راشد صطوف:القيادي في تيار مواطنة السوري، لـ (جيرون)

معركّة الرقّة في سورية: تجاذباّت دولّية وإقليمّية ومحّلية

تسعى الولايات المتحدة الأميركية بدء معركة الرقّة في شرق سورية، بالتزامن مع الاستعدادات العسكريّة لانطلاقة معركة الموصل في شمال العراق، لكنّ تركيا اشترطت استبعاد (وحدات حماية الشعب) الكردية من الحملة العسكرية، والأخيرة مستعدة لخوض المعركة.

وتصاعدت حدة التصريحات الإعلامية لمسؤولين أتراك حول رفض بلادهم مشاركة (وحدات الحماية) في معركة الرقة المرتقبة، بالتزامن مع استعدادات أميركية لوضع خطط عسكرية وتسليح المقاتلين الأكراد السوريين، وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت في عددها الصادر في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، عن نية الإدارة الأميركية تسليح المقاتلين الأكراد السوريين بشكل مباشر لمحاربة (تنظيم الدولة الإسلامية).

مشاركة كّردية

وتقول (وحدات حماية الشعب) الكردية إنها تواجه (تنظيم الدولة الإسلامية) المتشدّد، وفي ردّه على سؤال عن إمكانية مشاركة الوحدات في معركة الرقة، قال ريدور خليل، المتحدث الرسمي باسم (وحدات حماية الشعب) الكرديّة، لـ (جيرون) “مدينة الرقّة هي مدينة سورية، ومن الطبيعي أن تُشارك الوحدات في تحرير الرقة من إرهاب داعش، والوحدات هي قوة سورية، وتتطلّع إلى تحّرير الرقة، أسوة بالمناطق الأخرى التي تمّ تحريرها بمساندة جوية من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية”.

وأضاف خليل “(قوّات سورية الديمقراطيّة) على استعداد وبالتنسيق مع التحالف الدولي لخوض معركة الرقّة وتحريرها من (داعش)، والتدخل التركي في مدينة جرابلس يعيق الحرب على عناصر التنظيم ويجب إيجاد حلّ للاحتلال التركي للأراضي السورية قبل بدء معركة الرقة، لأن الحملة ستواجه تحدّيات كبيرة وتعيق إلحاق الهزيمة بتنظيم (داعش)”.

وتمكّنت (وحدات حماية الشعب) بالتحالف مع فصائل عربيّة على رأسها (لواء ثوار الرقّة) و(قوّات الصناديد) و(المجلس العسكري السرياني)، من طرد تنظيم الدولة على مدينة عين العرب (كوباني) بداية العام الماضي، كما انتزعت مدينة تلّ أبيض التابعة لمحافظة الرقة في شهر حزيران/ يونيو من العام الفائت، وطردت عناصر التنظيم من بلدة الشدادي التابعة للحسكة في أقصى شرق سورية نهاية شباط/ فبراير الماضي.

حزب إرهابي

وقال خليل “تهديدات تركيا باحتلال تلّ أبيض تارةً ومنبج تارةً ثانية تأتي ضمن سياسة الابتزاز والترهيب الممارسة ضدّ الوحدات و(قوّات سورية الديمقراطيّة)، وهي متّهمة بدعم تنظيم (داعش) لأنّ حدودها كانت مفتوحة لعبور المقاتلين الأجانب”، وشددّ على أن “الانتصارات التي تحقّقها قوّاتنا تُعتبر ضربة لمصالح تركيا في سورية، وإذا ما حاولت تركيا الدخول إلى تل أبيض أو منبج، ستكون هذه الخطوة بمثابة انتحار في المستنقع السوريّ”.

لكنّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ومسؤولين أتراك هدّدوا مراراً من تقدّم المقاتلين الأكراد إلى الضفّة الغربية لنهر الفرات واعتبروه “خطّاً أحمر”، وفي حديثه مع (جيرون)، قال الكاتب والمحلّل التركي محمّد زاهد كول: “تنظر الحكومة التركيّة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي كمهدّد للأمن القومي التركي، وإن كان حزباً سورياً، فأعماله الإرهابيّة طالت الأراضي التركيّة وقتلت من الشعب التركيّ”، وأضاف “لذلك، جاءت عملية التحرك العسكري التركي نحّو جرابلس باسم درع الفرات لمنع دخول حزب الاتحاد الديمقراطي إليها”.

كما أتهم كول (قوات سورية الديمقراطّة) بأنّها “حركة سياسية وعسكرية خاضعة لإرادة وقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة صالح مسلم”، وشدد على أن “سيطرة تنظيمات إرهابيّة على جرابلس وغيرها، وتتّخذ منها أراضي هجومية ضدّ تركيا وشعبها، هذا ما لا تسمح به تركيا، ولن تقف مكتوفة الأيدي ضدّ من يبني قواعده العسكرية وكياناته السياسية المغتصبة للأرض السورية”، في إشارة إلى تحركات حزب الاتحاد الديمقراطي والوحدات الكردية غرب نهر الفرات.

دور الّعرب السنة

من جهته، قال المعارض السوريّ راشد صطوف، المنحدر من مدينة الرقة، والقيادي في تيار مواطنة السوري، لـ (جيرون) “كلّ ما يدار في الأروقة السياسية، وما ينشر في الصحافة من تصريحات للمسؤولين الأميركيين والأتراك وحتى الأكراد، يصب في خانة البحث عن الاستراتيجيات والقوى والتحالفات المناسبة لمعركة الرقة”.

واستبعد صطوف بدء معركة الرقة في الفترة المقبلة، وعزا أسباب تأخرها إلى “التجاذبات الدولية والإقليمية، والانقسامات المحلية بين فصائل الجيش السوري الحر الموالية للأتراك من جهة، وتلك المتحالفة مع (وحدات حماية الشعب) الكردية من جهة ثانية”، وذكر أن التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية “يستعدّان لخوض معركة الموصل، وستبقى معركة الرقّة ودير الزور آخر معركة مع التنظيم”.

وعبر من خشيته أن “يتحّول الصراع بين السوريين، عرباً وكرداً، وبين تنظيم (داعش)، إلى حرب محلية بين العرب والأكراد، كباقي الحروب الطائفية والمذهبية الدائرة في باقي مناطق سورية”، منوهاً بأن “الانتصار النهائي على (داعش) لن يتحقّق إلّا بدور حاسم وأساسي للعرب السنة”.

بدوره قال رئيس المكتب السياسي لـ (لواء ثوّار الرقة) محمود الهادي، لـ (جيرون) “كلّ المؤشّرات تدلّ على أن معركة تحرير الرقة سوف تتزامن مع معركة تحرير الموصل، وهي معركة حاسمة سواء للسوريين أم للمجتمع الدولي، ونأمل من كلّ الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية أن تُوحّد جهودها وتضع خلافاتها جانباً لتحرير الرقة وإلحاق الهزيمة بتنظيم (داعش)”.

وكشف الهادي عن أن اللواء وجهات سياسية ومدنية من أبناء الرقة، عقدت سلسلة اجتماعات في مدينة شانلي أورفة -جنوب تركيا- لتشكيل إدارة مدنية للرقة بعد تحريرها، وأوضح أن “هناك اتفاق على مشاركة كل الفصائل العسكرية من أبناء الرقة في معركة التحرير”، وقال إن من سيدير المحافظة بعد طرد (تنظيم الدولة الإسلامية) منها “هو المكتب السياسي التابع للواء ثوار الرقة بالتعاون مع الفعاليات المحلية لأبناء المدينة والتنسيق الكامل معها”.

وفي ختام حديثه، نوّه بأنّ “معركة تحرير الرقة بالغة الحساسية لأنها ستشكل ضربة حاسمة لعناصر التنظيم في معقله الرئيسي، وستنعكس تداعيتها على بنيته العسكرية وهيكليته التنظيمية في سورية والعراق وباقي مناطق تواجده”.

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة