حفرة العيد…..رامز جوهر

حفرة العيد
لي أيام قادمة ولي أعياد كثيرة معلقة على مشجب الزمن.
لي هزائم كثيرة ولي حفر كثيرة تترصد ركلتهم الأخيرة، ورصاصتهم الأخيرة.
لي أحزان حارقة تترصد الخلود في ساحات قلبي.
منذ عيدين أو أكثر منذ حربين أو أكثر، لم تكن الحفر المطمورة تخرج إلى الشاشات،وتطلق كل هذا الرعب

لم تكن عيون الكاميرات تلتقط خدمات الحفر في بلادي، وخدمات الرصاص الحي والسوائل الحارقة.
متأرجحين بين الشك واليقين كنا، متأرجحين بين البلاهة والطيبة ما زلنا، متأرجحين بين السماء والأرض نفكر ملياً في إطلاق صرختنا، وفي إطلاق حزننا وشتائمنا.
لم ترفع البلاد شارات الحداد، ولم تنكس رايات الإنتصارات الوهمية، ماتزال الشاشات مستغرقة بأطباق رمضان، ونبذة عن حلويات العيد.
نشرات الأخبار تتمنى إفطاراً شهياً ، وتهنئ بقدوم العيد، تبتعد كيلو مترات عن نهر الدم المختنق خلف ستائر الحفر.
****
في الشارع زوبعة من التسوق المفتعل، والذي يضمد زوبعة من الإنكسارات والخيبات.
أطفال….رجال ….. نساء يحاولون مسح الغبار المتراكم من النزف إلى النزف……يتأبطون باقات الريحان والآس وأكياس البخور لإهدائهم في الخامسة فجراً لمن دهسه الرصاص خارج المتاريس والحفر.
في الشرفات الموصدة همس خفيض عن الوحوش والأوغاد الذين تسللوا إلى الحياة وشنقوا العصافير وذبحوا القصائد الطليقة، وأطلقوا حقدهم ورصاصهم على حناجر الأعياد.
خجلين وغير مصدقين ما تنقله حدقات العيون ، نعتذر عن التعجب أن كل الضحايا عبروا بخطواتهم الأخيرة إلى الموت بصمت مريب، ربما الصمت كان الصرخة الأخيرة….الصرخة الأخيرة الأقوى….ربما الإرهاب أول أهدافه الحناجر…..وتبقى الأصوات حبيسة زنازين الفم.
في الشرفات الموصدة نداء الدم كان قوياً،لكن جدول الرعب والخوف الجارف كان أقوى، وإجتاح الصرخات، وكان الخرس قدرنا.
*****
العيد غداً، وغداً ستكون كل شارات الفرح كاذبة، وكل الألوان والثياب والتهاني باهتة وفاقدة للهيبة، وفاقدة للشرعية، وأقسى العبارات ربما ستكون (كل عام وانت بخير) وربما المقصود كل مجزرة وأنت أخرس ….كل حفرة وأنت تسير إليها مغمض العنين…..وتتابع إستقبال الأعياد وبهمس خفيض خفيض تشتم كل شيئ .

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة