تيار مواطنة ـ الفضل جريمة جديدة من جرائم الإبادة الجماعية
مجزرة جديدة عرطوز ـ الفضل جريمة جديدة من جرائم الإبادة الجماعية
إن المجزرة المروعة التي ارتكبتها عصابة القتل والإجرام الحاكمة في دمشق وراح ضحيتها أكثر من خمسمئة من الرجال والنساء والأطفال في جديدة عرطوز ـ الفضل ذبحاً وحرقاً وتمثيلاً بجثامين الشهداء ليست إلا حلقة جديدة من حلقات جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق الشعب السوري الثائر على الظلم والاستبداد والمقاتل دفاعاً عن كرامته وحريته ومستقبل أبنائه ووطنه.
لم يكتف المجرمون بما فعلوه، ولم يحاولوا التستر على جريمتهم النكراء، بل قاموا بتحميل عشرات الجثامين على سيارات مكشوفة جالت عدداً من نواحي دمشق. وأقام شبيحتهم الاحتفالات ابتهاجاً بما اعتبروه “نصراً” لهم في مظهر لم يفتهم أن يجعلوه محملاً بدلالات طائفية قذرة ترمي إلى تحويل مقاومة الشعب الثائر إلى حرب أهلية على أساس مذهبي.
وفي الوقت عينه، يتوالى سقوط القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة والحِمم في كل مكان من سوريا الثائرة ويتوالى معها سقوط ضحايا أبرياء باتت أعدادهم الموثّقة تتجاوز المئة في كل يوم.
ويتوالى أيضاً، بل يتصاعد ويزداد، التدخل الخارجي الفاضح لمساندة العصابة الحاكمة بالمال والسلاح والذخائر من إيران وروسيا، والمقاتلين من “حزب الله” اللبناني الذي يزداد تورطاً في مواجهة الشعب السوري ضارباً عرض الحائط بطموحات الشعب وحقه المشروع في المقاومة التي طالما تغنى بها واختبأ خلفها.
يدرك السوريون جيداً أنهم ثاروا ضد نظام إجرامي لا يتورع عن فعل شيء. وقد علمتهم تجاربهم المريرة معه أنهم لن يظفروا بشيء إلا إذا كانوا على استعداد لشراء حريتهم بأفدح الأثمان. وها هم قد حرروا قسماً غير قليل من أرض سورية. وهم ماضون في دربهم رغم هول المأساة وتغاضي العالم كله عن الجرائم المهولة المرتكبة في حق أبنائهم وبناتهم، ورغم العجز الفاضح الذي تبديه معارضة سياسية (ونحن منها) , لم تتمكن حتى الآن من القيام بدورها المأمول في قيادة الثورة وإدارة المعركة السياسية والدبلوماسية وتنظيم المناطق المحررة.
سيمضي الشعب المقاوم الصابر إلى نصره متعالياً على الألم والجراح. وسينتهي الطغاة إلى حيث انتهى من سبقوهم. وستنتصر الحرية والكرامة ويقيم السوريون دولتهم المدنية الديمقراطية الحرة الواحدة رغم أنوف أعدائهم جميعاً. وسيكرمون شهداءهم وجرحاهم ومعتقليهم وثكالاهم ومهجريهم بإعادة بناء بلدهم ليكون مكاناً يليق بالسوريين بعد الخلاص من جلاديه.
المكتب الإعلامي
تيار مواطنة