تتفاقم المأساة الانسانية في الغوطة الشرقية بعد هجوم مليشيات الاسد المدعومة ايرانيا واستمرار القصف الجوي الروسي في اصرار على تحقيق اختراق عسكري في الغوطة ومع تزايد اعداد الضحايا في صفوف المدنيين دون اي امل بتوقف آلة الحرب والتدمير في حصد المزيد من الأرواح، فإننا ندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته الانسانية والاخلاقية والعمل بصورة فورية لوقف نزيف الدم وانهاء الاعتداءات الوحشية من قبل قوات النظام وميليشياته الذي يستعمل اسلحة محرمة دولياً، ويتبع سياسة الارض المحروقة دافعا المدنيين الى النزوح وتفريغ الغوطة من اهلها ليواجهوا المصير المجهول ضارباً عرض الحائط بالقرار الدولي 2401 الذي طالب بوقف النار والهدنة.
ان تفاقم الازمة الانسانية في الغوطة واستمرار القتال فيها قد اديا الى فرار اكثر من 50 الف مدني مكرهين من الغوطة المشتعلة معظمهم من الاطفال والنساء باتجاه مناطق سيطرة النظام في مراكز الايواء الشبيهة بمعسكرات اعتقال والتي تفتقد الى أبسط أشكال الرعاية و الدعم الطبي لمعالجة المصابين من الاطفال وكبار السن الذين يعانون من الامراض والاصابات نتيجة الحصار الطويل. امسى الفرار قدر السوريين في عهدة الاستبداد الاسدي والاسلمة القاعدية الظلامية, الفرار من جحيم حرب الى حرب أخرى، ولم يعد مقبولاً تواجد مسلحي القاعدة وكل المليشيات الطائفية المستقدمة للغوطة في الضفتين وهم الذين يتقاسمون المسؤولية باستمرار المذبحة .
كما تتكرر فصول المأساة بعروس الزيتون عفرين, فبعد توغل القوات التركية والفصائل المسلحة المتحالفة معها واطباق السيطرة على مركز المدينة ومع نزوح الكثير من الاهالي خوفاً من حالات الانتقام ، ظهرت العديد من حالات النهب والسرقة والاعتداء من قبل مسلحين من تلك الفصائل، وانتشرت التجاوزات وجرائم القتل والممارسات الكيدية المدعومة تركياً لتزيد الشرخ الوطني بين السوريين عربا وكردا.
ان تيار مواطنة اذ يؤكد على رفض كل الاحتلالات, فإنه يدعو الى الحفاظ على سلامة اهلنا في عفرين و حمايتهم ومحاسبة كل من يتطاول عليهم أو على ممتلكاتهم ، كما يدعو إلى السماح لعودة الأهالي الى قراهم وبلداتهم وحقهم في ادارة شؤنهم عبر مجالس محلية مدنية، وختاما الإصرار على دعوتنا الدائمة بضرورة خروج المسلحين من المدن وتحييد المدنيين وعدم تعريضهم للخطر في مناطق الاشتباك والحرب.
الرحمة للشهداء
والشفاء للجرحى
الخزي والعار للقتلة
والنصر للشعب السوري
تيار مواطنة
22-3-2018