فرنسا: المدارس تكرم “رمز الحرية” صامويل باتي بعد عام على مقتله في اعتداء إرهابي

مقالات 0 admin

عشية الذكرى السنوية لجريمة قتل صامويل باتي في اعتداء إرهابي، تحيي المدارس الفرنسية الجمعة، ذكرى مدرس التاريخ الذي قتل لعرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد خلال حصة حول حرية التعبير. وفي السياق، قال موفد فرانس24 وسيم الدالي المدرسة الإعدادية حيث كان يدرس صامويل باتي في كونفلان سانت أونورين تشهد يوما خاصا، أرادت وزارة التربية أن تخصصه لصامويل باتي في كافة المؤسسات التعليمية. ودعا زير التربية للوقوف دقيقة صمت ترحما على باتي، وللنقاش مع التلاميذ حول حرية التعبير والعلمانية وقيم الجمهورية ودور المدرسة“.

تحيي المدارس الفرنسية الجمعة ذكرى مقتل صامويل باتي في اعتداء إرهابي، عشية تكريم البلاد السبت رسميا لروح مدرس التاريخ والجغرافيا الذي قُتل لعرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في الفصل.

كيف ستجري مراسم التكريم في المدارس؟


وبالمناسبة، أوضح وزير التربية والتعليم في فرنسا جان ميشال بلانكير الخميس، بأن التكريم سيكون في شكل دقيقة صمت، نقاشات خلال الصفوف، وعرض أفلام وثائقية عن العلمانية…”، مشيرا أيضا إلى أن المؤسسات حرة في تنظيم نفسها. يمكن أن يتخذ ذلك شكل تبادل ومناقشة. إنها فرصة للحديث عن مكان المعلم والمعرفة“.

من جهة أخرى، أفاد موقع إديسكول الحكومي التربوي المتخصص، بأن إحياء ذكرى اغتيال باتي هي مناسبة للتأمل والتبادل مع التلاميذ. هذه المرة يمكن أن تتخذ شكلا ملحوظا، يشمل عدة أطوار مدرسية، سيركز حول بناء العقل النقدي، وعلى مهنة المعلم ودورها وشرعيتها“.

كما أوضحت وزارة التربية الوطنية في فرنسا بأن المحتوى الدراسي خلال هذه الساعة المخصصة للمناسبة من الفصل سيراعي عمر التلاميذ“. وبالنسبة للتلاميذ الصغار، سيكون الأمر أشبه بـما هو مكان المعلم بالنسبة لك؟ ” (…) وكلما تقدم التلميذ في السن كلما كان الحديث عن التفكير النقدي أسهل“. وأكدت الوزارة بأنه بشكل عام، من الصف الأول يمكن للمرء أن يقوم بهذا النوع من التكريم“.

والسبت، تكرم البلاد المدرس صامويل باتي الذي بات رمزا لحرية التعبير في مواجهة الظلامية“. وستقام مراسم تكريمية لذكرى الرجل الذي وصفه الرئيس ايمانويل ماكرون بـالبطل الهادئللجمهورية الفرنسيةكما سيستقبل ماكرون عائلة باتي في الإليزيه، وستسمى ساحة باريسية باسمه وسيدشن نصب تذكاري على شكل كتاب في مدينة كونفلان.

وقطع رأس باتي (47 عاما) في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020 خلال مغادرته المدرسة التي كان يدرس فيها في كونفلان سانت أونورين، على يد اللاجئ عبد الله أنزوروف (18 عاما) المنحدر من أصول روسية شيشانية والذي قتلته الشرطة لاحقاووقع الاعتداء على خلفية عرض باتي كاريكاتور للنبي محمد في الصف. وتم توجيه التهم إلى 15 شخصا في هذه القضية، التي هزت فرنسا التي ضربتها موجة هجمات إرهابية منذ أكثر من عشر سنوات وأحيت نقاشات محتدمة حول حرية التعبير والدين والعلمانية والحق في التجديف.

المدرسة ملاذ

وفي هذا الشأن، قال عالم الاجتماع ميشال ويفيوركا إن المدرسة مكان منفصل ونوع من الملاذ“. مضيفا الفكرة الكلاسيكية عن الجمهورية الفرنسية هي أن المدرسة هي مكان يتخلى فيه الأطفال عن اختلافاتهم واللامساواة الاجتماعية والأصول الثقافية (…) ويتم إدخال التلاميذ في الحداثة والتطور والحضارة والمعرفة“.

بدورها، روت غاييل، إحدى أخوات باتي، لصحيفة لا كرواأن شقيقها كان يبحث عن الطريقة للحث على التفكير“. وشددت على أن عرض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها المجلة الساخرة شارلي إيبدوالتي تعرضت بنفسها لهجوم إرهابي عام 2015 يجب أن يكون نقطة انطلاق للنقاش“.

وقتل باتي بعد أن واجه هجوما عنيفا عليه على منصات التواصل إثر عرضه للرسوم الكاريكاتوريةوفي نفس الشأن، قالت الأمينة العامة لجمعية معلمي التاريخ والجغرافيا في فرنسا كريستين غيموني إن موجة الصدمة العنيفةلا تزال محسوسة حتى بعد عام على الجريمة. مضيفة يمكننا الذهاب إلى العمل ولا نفكر بصمويل باتي طوال اليوم ولكننا نتذكره في أوقات أخرى (…) لن ننسى أبدا ما حصل ولن ننس أنه مات“.

مخاوف المدرسين!

ويؤكد عدد من المدرسين أنهم غير خائفينإلا أن البعض يعترف بأنه منزعج. وقالت مدرسة في مدينة مجاورة لكونفلان سانت أونورين إنها متحفظةأكثر في طريقة تدريسهاوتقول مدرسة أخرى لصحيفة ليبيراسيون ما يخيفني هو أن أقول أشياء يفسرها التلاميذ بطريقة سيئة وأن تنقل هذه التفسيرات مثلما حصل مع صامويل. أصبحت أزن كلماتي أمامهم“.

ويعتقد ويفيوركا أن النموذج الفرنسي القديم الرائع (للاندماج) أصبح أقل فعالية اليوم، وبأن المعلمين لا يملكون القدرةعلى مواجهة قضايا مرتبطة بالدين والهوية تتزايد في المدرسة خصوصا مع الطلاب المسلمين.

وكانت وزارة التربية قد تبنت منذ الجريمة آليات مختلفة لتدريب أساتذتها على العلمانية أو الترويج لها في المدرسة منها خطة التدريب لمدة أربع سنواتوجاء الجريمة فيما كانت لا تزال تجري نقاشات محتدمة حول قانون مناهضة الانفصالية الذي أصبح نافذا في يوليو/تموز المنصرم، وهو يستهدف التطرف الإسلامي“. وواجه هذا النص هجوما شديدا من بعض الزعماء والحركات الإسلامية في كل أنحاء العالم ولا سيما تركيا ما تسبب في أشهر من التوتر بين باريس وأنقرة.

فرانس24/ أ ف ب

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة