عن مؤتمر السلم الأهلي المنعقد في استانبول يومي 17 و18 نيسان (أبريل) 2013 ـ تيار مواطنة- مصر
بيان من تيار مواطنة- مصر عن مؤتمر السلم الأهلي المنعقد في استانبول يومي 17 و18 نيسان (أبريل) 2013 برعاية لجنة السلم الأهلي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
تفاءلت فئات واسعة من السوريين بدعوة لجنة السلم الأهلي في الائتلاف إلى عقد مؤتمر السلم الأهلي في استانبول يومي 17-18 نيسان 2013 ورحبت بهذه البادرة التي بنت عليها آمالاً كبيرة وخاصة في ظل السعي الحثيث من قبل نظام بشار الأسد من أجل زيادة الاحتقان الطائفي والمناطقي والإثني والأهلي بين مختلف مكونات الشعب السوري وظهور بعض الممارسات السياسية والإعلامية والميدانية التي تصب في الاتجاه نفسه أيضاً.
ولكن طريقة الإعداد للمؤتمر واختيار المشاركين ووضع جدول الأعمال وإدارة مجريات المؤتمر نفسه ذهبت في اتجاه لا يخدم قضية السلم الأهلي بل ساهمت في تعميق الشكوك المتعلقة بمحاولة الاستئثار وفرض أجندات ونتائج مقررة سلفاً.
وكان من النتائج المباشرة لذلك كله أن عبّر عدد غير قليل من المشاركين في المؤتمر عن استيائهم العميق من مجرياته وتقدموا بورقة ضمت ملاحظاتهم وطالبت بتأجيل انتخابات تشكيل مجلس السلم الأهلي السوري ومجالسه في المحافظات ريثما يجري تدارك بعض الخلل الذي حدث من خلال تشكيل لجنة متابعة تعمل على ذلك.
لقد كان عدد من أعضاء تيار مواطنة من بين المشاركين في المؤتمر ومن بين الموقعين على الورقة المذكورة التي لم تلق أي استجابة من منظمي المؤتمر ولم تحظ حتى بفرصة تلاوتها على الحاضرين، بل إن بعض المنظمين الرئيسيين للمؤتمر عبروا بوضوح عن عدم اكتراثهم واقترحوا على من لا يعجبهم ما يجري أن ينسحبوا من المؤتمر قائلين لهم: نحن ماضون في طريقنا ومن يريد الانسحاب فلينسحب.
وقد قرر الموقعون عدم المشاركة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً معتبرين أن ما جرى في المؤتمر وما نتج عنه لا يذهب في اتجاه تحقيق الغاية السامية التي عقد المؤتمر من أجلها، بل ربما يزيد المشكلة تعقيداً ويبعد السوريين عن مسعى حفظ السلم الأهلي وتجنيب البلاد احتمالات الانزلاق إلى تقاتل أهلي بين فئات المجتمع السوري طالما سعى النظام إلى توريط المجتمع فيه.
مما سبق كله، فإننا في تيار مواطنة (منظمة مصر) نؤكد على:
1- إن العمل على حفظ السلم الأهلي منذ الآن ضرورة ماسة تحتمها المصلحة الوطنية العليا الجامعة.
2- إن صون السلم الأهلي وحفظ دماء السوريين وكراماتهم جميعاً لا يمكن إلا أن يمر عبر إسقاط النظام الدموي أولاً ثم العمل الصادق من أجل مصالحة أهلية وطنية عامة تحقق مقتضيات العدالة الانتقالية والمصلحة الوطنية العليا، وهي مصالحة لا سبيل إليها إلا بعد التخلص من نظام الأسد واستعادة السوريين حريتهم وقرارهم ليتمكنوا من البدء ببناء دولتهم المدنية الديمقراطية المنشودة بعيداً عن آلام الماضي وجراحه.
3- ضرورة تحمل قوى المعارضة كلها مسؤوليتها الوطنية هذه من غير سعي إلى الاستئثار وما يمكن أن يحمله من مخاطر على السلم الأهلي.
4- ضرورة إدانة وإقصاء من يتعمدون النفخٍ في نيران الاقتتال الأهلي التي يحاول النظام تأجيجها، مهما تكن دوافعهم وأعذارهم ومهما يكن ذلك ناتجاً عن آلام ومظالم ندركها ونتفهمها جميعاً.
5- لقد عُقد المؤتمر برعاية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبالتالي فإننا نضع هذه الاعتراضات والتخوفات من مجرياته ونتائجه برسم الائتلاف، وخاصة في ضوء ما ورد في كلمة الأستاذ الشيخ معاذ الخطيب في الجلسة الافتتاحية. ونأمل أن يعمل الائتلاف، ورئاسته خاصة، على تدارك هذا الخلل سريعاً لما لهذا من أهمية كبرى ولما يتيحه من مشاركة مختلف القوى في هذا المسعى الوطني.
النصر لثورة الحرية والكرامة والرحمة للشهداء
تيار مواطنة ــــــ مصر
القاهرة ــــــ 20 نيسان 201