رأي نواة حول تصعيد التوتر في القامشلي

من أخطر ما يتعرض له الشعب السوري منذ عقود هو الفتنة البينية بين مكوناته على طيفها الواسع، وبشكل خاص بين مكوناته القومية، هذا الافتعال للانقسام المجتمعي الذي لا يخدم الا استمرارية السلطة القمعية والشمولية هو ما نرى انعكاسه اليوم في عموم أنحاء سوريا وفي الجزيرة السورية بشكل أكبر بحكم احتوائها على غنى وتنوع قومي وثقافي يمثل حقيقة تعددية الهوية السورية.
حيث تظهر اليوم في مدينة القامشلي بوادر توترات تعمل ميليشيات ما يُعرف بالدفاع الوطني على اشعالها وتغذيتها عبر اعتداءات تدفع لتصعيد الصراع الأهلي مدفوعة بما تحمله من تبعية لنظام الأسد وللنظام الإيراني وأذرعه في المنطقة والساعية لوأد أي توافق يفضي لبناء سوريا الحديثة بعيداً عن أي هيمنة وتبعية. وتستهدف هذه الاضطرابات سعي النظام لتمرير مسرحية الانتخابات التي يعتزم القيام بها في هذه المناطق.
في هذا السياق، ندعو الى العمل على الخطوات التالية:
– ضرورة تفكيك وخروج كافة الميليشيات التابعة لإيران من الأراضي السورية وعلى رأسها ميليشيات الدفاع الوطني بحكم كونها أداة تقسيم وتفتيت للمجتمع السوري.
– منع محاولات النظام من تمرير مسرحية الانتخابات التي يعتزم القيام بها في أي منطقة من مناطق سوريا وعدم منح هذه الانتخابات القائمة على دماء ومعاناة وتشريد الشعب السوري أي شرعية للقيام بها في منطقة الجزيرة السورية.
– بناء السلم المجتمعي المحلي وذلك عبر المشاركة الحقيقية والفاعلة لكافة المكونات القومية في منطقة الجزيرة السورية في إدارة المنطقة من مواقع اتخاذ القرار والابتعاد عن الممارسات الاقصائية والقمعية التي تعيد انتاج منهج النظام الشمولي ذاتها وتحييد كافة الأطراف المُولدة للتفرقة والانقسام وخطاب الكراهية والتشدد.
نرى أن تجاهل بوادر الفتنة القائمة اليوم في مدينة القامشلي والتغاضي عن مفتعليها هو أمر على درجة عالية من الخطورة سيؤدي الى تفاقم الصراع البيني السوري بما يحمله من المزيد من التقهقر على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الذي يدفع ثمنه السوريون في منطقة الجزيرة وفي عموم أنحاء سوريا، آملين أن يلقى هذا الرأي الصدى اللازم لدى العقلاء والساعين لحفظ مصلحة سوريا والسوريين.

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة