بيان عن العدوان الإسرائيلي على دمشق فجر الخامس من أيار 2013

جاء العدوان الإسرائيلي الجديد على سوريا نقلة نوعية في سلسلة الاعتداءات التي دأب العدو على ارتكابها منذ زمن طويل قبل الثورة وخلالها. ولم يكن هذه المرة قصفاً لمعسكر تدريب فلسطيني في جبال القلمون، ولا تدميراً لموقع يحوي بدايات “مشروع نووي” مزعوم قرب نهر الفرات، ولا طيراناً استعراضياً فوق قصر “رئيس ممانع” في اللاذقية، فقد استهدف القصف هذه المرة قلب قوات النخبة في الجيش على مسافة مئات الأمتار فقط من مركز العصابة الحاكمة، وسبب دماراً رهيباً في المواقع المستهدفة، وقتل مئات الجنود في لحظات قليلة.

لن ننتظر من هذا النظام رداً يستهدف المعتدين، فقد استجاب برد فوري على امتداد معظم الأرض السورية نفسها وواصل مجازره في بانياس وقتل نحو مئة وخمسين سورياً قبل اكتمال أربعة وعشرين ساعة على القصف الإسرائيلي. ثم زاد على هذا كله بأن “سرّب” أخباراً مفادها أنه سمح للمنظمات الفلسطينية بشن عملياتها عبر الحدود السورية ولم يفطن إلى أن هذا اعتراف صريح بأنه كان يمنعها من محاربة العدو طيلة أكثر من أربعين عاماً.

لسنا ننتظر رداً ممن ظل وديعاً صامتاً عند حدوده عشرات السنين وكان أقصى ما وصلت إليه “ممانعته وصموده وتصديه” أن شارك عام 2006 في دعم حرب بالوكالة على أرض لبنان كانت نتيجتها فتح أبواب سوريا على مصاريعها أمام نفوذ إيراني عميق تغلغل في مفاصل الأجهزة العسكرية والأمنية كلها. لكننا نتساءل حقاً أين ذهبت تهديدات إيران كلها، وحسن نصر الله معها، بإشعال المنطقة وتلقين إسرائيل درساً موجعاً إذا ما “تجرأت” واعتدت على سوريا؟ أم أن بطولات الإيرانيين وحزب “ولاية الفقيه” في لبنان ما عادت تصح إلا في مواجهة الشعب السوري الثائر على الهوان والاستبداد؟ وهل هم يحاربون الإسرائيليين مثلاً في القصير وحمص وضواحي دمشق والزبداني وغيرها؟

لقد بدأ العداء بين شعبنا وإسرائيل منذ قيام دولة الاحتلال على أرض فلسطين. وهو مستمر إلى أن تعود الحقوق الوطنية كاملةً إلى أصحابها السوريين والفلسطينيين. إنها مواجهة لم تبدأ مع قيام نظام الفساد والاستبداد في سوريا ولن تنتهي مع سقوطها الوشيك. وقد عبر الإسرائيليون علناً منذ بدء الثورة عن تفضيلهم استمرار حكم الوريث “بشار” الماضي بهمة ونشاط في تخريب البلاد وإذلال أهلها، بل ساعدوه أيضاً في محاولة وئدها عندما سكتوا سكوتاً تواطئياً مفضوحاً عن خرق اتفاقيات الهدنة والدفع بالأسلحة الثقيلة إلى مقربة شديدة من خط الفصل بين القوات، لأن تلك الأسلحة كانت تستهدف قتل الشعب الثائر فحسب من غير المساس بما يسمى “أمن إسرائيل”. كما لم يعد خافياً على أحد ذلك الدور الفعال الذي لعبه الضغط الإسرائيلي من أجل “تمييع” الموقف الأمريكي تجاه ما يحدث في سوريا تسهيلاً لاستمرار المذبحة. ولا يستهدف العدو من هذا القصف الجديد إلا تدمير أسلحة في مواقع قد يكون تدميرها وحرمان الشعب السوري منها في المستقبل “صعباً” من غير اللجوء إلى هذه الوسيلة.

سيواصل السوريون ثورتهم حتى اقتلاع سلطة الاستبداد والطغيان والنهب والهَوان الوطني؛ ثم ينطلقون إلى بناء دولتهم المدنية الديمقراطية الجامعة لتكون قوية بقدراتها وبمواطنيها الأحرار، ولتستطيع رد العدوان واستعادة الحقوق التي يتحمل آل الأسد المسؤولية الكبرى عن تضييعها.

تيار مواطنة

المكتب الإعلامي – 6 أيار 2013

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة