الحكايه الطفلة…..حكاية الشاعر رياض الصالح الحسين…رامز جوهر

خارج السرب 0 admin

الحكايه الطفلة…حكاية الشاعر رياض الصالح الحسين

الكاتب: رامز جوهر 

إلى قريتي النائية عن ضجيج الحضارة والأكاذيب وبشكل مبكر، وصلتني باقة مفاتيح الأفق والشعر

أساطير يومية، والحكاية الطفلة التي عصفت بغدر المرض، وسخرت من وجود الألسنة المطلية بالنيفيا والآذان التي تصيخ السمع لمقبرة نائمة وهانئة منذ قرون. …..مثل قنبلة هبطت علي تلك الأساطير وفتكت بذاكرة الشعر والتلقين الذي مرغونا به في دروس القراءة. …و مثل زلزال عطّل جميع حواسي دفعة واحدة، وسخرمنها لتقبع حكاية ذلك النجم الشعري الصغير، والذي وصل إلى أذنيه كل ما صم العالم عن الاستماع إليه، و قال بلسانه كل ما يجب أن يقوله العالم. ….أيها النجم المغدور تلك الحكاية سميتها الحكاية الطفلة، ولطالما اعتقدت أنني عندما أكبر ستكبر تلك الطفلة وتخفف وطأتها عني…..الآن بعد مرور أكثر من أربعين عاماً من وصول تلك الحكاية إلى مسمعي على لسان عاشق، ما تزال الحكاية طفلة وتبكيني دهشة، ولكنها تتجلى الآن كأسطورة، أسطورة لا تبوح أسرارها، لكن بروايتين……النجم الشعري الصغير هو الذي صنع أسطورة الشعر أو سحرالخلق الشعري هو الذي رسّب وأنتج حكاية الأسطورة عن طفل في الثالثة عشرة ليترك المدرسة ويتحول كله إلى عيون. …طويت الأيام طيا” ومع مدينة البهاء كان لي موعداً، وفي أحزمة البؤس وفي كل الغرف البائسة والقابلة للإيجار تنفسّتك، تلك الغرف لم تكن تصلح إلا لكتابة الوصية الأخيرة، إذن رياض مر من هنا. هكذا قالوا لي سماسرة غرف الإيجارللترغيب (أغلب القاطنين كانوا شعراء وفنانين)….معامل النسيج زرتها لالقي نظرتي العاتبة على الآلات التي قزقزت أصابع رياض بطريقة عجيبة، وأنه مازال هناك تقف عاملة خلف الآلات القاضمة تقشر اليأس وتحلم بتهاوي الاباطرة كالجدران العتيقة. .اقتفيت أثرك في المقاهي والحارات وعند بائعي كراسات الشعر، كنت شغوفا”بتفكيك شيفرة سحر الخلق، والاقتراب أكثر من أسرار الأسطورة. …رياض كان قد غادر المدينة القاسية إلى مارع* في أعنف قطاف مبكر للموت غير آسف على شيئ. …رياض انت الذي أطعمناه السياط قبل الخبز والزيتون، حكايتك الطفله ستبقى أبرأ الحكايات وأكثرها فتكا في القلب. ..رياض أعتقد عند رحلتك الأخيرة إلى مارع* لم تستنفر المدينة وتنكس اعلام الشعر والفن، لأنها كانت تعتقد أن خراب الدوره الدموية هو للأطباء المهيبين وليس عرس الجنائز لسحرة الشعراء….رياض منذ السكاكين الحجريه وحتى أطفال الأنابيب لم تبحث عن الحريه فقط، ولكن بحثت عن العداله التي غسلتها أحجار القوانين ، عن عنب الحرية والحياة، عن رصاص قليل وقلوب أكثر، عن الموت الجميل الذي تدخله بمشاعر حافية، عن عيون مليئة بالسنابل، عن جياد تتقن فقط لعبة الخسارة في نظرة عينيك كل الأشياء كانت موشكة على السقوط، الآن هي حقيقة سقطت وتفتتت، ولكنها في قلوبنا سقطت كنداء، لذلك نريد أصابعك الخضراء أيها الوعل القاطن في غابة لتساعدنا في تجفيف برك الدم الذي سال على جسد الوطن، ونهر الدموع الذي عبر المدن. وكما وعدت سنشق الدروب ولن نترك سورية القلب تضيع كأغنية في صحراء……..

من أعمال الشاعر:اساطير يوميه-الوعل في الغابه-خراب الدوره الدمويه.-سيط كالماء واضح كطلقة مسدس.

مارع*:هي بلدة الشاعر وتقع في ريف حلب الشمالي.

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة