعانته في القضاء على آلة القتل الشنيعة التي تواجهه.

إننا في تيار مواطنة، مؤمنون بانتصار الثورة ووصولها إلى أهدافها أياً تكن التضحيات، ومؤمنون أيضاً أن لا شيء يمكن أن يحول دون انتصارها وتحقيق إرادة الشعب السوري في نيل الحرية والكرامة.

النصر لثورتنا

المجد والخلود لشهداء الحرية والكرامة

الشفاء العاجل للجرحى والحرية للمعتقلين والأسرى

عاشت سورية حرة أبية

تيار مواطنة

15 – 3 – 2013

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة