كلنا سوريون تحاور راشد الصطّوف العضو القيادي في تيار مواطنة

حوار  مع الأستاذ راشد الصطّوف

حاوره: سامر الأحمـد

راشد الصطّوف من مواليد مدينة الرقّة عام 1958، عضو في رابطة العمل الشيوعيّ، ثمّ في حزب العمل منذ عام 1975، عضو لجنة مركزيّة في حزب العمل، اعتقل لمدّة خمسة عشر عاماً منذ عام 1987 حتّى 20111، قضى خمسة منها في سجن تدمر سيء السمعة والعشرة الأخيرة في سجن صيدنايا، عضو مجلس وطنيّ لإعلان دمشق، واعتقل لهذا السبب عام 2008، عضو مؤسّس في تيّار مواطنة، وهو الآن رئيس مكتب العلاقات الخارجيّة في التيّار.

تختلف مدلولات كلمة مواطنة من ثقافة إلى أخرى ومن مفكّر لآخر، ماهي دلالات اسم التيّار، ولماذا تمّ اختيار هذا الاسم بالتحديد؟

الصطّوف – بمعزل عن التجلّيات المتعدّدة لهذا المفهوم وفق السياقات الملموسة لكلّ بلد، فإنّ جوهر مفهوم المواطنة يقوم على الحقوق المتساوية للأفراد وعلى إمكانيّة تمتّع الجميع بهذه الحقوق وممارستها، إنّها صيغة علاقة بالدولة والآخر والفضاء العامّ، تسمح بالمشاركة الحرّة المسؤولة والمتساوية.

ويمكن القول إنّ المشاركة السياسيّة هي التعبير الأرقى للمواطنة، وهي التي تحدّد الفارق الحاسم بين النظم التي تقوم على مبدأ الحقوق، وتلك التي تقوم على مبدأ الامتيازات، أي الفارق بين المواطنين والرعايا.

ومن هنا، كان اختيار التيّار لاسمه، أي من منطق الحاجة الملحّة إلى نشر وتعزيز ثقافة المواطنة كقيمة جوهريّة، بعد أن ألغت ثقافة الاستبداد السائدة مفهوم الحقوق والمواطنة واستبدلتها بالمفاهيم السلطانيّة الأبويّة، فالبشر هم مجرّد رعايا، وبالتالي عبيد عند الديكتاتور.

كيف ومتى وأين تأسّس تيّار مواطنة؟

الصطّوف – تأسّس التيار مع البدايات الأولى لانطلاق الثورة السوريّة وتحديداً في نيسان 2011، وقد صدر أوّل بيان للتيّار في 18نيسان 2016، فقد وجدت العديد من الشخصيّات السياسيّة المستقلّة التي كان لها تاريخ نضاليّ طويل، وعدد من الشباب الذي تصدّر مشهد الفعل الثوريّ أنّ انتفاضة السوريّين تفترض ضرورة إبداع رؤى وآليّات جديدة قادر على الاستجابة لهذه اللحظة الحاسمة من تاريخ سورية.

أين مقرّ التيّار الرئيسيّ، وكيف تتوزّع مكاتبه داخل وخارج سورية؟

الصطّوف – لا يوجد شيء اسمه مقرّ رئيسيّ للتيّار، فالتيّار يعمل بشكل سرّيّ في مناطق سيطرة النظام، لكنّه يسعى إلى افتتاح مكاتب له، حيثما تسمح الظروف بذلك، حيث افتتح مكتباً في الرقّة بعد خروجها عن سيطرة النظام على سبيل المثال، لكنّه اضطرّ لإغلاقه لاحقاً لأسباب لا تخفى على أحد، وكذلك الأمر في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث يوجد للتيّار بعض المكاتب التي تعمل بشكل شبه علنيّ؛ بسبب التعقيدات المرتبطة بطبيعة القوى المسلّحة التي تسيطر على تلك المناطق، إضافة إلى مكتب في تركيا.

بماذا يختلف تيّار مواطنة عن تكوين الأحزاب والتيّارات المعارضة قبل الثورة؟

ج –  التيّار ليس حزباً سياسيّاً، وهو حالة تجمّع ما بين المدنيّ والسياسيّ افترضتها طبيعة المهام والأوضاع التي أفرزتها الثورة، وهو في نهاية المطاف لا يختلف بحسب الأهداف والرؤية السياسيّة عن العديد من القوى الديمقراطيّة السوريّة التقليديّة، التي كانت في صفّ المعارضة تاريخيّاً، وغالبيّة أعضاء التيّار المؤسّسين هم أعضاء في إعلان دمشق، لكنّ الاعتقاد بأنّ الثورة تستدعي نمطاً مختلفاً من الاستجابة السياسيّة، وبوجه خاصّ فيما يتعلّق بالآليّات ومرونة البنية التنظيميّة وانفتاحها، هو ما يجعل التيّار متمايزاً إلى هذا الحدّ أو ذاك عن النمط الحزبيّ التقليديّ، فعلى سبيل المثال لا توجد في التيّار بنية تنظيميّة هرميّة، كما أنّ القيادة جماعيّة، إذ لا يوجد لدينا سكرتير عام أو ما شابه ، بل مكتب تنفيذيّ يقود العمل بشكل جماعيّ.

كيف ينظر تيّار مواطنة إلى مجريات الثورة السوريّة عبر الخمس سنوات الماضية؟

الصطّوف – هذا سؤال كبير جدّاً، ويحتاج إلى مساحة واسعة، لا أعتقد أنّها ممكنة هنا. إنّما يمكن القول باختصار شديد أنّ: الطابع العامّ للثورة التي انطلقت بوصفها انتفاضة عفويّة بلا رأس ترك بصماته الواضحة على كلّ المآلات اللاحقة للثورة، وتفاقم الوضع أكثر مع التعقيدات الخاصّة بالوضع السوريّ التي تبدّا من الانقسام العموديّ للمجتمع حول الثورة، بل وربّما حول كلّ شيء، وصولاً إلى الموقع الجيوسياسيّ الاستراتيجيّ لسورية مروراً بوجود إسرائيل على تخومها، وتشابك وتفاعل العوامل داخل ما يسمّى بلاد الشام، بما في ذلك الانقسامات الطائفيّة فيها وفي العراق، ولعلّ الأسوأ من بين كلّ تلك التعقيدات هو الطابع الشموليّ والطائفيّ العميق للسلطة، وتطاحن مصالح العديد من القوى الإقليميّة والدوليّة؛ والذي دفع الأمر نهاية المطاف إلى تحوّل سورية لساحة صراع مسلّح دمويّ ومركّب، أشبه بالحرب الأهليّة.

هل شارك تيّار مواطنة في المجلس الوطنيّ السوريّ أو الائتلاف الوطنيّ أو هيئة مؤتمر الرياض؟

الصطّوف – لم يشارك التيّار في المجلس الوطنيّ السوريّ، ولكنّه دعمه سياسيّاً، انطلاقاً من أهمّيّة وضرورة وجود قيادة سياسيّة للثورة، وقد شارك على هذه القاعدة لاحقاً في الائتلاف الوطنيّ، وهو بالتالي مشارك بهذا الشكل أو ذاك بمؤتمر الرياض، باعتبار أنّ الائتلاف مشاركاً فيها، لكنّه ليس مشاركاً بممثّلين للتيّار.

كيف ينظر التيّار إلى عمل الائتلاف، وما المطلوب منه ليكون أكثر فاعليّة؟

الصطّوف لا أعتقد أنّه بقي ما يمكن قوله، ولم يُقل بخصوص الائتلاف، فهو – وكما يلاحظ الجميع – في حالة موت سريريّ؛ والسبب الوحيد الذي يدفعنا إلى عدم إعلان وفاته ودفنه هو عدم وجود بديل أقلّ سوءاً، كما وصعوبة – إن لم نقل استحالة – إنتاج هذا البديل في الأوضاع الراهنة، وهو إن لم نذهب إلى القول: إنّه غير قابل للإصلاح، فهو على الأقلّ عسير جدّاً، بعد أن أهدر الكثير من الإمكانيّات والفرص عندما كان هذا الإصلاح ممكناً.

إنّه باختصار، أقرب إلى الجثّة المتفسّخة، إنّما لا خيار أمامنا، في هذه اللحظة من عمر الثورة، سوى احتمال هذا الوضع مع السعي والأمل بمعجزة ما، تعيده إلى خندق الثورة على مستوى الممارسة والبنية وآليّات العمل.

كيف يقرأ تيّار مواطنة مجريات مؤتمرات جنيف؟

الصطّوف – لقد تحوّلت مفاوضات جنيف بكلّ محطّاتها من عمليّة تهدف للوصول إلى حلّ سياسيّ، إلى عمليّة استنزاف عسكريّ وسياسيّ ومعنويّ للثورة السوريّة. ونعتقد أنّ أسوأ محطّاتها لم تُتكشف بعد، ويكفي لإدراك مشروعيّة هذا التوجّس، رؤية مسار القرارات الأمميّة المتراجع في المحتوى والشكل منذ جنيف واحد وإلى الآن. ومع ذلك نقول: ليست لدينا خيارات أفضل حالاً خارج العمليّة السياسيّة والمفاوضات، وينبغي أن نسعى إلى تثمير أوراق القوّة التي نمتلكها – وهي موجودة بعكس ما يعتقد البعض – من أجل الصمود وإتقان فنّ الدفاع وتخفيف الخسائر.

ما موقف تيّار مواطنة من التدخّل الروسيّ في سورية، وكيف ترون الدور الروسيّ في الحلّ السوريّ؟

الصطّوف – من الواضح، أنّ التدخّل الروسيّ جاء أساساً بسبب عجز السلطة الأسديّة عن مواجهة الفصائل المقاتلة على اختلاف انتماءاتها، وكذلك بسبب عجز حلفائها، وبخاصّة حزب الله وإيران، وهو يمثّل بحقّ تحوّلاً نوعيّاً في سياق الصراع المحتدم في سورية، ولا بدّ من الاعتراف أنّه غيّر المشهد إلى حدّ كبير، وخلق وضعاً جديداً صعباً وفي غاية التعقيد، سيكون له انعكاسات بالغة الخطورة ليس على الصراع العسكريّ والحلّ السياسيّ فحسب، بل وعلى مستقبل البلاد ومكوّناتها الاجتماعيّة.

من هنا، فإنّه سيزيد من حدّة فرز القوى العسكريّة والسياسيّة، وسيزيد من حدّة الانقسام القائم أصلاً، كما سيوّلد المزيد من التطرّف، خصوصاً وأنّ الروس سيقومون بكلّ ما من شأنه “تدعيش” المعارضة المسلّحة ضاربين بعرض الحائط كلّ الوقائع على الأرض، فـ “التدعيش” ضروريّ للظهور بمظهر من يضرب “داعش” فعلاً، كما هو ضروريّ من أجل القول: ليس هناك في سورية إلّا “الدواعش” ولذلك لا معنى للتمييز بين الفصائل المسلّحة.

ويبقى الأخطر من كلّ ذلك، هو المدى الذي يمكن أن يذهب إليه التوافق الأمريكيّ الروسيّ في التحكّم وإدارة ملفّات الوضع السوريّ؟!

ما هو موقف التيّار من القضيّة الكرديّة؟ وكيف ينظر إلى حزب الاتّحاد الديمقراطيّ بقيادة صالح مسلم؟

الصطّوف – إنّ موقف تيّار مواطنة المبدئيّ والصريح هو مع حقّ الشعب الكرديّ في أجزاء كردستان الأربعة – إيران، العراق، تركيا، سورية – في تقرير مصيره بالشكل الذي يستجيب لهذا الحقّ، كما مارسته كلّ الشعوب الأخرى في العالم والمنطقة، سواء كان ذلك بالانفصال والاستقلال التامّ أم في أشكال أخرى ذات حكم ذاتيّ أو لا مركزيّ.

وعلى الرغم من هذا الموقف المبدئيّ، نعتقد أنّه من الضروريّ أن يأخذ الكرد بعين الاعتبار أنّ الوضع الكرديّ في سورية، هو وضع طرفيّ بامتياز على كلّ الأصعدة، وهو وضع يفتقد إلى الاتّصال الجغرافيّ، وبما هو وضع سكّانيّ هامشيّ تقريباً بالقياس إلى وضع كردستان تركيا أو العراق أو إيران.

إنّ تيّار مواطنة يعتقد أنّ كرد سورية يعرفون ذلك جيّداً، بل ويعرفون ما هو أكثر، ولكنّ الانتهازية تنبع من اعتقادهم – ونقصد ال PYD – أنّ بوسعهم استغلال الظروف الراهنة ودعم التحالف الدوليّ للوصول إلى تحقيق أمر واقع يصعب التراجع عنه لاحقاً عند استقرار الأوضاع، ومكمن الخطر في هذا الاعتقاد هو في تحقّقه على حساب الشعب السوريّ العربيّ، وبالتحالف مع أعدائه.

أمّا فيما يخصّ الموقف من ال / PYD / فنحن نعتقد أنّ التنظيم يتّسم بانتهازيّة ميكافيلليّة فظّة، تعتمد العقليّة الاستبداديّة في التنظيم والممارسة، وعلى تصنيم القوّة العارية، واللعب على التناقضات والخصومات الإقليميّة منها بشكل خاصّ، كما أنّه يتموضع في محور حلفاء السلطة المعادي للثورة، ونحن نعتقد بالتالي أنّ محاولات الحزب المذكور فرض أمر واقع في مناطق سيطرته لا يتّسم بأيّة شرعيّة خارج (شرعيّة) قانون القوّة المؤقّتة والزائلة.

انجرار الثورة للسلاح ما رأيكم به، وهل حاول التيّار الانخراط في الكفاح المسلّح؟

الصطّوف – لم يشارك التيّار في العمل المسلّح، لكونه تيّاراً مدنيّاً سياسيّاً، لكنّه في ذات الوقت لم يقف ضدّ تسلّح الثورة، لأنّه لم يكن يرى في خيار الذهاب إلى التسلّح خياراً حرّاً للثورة، بل ممرّاً أجبرت مكرهة على الانخراط فيه بفعل العنف الهمجيّ المتعمّد للنظام، دون إنكار أنّ الكثير من القوى الإقليميّة ممّا يسمّى أصدقاء الشعب السوريّ – وبشكل خاصّ المحور القطريّ التركيّ – ساهموا بذلك بشكل متعمّد عبر بعض القوى الإسلاميّة.

من هنا، كان موقف التيّار نقديّاً اتّجاه التسلّح، وبوجه خاصّ اتّجاه تشتّته، وانفصاله عن الرؤية السياسيّة والمشروع الوطنيّ، وارتهان العديد من أطرافه لجهات خارجيّة.

إنّما وبأيّ حال، لقد صار هذا السؤال خلف ظهرنا الآن، وبغضّ النظر عن العوامل والأسباب التي قادت الثورة إلى التسلّح فإنّها ساقتها إلى الساحة التي تلائم النظام وحلفاؤه، الساحة التي يتفوّقون فيها بالإمكانيّات وقدرة التدمير والانحطاط الأخلاقيّ، الساحة التي نجحت في إضعاف الثورة إلى أقصى حدّ.

غلبة الإسلاميّين في الساحة كيف تقرؤونها في تيّار مواطنة؟ 

الصطّوف – في الحقيقة ينبغي أن ننتبه إلى الإطلاق في هذا القول، لأنّ الثورة لم تكن في مراحلها الأولى ذات طابع أيديولوجيّ دينيّ أو غير ذلك، كانت واضحة الأهداف وبسيطة الأدوات وسهلة الفهم، من عامودا إلى درعا مروراً بكفر نبل، كانت ببساطة ثورة حرّيّة وكرامة، إنّما ومنذ اللحظة التي تراجعت فيها التظاهرات لصالح العمل المسلّح كان لا بدّ للإسلاميّين أن يستولوا على المشهد العام لأسباب كثيرة لست بصدد الخوض في تفاصيلها الآن، لأنّ معظم السوريّين باتوا يعرفون حجم الضرر الذي ألحقه – ولا يزال – الإسلاميّون بالثورة.

ما المخرج المناسب الذي يراه تيّار مواطنة للخروج من المأساة السوريّة؟

الصطّوف – لا بدّ من الاعتراف أنّ خيارات السوريّين صارت قاسية وصعبة ومحدودة جدّاً، ومن هنا نعتقد أنّه لا مناص من الانخراط في العمليّة السياسيّة، ومحاولة تخفيف الخسائر إلى الحدّ الأدنى، وهذا الحدّ لا يمكن أن يتحقّق إلّا بهيئة حكم انتقاليّة كاملة الصلاحيّة بدون الأسد، وإعادة هيكلة مؤسّستي الجيش والأمن. والانخراط أيضاً بشكل واضح وصريح في استراتيجيّة محاربة الإرهاب.

ما هي أهمّ النشاطات التي يقوم بها تيّار مواطنة أو قام بها؟

الصطّوف – لقد ساهم التيّار في وجوه الثورة السوريّة كافّة منذ تأسيسه، باستثناء العمل المسلّح، وأعتقد أنّ من بين أهمّ ما أنجزه التيّار – وما زال- هو استجابته السياسيّة الفعّالة والمرنة لمتطلّبات الثورة، إضافة إلى إنتاجه لعدّة دراسات ووثائق سياسيّة وفكريّة متّصلة بالواقع ومسارات الصراع، كما وفي سعيه الدائم إلى إيجاد صيغة عمل وطنيّة مشتركة تتلاقى حولها القوى الديمقراطيّة السوريّة.

بعد خمس سنوات على تأسيس مواطنة كيف تقيّم هذه السنوات، وماهي الخطّة المستقبليّة؟

الصطّوف – لقد مضى على تأسيس تيّار مواطنة خمس سنوات، ولا يمكن في الحقيقة الحديث عن شيء خاصّ يميّز التيّار عن عموم الحركة الديمقراطيّة السوريّة التي فشلت، لأسباب كثيرة لست بصددها الآن، في أن تشكّل مركز ثقل يحسب له حساب في الوضع السوريّ، خصوصاً بعد سيطرة القوى المتطرّفة على المشهد، ومع ذلك أعتقد أنّها لم تكن عديمة الأثر تماماً، بل أنّها ساهمت في التأسيس والدفاع عن قيم الوطنيّة السوريّة والديمقراطيّة والحرّيّة، وسيكون للتيّار والقوى الديمقراطيّة كافّة التي تؤمن بسورية جديدة، سورية وطناً حرّاً عادلاً لأبنائه كافّة، دوراً مهمّاً ومؤثّراً وفاعلاً في مرحلة إعادة بناء الوطن السوريّ الذي انتفض الشعب السوريّ من أجله.

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة