تغريد…..رامز جوهر

تغريد
فجأة وعلى غير المعتاد، تسرب إلى الأسماع، صوت قوي ، من الواضح أنه نهيق متقطع لحمار قرب المبنى العملاق،إخترق الكوى العالية،وتغلغل إلى فضاء المهجع ، فإنقطع الهمس المنكسر، والأنين الخافت تماماً…..وساد صمت جميل، في لحظات دخول هذا النهيق، تلاه نهيق لحمار آخر………الجميع دخل في حالة إنصات تام، وإسترخاء داخلي مفاجئ لم يحصل منذ زمن طويل، وكأنهم على موعد مع مقطوعة لموزارت تتطلب الصمت والتأمل…..هدوء رهيب ساد المهجع ، كأنهم في دار أوبرا، تقدم فيها فرقة أوركسترا إحدى إكتشافاتها الموسيقية…….
*********************
وقبل أن ينهي الحمار الثاني، نهيقه الممتع، تلاه نهيق حمار ثالث في تناغم وتتابع غريب .وإستمر الصوت الذي بدا عذبا وجميلاً ومفتتاً للأوصال لأسباب كثيرة….. ربمامن نهيق رابع….وخامس،و لاأحد يدري عدد هذه الجوقة بالضبط……
كل هذا والصمت محقق ، والإصغاء مدهش، وهذه المصادفة بدت وكأن جوقة الحمير إتفقت أن تودي تلك الوصلة الصوتية، التي كسرت توقف الزمن وروتين التمتمات. وأعقب توقف أصوات الحمير فترة صمت أخرى…..حالة تأمل وتأثر ، كما يحصل بعد الإستماع لمقطوعة موسيقية عظيمة.
*********************
سرح الخيال بعذوبة إلى حياة تجري ولا تتوقف عن الجريان في الخارج…..وكل مافيها ، وكل مكوناتها ساحرة الجمال والمذاق…..
المفاجأة الأخرى بدا فريق الحمير، الذي حط رحاله للرعي قرب المبنى، وكأن لديهم ساعات سيتزن……إذ أصبحت أصواتهم تؤدي تلك الوصلة الصوتية في شبه موعد ثابت، والجميع أصبح يقول: بعد قليل موعدنا مع وصلة تغريد الحمير…….. بعد قليل على الجميع التأهب والصمت للإنصات بإحترام لأصوات ستأتينا من الخارج.

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة