برهان ناصيف لـ آدار برس: النظام السوري متفق مع تركيا على عداوة الكرد

.. واستبعد حالياً أي صدام مباشر بين قسد والنظام

آدار برس- خاص

  • هناك خطة روسية- تركية تتعلق بتشكيل عسكري من الفصائل التي تم تهجيرها من جميع أنحاء سورية إلى شمال حلب وإدلب في فصيل أو مجموعة صغيرة من الفصائل لمحاربة القوات الكردية عندما تتطلب متغيرات الوضع في الشمال والشمال الشرقي ذلك.
  • في المرحلة الراهنة أستبعد تماماً وقوع صدام بين قوات سورية الديمقراطية وقوات النظام. السبب أن هناك منطقة سوداء تحتلها داعش بين القوتين وليس لهما مصلحة الآن بالصدام المباشر. قد يصبح احتمال الصدام قوياً في حال استطاع جيش السلطة الوصول براً إلى مناطق سيطرة قسد، عندها ستضطر قوات سورية الديمقراطية أن تدافع عن مناطق سيطرتها.
  • هناك تعقيد شديد بعلاقة النظام بقوات الحماية الشعبية عائد إلى براغماتية الطرفين رغم أن قسد وPYD مدعومة أمريكياً والنظام مدعوم روسياً ومتفق مع تركيا على عداوة الكرد وقيام أي شكل من الحكم الذاتي للكرد في شمال سورية.
  • تركيا احتلت عفرين بمباركة روسية مقابل إنهاء ملف إدلب وجبهة النصرة. هذه التوافقات هي في صلب أستانة وتقاسم النفوذ في الشمال، لذلك حتى الإدارة الأمريكية لم تستطع حماية عفرين، لكن الروس والأمريكان منعوا الجيش التركي والفصائل الموجهة تركياً من متابعة العمليات إلى منبح وشرق نهر الفرات.

جاءَ ذلك في حوارٍ أجراه «آدار برس» مع عضو المكتب التنفيذي في تيار مواطنة السوري “برهان ناصيف” حول التحليلات التي تقول إن روسيا تجمع المعارضة السورية في إدلب للقضاء عليها مستقبلاً، وما إذا كان من الممكن أن تحدث أي صدامات بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام في الفترة المقبلة، إلى جانب ما تم تداوله مؤخراً عن أن هناك مبادرات للحوار بين الإدارة الذاتية والنظام السوري..

وهذا نص الحوار:

تشير الوقائع إلى أن روسيا تجمع المعارضة السورية في إدلب للقضاء عليها مستقبلاً .. كيف تقرؤون ذلك؟

يتضح يوماً بعد يوم التفاهم الروسي- التركي وهو يشير الآن بشدة لخطة روسية- تركية لها منحيان:

الأول يتعلق بتشكيل عسكري من الفصائل التي تم تهجيرها من جميع أنحاء سورية إلى شمال حلب وإدلب في فصيل أو مجموعة صغيرة من الفصائل لمحاربة القوات الكردية عندما تتطلب متغيرات الوضع في الشمال والشمال الشرقي ذلك، كما يمكن استعمال هذه القوة الموجهة تركياً للضغط على فصائل أخرى مثل جبهة تحرير الشام وبعض الفصائل الموالية لداعش.

الثاني هو ضمان وجود قوة عسكرية في الميدان في حال توصلت الدول الضامنة إلى اتفاق سياسي عبر مساري أستانة وسوتشي الجديد، بحيث تكون مهمة هذه القوة ضبط الحدود الشمالية ومنع اقتراب القوات الكردية من الحدود التركية، وقد يكون لها مهمات أخرى غير واضحة حتى اللحظة، أما فكرة القضاء عليها فهي مستبعدة تماماً.

الآن تعتبر أكبر قوتين فاعلتين على الأرض قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام، هل تتوقعون صداماً مستقبلياً بينهما؟

في المرحلة الراهنة أستبعد تماماً وقوع صدام بين قوات سورية الديمقراطية وقوات النظام. السبب أن هناك منطقة سوداء تحتلها داعش بين القوتين وليس لهما مصلحة الآن بالصدام المباشر. قد يصبح احتمال الصدام قوياً في حال استطاع جيش السلطة الوصول براً إلى مناطق سيطرة قسد، عندها ستضطر قوات سورية الديمقراطية أن تدافع عن مناطق سيطرتها.

هناك تعقيد شديد بعلاقة السلطة بقوات الحماية الشعبية عائد إلى براغماتية الطرفين، رغم أن قسد وPYD مدعومة أمريكياً والسلطة مدعومة روسياً ومتفقة مع تركيا على عداوة الكرد وقيام أي شكل من الحكم الذاتي للكرد في شمال سورية. وحتى تحل مشكلة القوة التي ستسيطر على مناطق الحسكة وريف الرقة الشمالي ومدينة الرقة فلن يحدث صدام مباشر.

نُشر أكثر من مرة على مواقع الانترنيت أن هناك مبادرات للحوار بين الإدارة الذاتية والنظام السوري، برأيكم هل يمكن يحصل حوار سياسي بينهما؟

نعم يمكن أن يحصل هذا الحوار. كان هناك وسطاء دائماً بين الطرفين وتفاهمات أبقت للسلطة وجوداً رمزياً، بل قوات صغيرة، في مناطق الإدارة الذاتية. ولم يكن هناك صدام مباشر بينهما إلا في حالات نادرة، وقاعدة العلاقة بينهما كانت دائماً تساهل السلطة مع قوات PYD مقابل وجود السلطة في المنطقة وعدم تسليمها لفصائل المعارضة الأخرى.

في آخر خبر نشرته بعض المواقع أن النظام السوري أعلن على لسان حزب البعث الحاكم إطلاق مبادرة حوار مع الإدارة الذاتية.. والسؤال هل يمكن أن يفعل النظام ذلك؟

أعتقد أن هذا السؤال يشبه السؤال الذي قبله، لكن إذا كان القصد منه السؤال عن أن “حزب البعث” كحزب قومي عربي يريد هذا الحوار فيمكن الرد بطريقة مشابهة لما سبق.

حزب البعث هو أحد واجهات وأدوات السلطة. إذن الحزب ليس منفصلاً بقراره عن قرار السلطة أو الدائرة الضيقة صانعة القرار ولا يستطيع أصلاً اتخاذ قرار مستقل منذ سيطر حافظ الأسد على حكم سورية وحتى اليوم. بالتالي نعم قد يفتح الحوار إذا كان هذا مقرراً من السلطة.

في نفس المصدر قيل إن روسيا تدرس منح الضوء الأخضر لقوات سوريا الديمقراطية لتحرير عفرين مع حظر جوي، حسب رؤيتكم هل يمكن أن يكون ذلك صحيحاً، وأغلب أصابع الاتهام تشير إلى تورط روسيا في احتلال تركيا لعفرين؟

هناك اتفاق وتنسيق روسي- تركي الآن بمشاركة إيرانية، بالتالي لا يمكن قبول هذا الكلام!.

تركيا احتلت عفرين بمباركة روسية مقابل إنهاء ملف إدلب وجبهة النصرة. هذه التوافقات هي في صلب أستانة وتقاسم النفوذ في الشمال، لذلك حتى الإدارة الأمريكية لم تستطع حماية عفرين، لكن الروس والأمريكان منعوا الجيش التركي والفصائل الموجهة تركياً من متابعة العمليات إلى منبح وشرق نهر الفرات.

في النهاية.. كيف تقرأون الواقع السوري الآن .. وإلى أين يمضي؟

سورية الآن وبعجالة أمام نقطة حاسمة هي سوتشي الثاني وأستانة العاشر، فإذا نجح الروس والأتراك والإيرانيون في جر الفصائل الإسلامية وواجهات الإسلام السياسي إلى تسوية سياسية وإذا وافقت السلطة على تقديم تنازلات محددة بدقة شديدة فقد نشهد بداية تسوية عرجاء سيتحمل الشعب السوري نتائجها، فعدا عن الدمار والموت والإعاقات، ستكون دولة هجينة سلطوية على إسلامية، دكتاتورية. كما ستكون معادية للقضية الكردية!.

المنطق يقول إن هناك دور أمريكي قد يقوض هذا الاتفاق الأعرج لسبب أساسي أنه سيقوي الإسلام السياسي في سورية وبالتالي سنعود إلى مقررات جنيف التي تفرض نظاماً ديمقراطياً تعددياً وعادلاً لجميع السوريين.

حوار/ سلام أحمد

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة